اكترـ أخبار السويد: من سوريا إلى مصر ثم إلى تركيا وصولاً إلى السويد؛ رحلة لجوء لشاب سوري هرب مع أشقائه من أهوال الحرب وويلاتها لتضعهم الأقدار أمام خيار الهجرة إلى السويد. هي رحلة سطرها محيي الدين في كتابه الأول بعنوان حكاية لجوء 13: An Immigration Tale. محيي الدين وبعد أن بلغ الثانية والعشرين من عمره لم يرد لقصته أن تصبح في طي النسيان، ولم يرغب بأن تبقى رحلته ورحلة الآلاف من أمثاله محض رقم تتداوله الصحف والأخبار، فحمل على كاهله الغض مسؤولية تعريف الشعوب الأوروبية والعالم بمعاناة أولئك الذين يعبرون طريق الموت، لا بحثاً عن رفاهية ولا طمعاً في أموال، بل أملاً في بداية جديدة في بلد يصون الكرامة ويمنح الأمان. لمعت فكرة الكتاب في ذهن محيي بعد أن بدأ بنشر تفاصيل رحلته بأسلوب سردي تشويقي على صفحته على الإنستغرام جزءاً تلو الآخر، مستعيناً بمذكرات كان قد كتبها فور وصوله إلى السويد. وتفاجأ بالتفاعل الذي لاقته القصة من متابعيه الذين ازدادوا حتى وصل عددهم إلى الآلاف، حيث وجدت القصة حينها صدىً كبيراً في نفوسهم فطالبوه بالاستمرار في الكتابة شوقاً للنهاية. تحدث محيي في لقاء خاص مع موقع "أكتر" عن كتابه الذي خطّه باللغة الإنجليزية التي يتقنها جيداً، وعن تعامله مع دار نشر بريطانية تولت مهمة النشر على حسابه الخاص وبمجهود شخصي دون أي دعم من أي جهة. يروي كتاب محيي قصته منذ لحظة اتخاذه وإخوته قرار السفر المفاجئ والسريع من تركيا وحتى لحظة وصولهم إلى السويد، لينقل القارئ إلى مغامرة تعج بالخوف والألم والدموع، كما تستعرض القصة في طياتها بعض القصص القاسية والمأساوية لأشخاص مروا في رحلة محيي. وذكر محيي الدين أنه في مشروع كتابه الذي استغرق عاماً ونصف العام، حرص كل الحرص على المصداقية العالية في ذكر أدق التفاصيل، فلم يرغب بأن يسهو عن أي معلومة بسيطة؛ كالسعر الدقيق لتذكرة ركوب باخرة أو أسماء الكامبات التي اضطر لقضاء بعض الوقت فيها برفقة أشقائه، وحتى أنواع الطعام التي قدمت لهم في كل محطة من محطات رحلته الطويلة والشاقة. قد يتساءل البعض عن سبب إضافة رقم 13 إلى عنوان الكتاب، علل محيي ذلك بأن رحلة اللجوء من تركيا إلى السويد استغرقت 13 يوماً، كما أن السويد كانت البلد الثالثة عشر والأخيرة في مغامرته، ناهيك عن أن الرقم 13 يعتبر رقم شؤم في كثير من الثقافات. يعيش محيي الدين حالياً في مدينة يوتيبوري بعد أن انتقل بين أكثر من مدينة وقرية من بينها مدينة كيرونا شمالي السويد، وانتهى به المطاف بعد حصوله على الإقامة في مدينة يوتيبوري حيث عمل فيها وأكمل متطلبات دراسة هندسة الميكانيك التي باشر بدراستها مؤخراً في جامعة Chalmers. لم يكن طريق محيي الدين معبداً بالورود في السويد التي وصل إليها في أواخر العام 2015؛ فهو حتى الآن لم يحصل على الإقامة الدائمة على الرغم من أنه ضحى بالسنة الدراسية الأولى في الجامعة بغية العمل واستيفاء شروط الحصول عليها، فضلاً عن أنه كان أحد المشاركين بالمسيرة التي انطلقت من مدينة يوتيبوري إلى مقر البرلمان السويدي في العاصمة ستوكهولم للمطالبة بحق الحصول على الإقامات الدائمة. تجدر الإشارة إلى أن موهبة محيي الدين لا تقتصر على الكتابة فحسب؛ بل هو فنان ورسام موهوب يقضي أوقات فراغه في رسم لوحات فنية مذهلة وخط رسومات ساحرة على قطع خشبية، تجسد كل منها فكرة فريدة لا تشبه الأخرى. اليوم، يتطلع محيي إلى تحقيق أحلام أكبر، لعل أهمها انتقال والديه وبقية عائلته إلى السويد ليلملموا أخيراً شتات شملهم بعد أن ذاقوا لوعة الفراق والاشتياق والشتات. خاص Aktarr بقلم الشاب السوري محيي الدين