دليل أكتر

احتفالات فالبوري بالسويد إعلان لقدوم النور والشمس والربيع

احتفالات فالبوري بالسويد إعلان لقدوم النور والشمس والربيع image

أحمد الخضري

أخر تحديث

Aa

احتفالات فالبوري بالسويد إعلان لقدوم النور والشمس والربيع

Foto Jessica Gow/TT

 نيرانٌ ستشتعل في أماكن مختلفة من السويد مثل كل عام، في الـ 30 من نيسان حيث يحتفل السويديون بيوم الربيع أوما يُعرف باحتفالات فالبوري التي توقد فيها النيران في جميع أنحاء البلاد إعلاناً عن نهاية فصل الشتاء، وحلول فصل الربيع من جديد. ولهذا الاحتفال المسمى تيمناً بالقديسة فالبوري دلالة ورمزية خاصة بالنسبة للسويديين يجعلهم يصرون على صونه وإحياء طقوسه عاماً بعد آخر، حتى في الطقس الممطر. كما أن احتفال فالبوري في 30 نيسان يتوافق مع مناسبة سويدية وطنية هي الاحتفال بعيد ميلاد الملك كارل السادس عشر غوستاف. 

Foto Fredrik Sandberg/TT

وبالعودة للأصول التاريخية للاحتفال، فالقديسة فالبوري وفقاً للرواية الشعبية كانت أميرة إنكليزية دُعيت من قبل رئيس أساقفة دير ماينز في ألمانيا لمساعدة المسيحيين الألمان، لتصبح لاحقاً المشرفة على دير هايدنهايم للرهبات. وبعد وفاتها عام 779، بسنوات قليلة نُقل جثمانها إلى مدينة آيخستات الألمانية لِتدفن في الأول من أيار (مايو) هناك، وطوبتها الكنيسة الكاثوليكية لاحقاً لقب قديسةً في العام 870. لكن القصة لا تنتهي عند هذا الحد، فقصة هذا الاحتفال الديني تحمل في جذورها بعض المعتقدات والممارسات الوثنية "لسلتيةـ الجرمانية" التي دخلت على الديانة المسيحية المنتشرة حديثاً خلال حقبة العصور الوسطى. فالمعتقدات الأسطورية في بعض الدول الأوروبية كألمانيا تؤكد أن الساحرات كن يتجمعن في ليلة ۳۰ إبريل/نيسان، ويطرن بعيداً في السماء على مكانس مصنوعة من القش أو يركبن ظهور ذكور الماعز إلى الأماكن المرتفعة كي ينضموا إلى الشيطان ويحضروا لأعمال الشر. ولهذا كان الناس يبحثون عن طريقة لتفريق الساحرات وتشتيت قواهن عبر إصدار الضجيج وإطلاق الصيحات وإطلاق النار والمفرقعات وإيقاد النيران.

وبالتالي ورغم جذوره الألمانية، وصل هذا الاحتفال إلى السويد قرابة العام 1400 ميلادي. حيث يرى السويديون أن فالبوري بنسخته السويدية القريبة أيضاً من النسخة الفنلندية، هو احتفال مختلف عن فالبوريغ الألماني وإن حملا ذات الاسم. فالاحتفال بالنسبة لهم عبر إشعال النار يرمز إلى إحراق الماضي، وافساح المجال أمام المستقبل الجديد. وتقول المعتقدات القديمة المرتبطة بهذه المناسبة أيضاً، أن الحدود الفاصلة بين الأحياء والأموات تكون ضعيفةً هذه الليلة، وبالتالي قد يلتقي الأحياء إن حالفهم الحظ بطيف الأحبة الذين فارقوهم. 

كما تجري العادة على إطلاق الحيوانات القروية التي أُرهقت في أقفاصها وحظائرها خلال فصل الشتاء الطويل في المراعي لكي تتناول الطعام بحرية. ولهذا كان الفلاحون في السويد في قادم الأزمان يشعلون النيران في هذا اليوم أيضاً لإخافة وإبعاد الحيوانات المفترسة عن حيواناتهم، ومازال تقليد إطلاق الماشية في هذا اليوم سارياً في مختلف أنحاء السويد ليكون بذلك علامة مميزة على حلول فصل الربيع.

يمتاز احتفال فالبوري بطابعه الشعبي العام، وعادة ما يُنفذ في أماكن مفتوحة محددة مسبقاً كمواقع للتجمع تتسع للآلاف. فبمجرد تجمع أهالي البلديات في الأماكن المخصصة يبد هؤلاء بتجميع كومة كبيرة من أغصان الأشجار والأخشاب، وغالباً ما يبدأ الاحتفال في ساعات المساء بإنشاد أغاني الربيع، وإحراق كومة الأغصان، ومع حلول ساعات الليل تبدأ مرحلة جديدة من الاحتفال بإطلاق الألعاب النارية.

لكن للاحتفال بنسخته المعاصرة بعض الجوانب المظلمة، ففي حين تختار بعض العائلات في السويد الاحتفال به عبر إقامة حفلات الشواء في الهواء الطلق، يحتفل المراهقون بهذا العيد "على طريقتهم" ولهذا تشهد هذه الليلة معدلات حوادث مرتفعة متصلة بالإفراط في تناول الكحول بين المراهقين، وهو ما يدفع الشرطة عادةً إلى استباق يوم الفالبوري بدعوة الأهل عبر وسائل الإعلام إلى المساعدة في ضبط سلوك أبنائهم في هذا اليوم.

Foto Fredrik Sandberg/TT

وعلى الرغم من أن الاحتفال أصبح عادة سنوية منذ نهاية القرن التاسع عشر في الوسط الجامعي لمدن سويدية عديدة، لكن تشتهر مدينة أوبسالا تحديداً باهتمامها بطقوس هذا الاحتفال. كما أن الأنشطة التي تقام سنوياً في الجامعات السويدية باتت تجربة فريدة لما تتضمنه من أنشطة مصاحبة كالحفلات الموسيقية وسباقات التجديف للزوارق الصغيرة، ومسابقات القفز من أماكن عالية وغيرها من الأنشطة التي تضفي الحماسة، وتضمن استمرارية الاحتفال على نفس المستوى من الزخم والمتعة.

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - دليل أكتر

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©