Aa
تعرضت اللاجئة الفلسطينية السورية إسراء أثناء الولادة لذات الأخطاء الطبية التي أدت الأسبوع الماضي إلى وفاة السيدة رشا مكحل. ونجت إسراء وطفلها الذي انتظرته عشر سنوات في اللحظة الأخيرة بعد معاناة كبيرة في قسمي الطوارئ والولادة بمشفى مالمو.
حسين أحمد زوج إسراء وشقيقتها حنان قاما بزيارة مكتب منصة أكتر ليرويا لنا قصة معاناة إسراء بعد إصرار قسم الولادة في مشفى مالمو على توليدها ولادة طبيعية علماً أنها سبق وولدت قيصرية قبل عشر سنوات. وأدت عمليات التحريض غير المجدية إلى تمزق الرحم وتعريض الطفل للاختناق لكنه نجا بعد وضعه بالعناية المشددة لمدة يوميين، ما الذي حدث مع إسراء؟
الطبيبة: كنا على وشك أن نخسر الأم والطفل معاً!
قال حسين لقد وصلنا في الساعة السادسة من صباح الثلاثاء 13/8 إلى مشفى مالمو قادمين من سكوروب حيث نقيم، وكانت إسراء تعاني من مخاض الولادة، وفي قسم الولادة قيل لنا يجب الانتظار إذ ليس هناك إي إشارات على الولادة، رغم أن ماء الرأس قد انفجرت في البيت قبل مجيئنا، تم الانتظار حتى الساعة الثانية بعد الظهر ثم بدأت عمليات التحريض الوريدي رغم أن الرحم لم يفتح سوى 1 سم، وبحسب الأطباء يجب أن يفتح بمقدار 10سم حتى تبدأ عمليات التحريض، لم تجدي كل عمليات التحريض المتنوعة نفعاً وكنا نصر أنها يجب أن تلد ولادة قيصرية كما ولدت من قبل ولا تستطيع أن تلد ولادة طبيعية، لكنهم أصروا على المحاولة مراراً وتكراراً قائلين أن لديهم خطة ويتبعونها.
حسين: لم أنتظر ابني عشر سنوات لأسمع عبارة كدنا نفقد الأم والطفل معاً
قالت حنان شقيقة إسراء إنها شعرت في الساعة الثامنة مساءً أن الوضع غير طبيعي من خلال مراقبة نبض شقيقتها وحجم الآلام التي تتعرض لها، كتبت لأحمد الذي بدوره أخبر الممرضة وجاءا معاً، لكن الممرضة أصرت مجددا بأن الوضع طبيعي ولا إشارات على الولادة وكل شيء يسير حسب الخطة.
تتابع حنان إنه بعد التاسعة حضرت الطبيبة وأجرت تصوير إيكو سريع للجنين، ولاحظت أن الوضع خطير للغاية على الأم والجنين معاً، أخبرت قسم الطوارئ فحضر فريق طبي كبير حوالي 13 شخص، ونقلت فوراً إلى غرفة العمليات وبعد سبع دقائق تمت الولادة القيصرية بعد التخدير الكامل، فيما يرى الزوج أنه كان يكفي أن تحصل على تخدير موضعي.
إسراء: أنا أرغب بنشر قصتي كي لا يتكرر العذاب مع أناس آخرين
قال الأب لقد شعرنا بالخوف والذعر لأن الطفل لم يكن يتنفس أو ينبض، حتى تم الاتصال بطبيب وصل بملابسه المدنية وقاموا بعمليات إسعاف وإنعاش للطفل حتى صرخ بعد 20 دقيقة، نقل بعدها للعناية المشددة وظل هناك لمدة يوميين إلى أن تحسنت حالته.
تتابع حنان لم نعرف أي شيء عن أختي حتى الساعة 12.30 بعد منتصف الليل حضرت ممرضة وطلبت مني مرفقتها إلى غرفة إسراء لمساعدتها في الترجمة، ثم انتقلنا جميعاً لقسم العناية المشددة، وظلت هناك حتى الفجر ثم أعيدت إلى قسم الولادة، ولم يسمح للزوج بالدخول أو الاطمئنان عما يجري.
أضاف حسين أنه يريد معرفة ما جرى مع زوجته ولماذا هي في حالة صعبة ولماذا أدخلت للعناية، لذا طلب مقابلة مديرة القسم التي التقاها في اليوم التالي، وقالت له نحن نعتذر عما حصل مع زوجتك وكان ذلك خارج إرادتنا، لكن الوضع الآن تحت السيطرة، ونريد أن نخبركم بأن الرحم تعرض للتمزق ولحقت به أضرار جسيمة استدعت المعالجة، وكان هذا سبب طول العملية التي خضعت لها بعد الولادة، وما اضطرنا لنقل الدم ونقلها للعناية المشددة، وأضافت المديرة بحسب حسين إنها لا تريد تقديم المزيد من التفاصيل الآن لكن لجنة طبية كلفت بتقديم تقرير شامل عما حدث، ووعدت بتقديم نسخة لنا.
كما أشار حسين إن الطبيبة التي أشرفت على الولادة حضرت بعد ثلاثة أيام وعند سؤالي لها لماذا كان على زوجتي أن تتعذب كل الوقت في حين ولدت بسبع دقائق، أجابت الطبيبة لقد تصرفنا بالوقت المناسب لأننا كنا على وشك أن نخسر الأم والطفل معاً.
اتصلت منصة أكتر بإسراء التي مازالت في المشفى لمعرفة حالتها والسماع منها مباشرة، ولأنها متعبة اكتفت بالقول إنني عانيت وتعذبت كثيراً بسبب إصرارهم على عدم سماعي وأنا أطلب منهم بأنني يجب أن ألد ولادة قيصرية ولا يمكنني أن ألد بشكل طبيعي، وهذه المعلومات مسجلة من قبلي في مستوصفي في سكورب أيضاً. وأضافت إسراء لقد تعبت جسدياً ونفسياً وأصبحت حالتي النفسية أسوأ عندما عرفت كل ما حصل معي، وأنا أرغب بنشر ما حدث معي كي لا تتعرض نساء أخريات لنفس العذاب والأخطاء في أقسام الطوارئ والولادة.
فيما أكد حسين زوج إسراء إنهم سوف يتقدمون بشكوى لمفتشية الرعاية الصحية بعد حصولهم على تقرير المشفى كي لا تتكرر مثل هذه الأخطاء مع الناس. ولم أنتظر ابني عشر سنوات بفضل الله لأسمع عبارة كدنا نفقد الأم والطفل معاً.
الجدير بالذكر وبحسب الزوج حسين فقد حصلت العائلة على تقرير طبي من الطبيبة يكشف تفاصيل وضع السيدة إسراء.