صحة

سابقة عالمية.. انخفاض عدد المدخنين الذكور

سابقة عالمية.. انخفاض عدد المدخنين الذكور image

Ahmad Alkhudary

أخر تحديث

Aa

سابقة عالمية.. انخفاض عدد المدخنين الذكور

[sc name="Medical-Ad"]

وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة تشيد بالانخفاض مؤكدة أن حملات مكافحة التدخين في كل أنحاء العالم بدأت تؤتي ثمارها.

أعلنت منظمة الصحة العالمية عن انخفاض عدد المدخنين الذكور للمرة الأولى وأشادت بـ”التحول الكبير” الذي تحقق بفضل الجهود الرامية إلى القضاء على إدمان التبغ المميت في أنحاء العالم.

ويتراجع عدد النساء والفتيات اللواتي يستخدمن منتجات التبغ بشكل مستمر منذ سنوات. لكن استهلاك التبغ بين الذكور الذين يمثلون الغالبية العظمى من المدخنين، كان يتزايد.

وفي تقريرها الجديد، أشادت وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة بهذا الانخفاض معتبرة أنه دليل قوي على أن حملات مكافحة التدخين في كل أنحاء العالم بدأت تؤتي ثمارها.

وقالت المنظمة إن هذا التحول في اتجاهات التدخين العالمية يظهر أن جهود الحكومات للحد من استخدام التبغ تحقق نجاحا “في إنقاذ أرواح وحماية الصحة وهزيمة التبغ”.

ووعدت بالعمل عن كثب مع الدول للحفاظ على هذا الاتجاه النزولي.

وقال تيدروس أدهانوم جبريسوس الأمين العام للمنظمة في بيان عن نتائج التقرير “شهدنا على مدى سنوات طويلة صعودا مطردا في عدد الذكور الذين يستخدمون منتجات التبغ القاتلة. لكننا الآن نشهد، ولأول مرة، تراجعا في الاستخدام بين الذكور، نتج عن تشدد الحكومات مع صناعة التبغ”.

لكنه حذر من أن ثمة حاجة إلى المزيد من الجهود للقضاء على إدمان التدخين الذي يقتل نحو ثمانية ملايين شخص كل عام. وأكثر من سبعة ملايين من هذه الوفيات تنتج عن الاستخدام المباشر ونحو 1.2 مليون تنتج عن التدخين غير المباشر. وخلال العقدين الماضيين، تراجع استهلاك التبغ على الصعيد العالي من 1.397 مليار مستخدم في العام 2000 إلى 1.337 مليار في 2018.

وأوضحت المنظمة العالمية أن هذا التراجع كان مدفوعا بقوة بانخفاض عدد النساء والفتيات اللواتي يستخدمن منتجات التبغ إذ انخفض عددهن من 346 مليونا في 2000 إلى 244 مليونا في العام الماضي

وخلال الفترة نفسها، ارتفع عدد مستخدمي التبغ الذكور بحوالي 40 مليون شخص.

لكن الرجال الذين يمثلون اليوم أكثر من 80 بالمئة من إجمالي مستخدمي التبغ، بدأوا أخيرا في التخلي عن هذه العادة.

ويغطي التقرير استخدام السجائر العادية والسيجار والغليون والمنتجات التي لا تطلق أدخنة مثل كريتيك ومنتجات تسخين التبغ لكن لم يتضمن السجائر الإلكترونية.

ويبدو أنه بحلول العام 2020، سينخفض عدد المستخدمين الذكور لمنتجات التبغ بمقدار مليوني شخص مقارنة بعدد العام الماضي، وبحلول العام 2025، من المتوقع أن يكون عدد مستخدمي التبغ من الذكور أقل بمقدار ستة ملايين مقارنة بالعام 2018.

وأرجعت منظمة الصحة العالمية هذا التوجه إلى مجموعة من التدابير التي اتخذت في كل أنحاء العالم، بما في ذلك فرض الضرائب وحظر التدخين في الأماكن العامة وحظر تسويق منتجات التبغ.

وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن حوالي 60 بالمئة من البلدان شهدت انخفاضا في استخدام التبغ منذ العام 2010.

ورغم هذه المكاسب، حذرت المنظمة من أن التقدم يسير ببطء شديد وأن أقل من ثلث البلدان يسير على الطريق الصحيح لتحقيق هدف عالمي يتمثل في خفض استخدام التبغ بنسبة 30 بالمئة بحلول العام 2025 مقارنة بالعام 2010.

وتصنف الصحة العالمية التبغ “وباء وواحدا من أكبر الأخطار على الصحة العامة في التاريخ”. ولا تقتصر خطورة السجائر على المدخنين فقط وإنما تمتد إلى من يجلسون بقربهم. فيتعرضون بدورهم إلى دخان التبغ غير المباشر الذي يملأ المطاعم أو المكاتب أو غيرها من الأماكن المغلقة عندما يحرق الناس منتجات التبغ. ويحتوي دخان التبغ على أكثر من 7000 مادة كيميائية، منها 250 مادة على الأقل معروف عنها أنها ضارة و69 أخرى معروف عنها أنها تسبِّب السرطان. ولا يوجد أي مستوى مأمون من التعرّض لدخان التبغ غير المباشر.

وتُبَيِّن الدراسات أن عدداً قليلاً من الناس هم من يفهمون المخاطر الصحية المحدّدة المترتّبة على تعاطي التبغ. فعلى سبيل المثال، كشف المسح العالمي للتبغ بين البالغين الذي أُجري في الصين في عام 2015 أن 26.6 بالمئة فقط من البالغين الصينيين يعتقدون أن التدخين يتسبّب في الإصابة بسرطان الرئة وأمراض القلب والسكتة الدماغية.

ومعظم المدخّنين الذين يدركون أخطار التبغ يريدون الإقلاع عن التدخين. ومن شأن الاستشارة والأدوية أن تزيد فرصة نجاح محاولة متعاطي التبغ الإقلاع عن تعاطيه بأكثر من الضعف.

وتقر منظمة الصحة العالمية بوجود خدمات وطنية شاملة للإقلاع عن التبغ بتغطية تكاليف كلية أو جزئية متاحة لمساعدة متعاطي التبغ على الإقلاع عن تعاطيه في 23 بلداً لا غير، وهو ما يمثّل 32 بالمئة من سكان العالم.

ويؤكد الباحثون على أن الحملات الصارمة المضادة للتبغ في وسائل الإعلام، والتحذيرات الصحية البيانية التي تحتوي على صور، تحمي الأطفال والفئات الأخرى المعرّضة للخطر من استنشاق التبغ وتزيد عدد المقلعين عن تعاطي التبغ.

ويمكن للتحذيرات الصحية المصورة أن تقنع المدخّنين بضرورة حماية صحة غير المدخّنين بتلافي التدخين داخل البيت، كما تُعزِّز الامتثال لقوانين منع التدخين. لكن الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته يزيد من تعاطيه ويساعد على استمراره من خلال استقطاب متعاطين جدد للتبغ وثَني متعاطي التبغ عن الإقلاع عنه.

ويسبب التدخين سرطان الرئة وغيره من أمراض الجهاز التنفسي ويزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بالإضافة إلى سرطان الفم والحنجرة وغيره من أنواع السرطان.

كما كشفت دراسة سابقة نشرت في صحيفة “الغارديان” البريطانية عن أن تدخين سجائر التبغ قد يزيد من خطر مشكلات الصحة العقلية، مثل الاكتئاب والفصام.

ومن المعروف منذ فترة طويلة أن التدخين أكثر شيوعا بين الأشخاص المصابين بأمراض عقلية، ومع ذلك فقد كان من غير الواضح ما إذا كان التدخين عاملا مسببا في مثل هذه المشكلات، أو أنه مجرد شكل من أشكال العلاج الذاتي بين هؤلاء الأشخاص الذين يعيشون بالفعل مع مشاكل في الصحة العقلية.

وقالت الدكتورة روبين ووتون، المؤلفة الرئيسية لدراسة من جامعة بريستول، “ما وجدناه كان عبارة عن دليل واضح على وجود آثار سببية في كلا الاتجاهين”.

وأضافت ووتون أنه على الرغم من أن الآثار الجسدية للتدخين كانت معروفة للجميع، فقد أكد البحث الجديد على أهمية منع الناس من بدء عادة التدخين، ومساعدة المدخنين على الإقلاع لحماية صحتهم العقلية، سواء كانت لديهم مشاكل صحية موجودة أو لا.

وفي مقال نشر في مجلة الطب النفسي، ذكرت ووتون وزملاؤها كيف قارنوا خطر الإصابة بالاكتئاب أو انفصام الشخصية بين الأشخاص الذين يعانون من الاستعداد الوراثي للتدخين.

وركز الفريق على 378 نوعا وراثيا تم ربطها مسبقا بما إذا كان الأشخاص يبدأون بالتدخين، بالإضافة إلى 126 نوعا من العوامل الوراثية التي وجدها الفريق كانت مرتبطة بدرجة أعلى بالتدخين على مدى الحياة، وهو مقياس يشمل مدى تدخين الأشخاص بشراهة، وبالمدة الزمنية، وماذا لو توقفوا عن التدخين.

بعد ذلك، تم استخدام قاعدتي بيانات جينية منفصلتين، الأولى تحتوي على الآلاف من الأفراد المصابين بالفصام، والثانية الأفراد المصابين بالاكتئاب الشديد؛ لاستكشاف ما إذا كان خطر الإصابة بمثل هذه الشروط يرتبط بالمتغيرات الوراثية للتدخين.

وكشفت النتائج أن كلّ من بدأ التدخين ومن كان يدخن بشراهة يرتبطان بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والفصام.

وعلى سبيل المثال، الشخص الذي يدخن 20 سيجارة يوميا لمدة 15 عاما، ثم توقف لمدة 17 عاما، لديه أكثر من ضعف الاحتمال للإصابة بمرض انفصام الشخصية. ومع ذلك، فإن الدراسة لديها قيود، حيث أنها ركزت على أشخاص من أصول أوروبية.

وقالت ووتون إنه من الضروري استكشاف كيف يمكن للتدخين أن يزيد من خطر الإصابة بالفصام والاكتئاب. لكن أحد الاحتمالات المرتبط بالنيكوتين يؤثر على مسارات الدماغ المرتبطة بمشاكل الصحة العقلية. وأضافت أن هذا قد يكون أمرا مهما، خاصة لأن النيكوتين موجود أيضا في السجائر الإلكترونية.

المصادر

منظمة الصحة العالمية

وكالات

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - صحة

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©