اكتر-أخبار السويد .. تتجه الأنظار في السويد حالياً إلى محكمة أوديفالا، حيث تجري محاكمة شاب بتهمة قتل صديقته السابقة ويلما أندرشون، في جريمة بشعة هزت السويد وجذبت اهتماماً إعلامياً وشعبياً كبير، اختفت فيها الجثة وبقي رأسها في مسرح الجريمة، فهل ينجح المجرم بالإنكار؟ Wilma blev 17 år لم تكن فيلما ذات الـ17 عاماً تعلم أن دخولها في علاقة مع الشاب الذي يبلغ من العمر 23 عاماً سيضع حداً لحياتها في نهاية المطاف. وتشير الدلائل كما إفادات الشهود إلى أن العلاقة كان يشوبها الكثير من المشاكل، وأن الضحية أرادت وضع حد لتلك العلاقة، لكن المتهم لم يتقبل الأمر الواقع فقام بقتل صديقته السابقة بطريقة بشعة، فهل فعلاً من الحب ما قتل؟ وهل من المعقول أن يدفع الشعور بالغيرة إلى الانتقام بهذه الطريقة البشعة؟ وإلى متى سيستمر سائداً ذلك المنطق، الذي يشعر فيه الرجل أنه بالإمكان إنهاء حياة شريكته في حال أرادت الانفصال عنه؟ الاختفاء وإعلان الوفاة القصة بدأت في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حين شوهدت ويلما أندرشون لآخر مرة على قيد الحياة. اتصلت الأم بابنتها وأرسلت لها رسائل نصية، وعندما لم تجب فيلما شعرت الأم على الفور بأن هناك خطب ما. بعد يومين توجه الأبوين إلى شقة المتهم، وهي شقة مشتركة بين ويلما وصديقها السابق، للبحث عن ابنتهم، التقوا بالمشتبه به الذي ادعى بأن فيلما غادرت الشقة بعد شجار حصل بينهما، لكنهم شعروا بعدم صدق روايته، لأن الكثير من ممتلكات الفتاة كانت لاتزال في الشقة مثل المفاتيح ومستحضرات التجميل. وبعد إبلاغ الشرطة، بدأت واحدة من أكبر عمليات البحث في السويد، شارك فيها آلاف المتطوعين إلى جانب الشرطة، وتم الاستعانة بالكلاب والمروحيات. لكن وبعد أسبوعين من الاختفاء جاء الخبر الصاعقة: لقد عثرت الشرطة على جزء من جسد ويلما أخمد الأمل بالعثور على الفتاة على قيد الحياة. القبض على المتهم والعثور على الدليل توجهت أصابع الاتهام إلى صديق فيلما السابق ذو الـ23 عاماً، الذي أًلقي القبض عليه في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. تقول والدة الضحية أن الشاب كان متحكماً بعلاقته مع ويلما، إلّا أن الفتاة تغيرت في الآونة الأخيرة، وأنهت تلك العلاقة، وهو الشيء الذي لم يكن يريده المتهم، مما دفعه للانهيار والتوسل إليها كي لا تنفصل عنه، ورغم ذلك قررت فيلما إنهاء العلاقة خريف العام الماضي. استغرق الأمر حتى 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حتى تعثر الشرطة، بمساعدة كلاب مختصة من ألمانيا، على رأس فيلما ملفوفاً بورق الألمنيوم في حقيبة سفر في خزانة ملابس داخل الشقة المشتركة بين الضحية وصديقها السابق، وذلك رغم العثور سابقاً على آثار للدماء داخل الشقة ذاتها. وعندما سُئل المدعي العام، جيم ويستربيرغ، عن سبب التأخر في العثور على الرأس، أجاب بأن التحقيقات في موقع الجريمة تتطلب قدراً كبيراً من الدقة، وأن التركيز في البحث عن الجثة كان منصباً في خارج الشقة وليس داخلها. رفع دعوى وبدء المحاكمة صباح يوم الأربعاء 13 مايو/أيار العام الحالي، أي بعد نصف عام تقريباً، رفع المدعي العام، جيم ويستربرغ، دعوى ضد الشاب المتهم في محكمة أوديفالا. وفي 26 مايو/ أيار بدأت محاكمة المشتبه به في الجريمة، بتهمة قتل ويلما وتقطيع جسدها. وبحسب المدعي العام فإن بصمات الأصابع الموجودة على ورق الألمنيوم الذي تم بها لف رأس الضحية، كذلك آثار الدماء في الشقة، بالإضافة إلى إفادات الشهود، جميعها كانت تشير إلى صديق الضحية كمتهم أساسي في القضية. Foto: Adam Ihse/TT ومن بين الأدلة التي ذكرها المدعي العام أيضاً هي المحادثات النصية التي أبدى فيها الصديق السابق الغيرة. وبحسب المدعي العام، فإن الشاب قتل فيلما من خلال تعريضها إلى "العنف الصارخ والمتكرر". كما يقول قائد الشرطة، ستين رون تيمرسجو: أن المشتبه به "احتفظ لسبب غير معروف بجزء من جسم الضحية وتخلص من بقية الجثة". إلّا أن المتهم وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لا يزال ينفي باستمرار أي علاقة له باختفاء فيلما أو موتها. وفي التحقيق مع الشرطة، أفاد بأن آخر مرة شاهد فيها الضحية كانت في 14 نوفمبر/تشرين الثاني، عندما غادرت الشقة بعد مشاجرة. وبحسب محامية الدفاع ، بياتريس ريمسيل، يوجد فجوات كبير في وصف المدعي العام، منها أن المتهم لم يكن متواجداً في المنزل عندما سمع الشهود صراخ آتٍ من الشقة. وقالت أنه ينبغي الانفتاح على تفسيرات بديلة، إذا لا يمكن استبعاد شيء. Foto: Adam Ihse/TT أما عالم الجريمة، جيرزي سارنيكي، فقد وصف القضية بأنها حدث مأساوي للغاية، يمكن تصنيفها مجدداً للأسف ضمن النمط الواضح، والحالة الكلاسيكية، حيث تُقتل امرأة ويكون المشتبه به هو أحد الأقارب الذكور. ويعتقد سارنيكي أنا المدعي العام لديه مهمة صعبة، لأن المشتبه به لم يعترف بالجريمة ولم يتم العثور على الجثة كاملة، أي من الصعوبة بمكان تحديد سبب الوفاة. اضطرابات عقلية قال المجلس الوطني للطب الشرعي السويدي إن الشاب المشتبه بقتله الفتاة ويلما أندرسون قد يكون يعاني من اضطراب عقلي خطير. ووفقاً لأحد أطباء المجلس فإنه بعد فحص الشاب الذي يبلغ من العمر 20 عاماً بشكل بسيط تبين أنه يعاني من اضطراب خطير وربما يكون قد أقدم على قتلها أثناء نوبة اضطراب. ويتوجب فحص الشاب بشكل أكبر قبل الحكم عليه بالسجن.هذا وينكر الشاب الجريمة بشكل كامل. وكانت الفتاة قد اختفت لمدّة اسبوعين قبل العثور على أجزاء من جثتها في غابة قريبة من المنطقة التي تقطن فيها. فيلما الفتاة اللطيفة في المحكمة وصفت عائلة ويلما الحالة بالقاتمة وأن الحياة أصبحت فوضى بالنسبة لهم، وقالت الأم "ما زلنا لا نستطيع حتى دفن ابنتنا لأننا لم نجدها كلها". وكانت فيلما قد انتقلت إلى أوديفالا قبل عدة سنوات بهدف الدراسة، حيث التقت هناك مع المتهم. و في حديث مع إحدى وسائل الإعلام وصفت الأم فيلما، بأنها كانت رقيقة جداً ولطيفة مع أخوتها الصغار، ومع الحيوانات الأليفة التي تمتلكها العائلة. Foto: Ingela Landström/TT وفي يوم الجمعة الماضي، شهدت أخت ويلما الكبرى في المحكمة. وأفادت بأن فيلما كانت فتاة سعيدة واجتماعية قبل أن تدخل في علاقة مع صديقها السابق عام 2018، عندها تغيرت الفتاة وفقدت الثقة بنفسها، فقد كان المتهم يتحكم بمظهرها وعلاقاتها. وعندما قررت ويلما إنهاء العلاقة بدأت تعود إلى طبيعتها مرة أخرى. لكن المتهم رفض هذه الأقوال، وأجاب بأنه من السهل على أخت فيلما أن تقول ما تقول طالما أن فيلما ليست موجودة لتنفي هذه الأقاويل، وادعى بأن لا أحد من الموجودين يعرف فيلما بقدر معرفته بها، وأكد أنه لو أرادت فيلما الحصول على صديق جديد فإنه كان بإمكانها طبعاً أن تقوم بذلك. كما أخبر المتواجدين في قاعة المحكمة بأنهم يحاكمون الشخص الخطأ. ولم تذكر معظم وسائل الإعلام السويدية معلومات عن الشاب المتهم في القضية، لكن بعض المواقع مثل صحيفة الديلي ميل البريطانية ذكرت أنه يُدعى تيشكو أحمد شباز، كان قد ولد في العراق، وحصل على الجنسية السويدية عام 2014. يصرّ المشتبه به على نفي جميع التهم الموجهة إليه، فهل سيستطيع الاستمرار في الإنكار رغم الأدلة المتوفرة؟ وهل سيفلح إنكاره في تنجيته من العقاب؟ هذا ما سوف تجيبنا به الأيام المقبلة.