اكتر-أخبار السويد: في صالة مالمو للفن (Malmö Konsthall)، وابتداءً من 19 سبتمبر/أيلول 2020، ستكون أعمال الفنان الراحل حسن شريف متاحة للجمهور في السويد، كمعرض فردي للمرة الأولى بعنوان "أنا فنان العمل الواحد"، وسيستمر العرض حتى 10 يناير/كانون الثاني 2021. يُعتبر حسن شريف أحد أكثر فناني القرن العشرين تأثيراً في الشرق الأوسط، ورائداً في الفن التجريبي المعاصر، لكن أعماله الفنية لم تصل إلَا مؤخراً إلى جمهور أوسع في أوروبا. وُلد حسن شريف )1951-2016( في إيران ونشأ في دبي، بجانب الوقت الذي أمضاه الفنان في لندن كطالب في أوائل الثمانينيات، عمل طوال حياته في إمارتي دبي والشارقة في الإمارات العربية المتحدة. أصبح شريف أول فنان يقدم الفن المعاصر في منطقة الخليج. وكان له أدوراً متعددة كفنان ومدرس وناقد ومترجم. ولعب دوراً في ظهور مفهوم جديد للفن في العالم العربي. خلال حياته، ابتكر شريف مجموعة معقدة ومتعددة من الأعمال الفنية التي تشمل الرسومات والمنحوتات والأعمال التركيبية. ومع ذلك، يمكن تناول جميع أعماله كعمل فني واحد، بسبب فنه المفاهيمي المتمحور حول فكرة المدة الزمنية والتكرار. ومن هنا جاء عنوان المعرض "فنان العمل الواحد"، وهو اقتباس عن الفنان نفسه. نافذة على الفن العربي تسعى "مالمو كونستهال" من خلال استضافة معرض لأعمال حسن شريف إلى فتح نافذة على عالم الفن في الشرق الأوسط، وتقديم فنان غير غربي من جزء من العالم نادراً ما يصل إليه الجمهور السويدي. ويُعتبر هذا المعرض استمراراً لجهود "مالمو كونستهال" على المدى الطويل لتقديم وجهات نظر جديدة من أماكن وأزمنة وثقافات متعددة في برامجها ومعارضها. وفي تصريح خاص لمنصة "Aktarr"، قال مدير "مالمو كونستهال"، ماتس خيرنستيد، إنه يرحب بتواصل الفنانين العربي المتواجدين في مالمو معه شخصياً ومع "مالمو كونستهال" من أجل عرض أعمالهم الفنية، ونوه إلى وجود نادي للشباب وورش عمل للأطفال ضمن "مالمو كونستهال" لتطوير مهاراتهم الفنية. مدير "مالمو كونستهال"، ماتس خيرنستيد صوت سياسي ورسوم كاريكاتورية ساخرة نشأ حسن شريف في وقت من الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية، ارتبطت بشكل كبير باكتشاف النفط في منطقة شرق المتوسط في الخمسينيات، ما نجم عنه تغيرات ثقافية واجتماعية انعكست في العديد من أعماله. طور شريف صوته النقدي في وقت مبكر من حياته. ومنذ سن المراهقة نشر رسوماً كاريكاتورية ساخرة عن الحياة اليومية والسياسية في صحيفة أخبار دبي الأسبوعية، يتضمن المعرض مجموعة مختارة منها إلى جانب العديد من الصور والملاحظات الشخصية للفنان. نقد ثقافة الاستهلاك أراد حسن شريف أن يجعل الفن متاحاً لعامة الشعب، وليس محصوراً فقط في النخب. ما دفعه للعمل بشكل غير تجاري في الأماكن العامة. ابتكر أعماله من المواد اليومية البسيطة، أو الأشياء المنتجة بكميات كبيرة والمتواجدة في الأسواق مثل (الأحذية، والألعاب، والأكواب البلاستيكية، والبطانيات، وغيرها). ذلك ليُثبت أن الفن يمكن أن يصنع بأدوات بسيطة، ما عكس موقفه النقدي اتجاه ثقافة الاستهلاك التي ظهرت في منطقة الخليج بعد اكتشاف النفط. إذ تشجع هذه الأعمال على التفكير النقدي في مجالات الإنتاج والاستهلاك. بين مدارس الفن الغربي والخصوصية المحلية من خلال دراسته في لندن، استطاع حسن شريف أن يطلع على أحدث الحركات الفنية في ذلك الوقت مثل )التعبيرية والتجريدية والتبسيطية(، وقد ساهم هذا إلى جانب المحفزات الفكرية والإبداعية التي قدمها له محيطه في ازدهار شريف المبهر. وخلال السنوات الخمس التي قضاها كطالب، كان يعود إلى دبي وصحراء حتا كل صيف. وقد جعله الوقت الذي أمضاه في الخارج أكثر إدراكاً ووعياً بوطنه الأم. ورغم تأثره بالفن الغربي، طور شريف أسلوباً فنياً مميزا وخاصاً، صور من خلاله البيئة والمجتمع والثقافة البصرية التي عاش فيها. كانت الأسواق في دبي والشارقة بمثابة أماكن للعرض، ومصادر لإلهامه وتزويده بمواد لأعماله التركيبية المتراكمة، التي يشير الفنان إليها باسم "الآثار العمرانية". تتضمن الأعمال الفنية لحسن شريف عناصر من الأعمال اليدوية مثل النسيج والضفائر، وهي تقنيات بسيطة لا تتطلب إلا قليلاً من المهارة وقدراً عظيماً من الصبر، ويعكس هذا النوع من أعمال شريف فكرة التكرار والملل، أي الاستمرار في العمل مع المواد حتى الشعور بالملل منها. أول معرض استعادي رئيسي لحسن شريف في أوروبا لعب حسن شريف دوراً هاماً في تطوير المشهد الفني في الإمارات العربية المتحدة، كما ساعد في إقامة أول معارض للفن المعاصر في منطقة شرق المتوسط. ويُعتبر المعرض المتجول بعنوان "حسن شريف: أنا فنان العمل الواحد" أول معرض استعادي رئيسي لحسن شريف في أوروبا، وأول معرض فردي له في السويد. يشمل نحو 150 عمل من أعمال الفنان المتنوعة. وقد سبق عرضه في الشارقة وبرلين، وتم إعداده بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون ومعهد "كي دبليو" للفن المعاصر. خاص Aktarr