اكتر-أخبار السويد:شهدت منطقة روزنغورد في مالمو أعمال شغب عنيفة في أعقاب حرق القرآن في المدينة في 31 أغسطس/ آب الماضي. وأكدت الشرطة أن هذه التجاوزات تمت بتحريض من أشخاص مقيمين خارج هذه المنطقة وليسوا من سكان روزنغورد، الأمر الذي أكده السكان بأنفسهم بعد التعرف على أشخاص من مدن أخرى مثل سترومستاد وهوربي. بعد ظهر يوم الجمعة 31 أغسطس/ آب، تجمع نحو عشرة دنماركيين مؤيدين للحزب اليميني المتطرف ستراك كورس، في ستورتوريت في مالمو، وكان أحدهم يحمل مصحفًا في يده، بدأ بإلقائه بين البقية وتناوبوا على ركله كما لو كان كرة قدم. واستمرت هذه الممارسات الاستفزازية لفترة طويلة دون تدخل الشرطة لوقفها أو منعها. https://www.youtube.com/watch?v=9J-W4hpKkqY&ab_channel=AktarrTV وبعد مرور نحو 20 دقيقة تدخلت الشرطة واقتيد ثلاثة دنماركيين من المكان بتهمة التحريض ضد جماعة عرقية. رفضت الشرطة في وقت سابق من هذا الأسبوع، منح زعيم الحزب راسموس بالودان موافقة للتظاهر خارج مسجد في روزينغورد بالتزامن مع صلاة الجمعة. ليس هذا فحسب، بل منعته من دخول السويد في اليوم المقرر للمظاهرة وأصدرت منعًا يحظر عليه دخول السويد لمدة عامين. وبعد أن أصر مؤيدوه على تنفيذ خطته الاستفزازية، اندلعت مظاهرات احتجاجية في روزينغورد. كانت الاحتجاجات هادئة في بداية الأمر، لكن ما أن انتشرت مقاطع الفيديو لتجمع الدنماركيين في ستورتوريت، حتى بدأ الوضع بالتدهور. كان المحتجون مستائين من الشرطة لأنها انتظرت طويلاً قبل أن توقف استفزاز الدنماركيين. إذ إنها كانت موجودة في الموقع وشاهدت القرآن وهو يركل دون أن تحرك ساكنًا، بحسب شهود عيان. عندها غضب المتظاهرون بشدة من الشرطة، وتحولت المظاهرة إلى أعمال تخريب تخللها رشق الحجارة على سيارات الشرطة وتحطيم محطات الحافلات وإحراق إطارات السيارات. ثم انتشر مقطع فيديو ظهر فيه بعض المتطرفين الدنماركيين وهم يحرقون القرآن في طريق ضيق للدراجات في روزنغورد، ليزيد الطين بلة ويتسبب في اشتعال موجة غضب عارمة خرجت عن السيطرة تمامًا. محتجون غامضون اقتحمت شرطة مكافحة الشغب مسيرة يوم الجمعة واعتقلت مئات المتظاهرين، لكنها سرعان ما أفرجت عنهم فور استجوابهم، لكن الشبهات ضدهم ما زالت قائمة. وفي الوقت الحاضر، يشتبه في ضلوع 14 شخصًا بأعمال شغب عنيفة. لاحظت الشرطة أن المشتبه بهم هم ليسوا من سكان منطقة روزنغورد، بل غالبيتهم من مناطق أخرى مثل كيرسيبيري وسودرفيرن وإيريكسفيلت ونيدالا وسلوتستادين، فضلًا عن أن اثنين منهم هما من سكان مدن أخرى؛ هوربي وسترومستاد وهيلسنبوري. أكد ضباط الشرطة الذين كانوا موجودين خلال حملة الاعتقالات، على أن الأمر لم يكن له علاقة بسكان منطقة روزنغود، وأنه لم يكن من بين المعتقلين المشتبه بهم سوى أربعة أشخاص من سكان المنطقة، وهم من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 14-18 عامًا. وأكد بعض الضباط على أنهم لم يشعروا أن الشغب والتخريب كان بدوافع دينية، بل لم تتجاوز كونها فرصة للتخريب وبث الفوضى. تحريض من امرأة مسنة انتشرت بعد أعمال الشغب عدة مقاطع فيديو من المظاهرة، ظهرت في إحداها امرأة مسنة كان لها دور بارز في التحشيد، فكانت تصرخ قائلة، "ركلوا المصحف كأنه كرة قدم، هؤلاء الخنازير، هؤلاء الكلاب. إن كنتم لا تريدوننا، لماذا استقبلتمونا هنا؟" وبررت هذه المرأة موقفها في لقاء أجرته لاحقًا مع التلفزيون السويدي، فقالت "خرجت للتعبير عن مشاعري ورأيي. لم احرض أحدًا على فعل أي شيء." ثم لامت الشرطة على موقفها الحيادي وسماحهم بإهانة القرآن دون مراعاة مشاعر المسلمين، وأوضحت بأنها لم تكن لوحدها ضد تصرف الشرطة، بل الجميع. تمتنع الشرطة من التأكيد على أن هذه المرأة هي من أشعل فتيل هذه الاضطرابات لأسباب تتعلق بالسرية، لكنها تؤكد على أنها لم تكن هي الأخرى من سكان منطقة روزينغورد. الفوضى هي الغاية https://www.youtube.com/watch?v=USoNfPkh3Mk&ab_channel=AktarrTV أظهرت التحقيقات وأقوال الشهود أن سكان روزنغورد لم يكونوا هم من تسبب بأعمال الشغب، بل على العكس تمامًا، استنكر كثيرون منهم هذه الممارسات مؤكدين على أن من أقدموا عليها هم أشخاص من جميع انحاء مالمو، ممن انتهزوا الفرصة للتسلية وإحداث الفوضى. قال أحد سكان روزنغورد، "نحن نعلم تمامًا أنه لا يجوز التصرف على هذا النحو في السويد. شعرت أن هؤلاء لم يعيشوا وقتًا كافيًا ليدركوا ذلك." وأضاف "هؤلاء ليسوا مسلمون حقيقيين. ولو كانوا كذلك، لأخذوا استراحة للذهاب إلى الصلاة، فقد فاتتهم ثلاث أو أربع صلوات في ذلك اليوم وهم يتسكعون في الشارع." موقف سكان روزنغورد أكد سكان روزنغورد على أن مثيري الشغب عادوا إلى روزنغورد مجددًا يوم السبت بهدف التحريض، إلا أنهم منعوا من دخول المنطقة وصرفوا منها. وأشادت الشرطة بموقف شباب المنطقة ووعيهم وتحملهم مسؤولية كبيرة، فهم لم يمنعوا تجدد الشغب فحسب، بل بادروا أيضًا بتنظيف الفوضى التي نتجت عن هذه الأحداث. موقف الأئمة المسلمون تحدثت صحيفة أفتونبلاديت إلى أئمة ثلاث جماعات كبيرة في روزنغورد. وعبروا جميعهم عن الأسف لانتهاك القرآن والعنف الذي أعقب ذلك. قال رولاند فيشكورتي، إمام المركز الإسلامي، "رأيت الناس في الشارع يبكون بسبب أعمال الشغب في مناطقهم السكنية، بينما بدا المخربون وكأنهم يستمتعون، إذ كانوا يمزحون ويضحكون ولم يحزن أحد منهم على احترق القرآن." دعوة إلى بالودان أدان الإمام عطا السيد العنف وتدنيس القرآن على حد سواء، وأكد على أن أعمال الشغب تناقض تعاليم القرآن والإسلام التي تنهي تمامًا عن تدمير الممتلكات العامة وإلحاق الضرر بها. بينما قال رضوان أحمد أفضل، وهو إمام مسجد محمود، أن المسلم المؤمن الحقيقي لا يمكن أن يكون عنيفًا. ووجه دعوة لراسموس بالودان للحضور إلى الجامع والانضمام إلى المصلين. وقال في ختام حديثه، "يوجد 1.7 مليار مسلم، وهم لا يمثلون جميعهم الدين الإسلامي. لذا يجب على المرء أن ينظر إلى تعاليم الإسلام لا إلى ما يفعله بعض المسلمين. ونحن بالتأكيد ضد العنف. لهذا نود دعوته للحضور إلى المسجد."