اكتر-أخبار الصحة: قد تكون ذكريات الجهاز المناعي عن نزلات البرد القديمة التي يسببها أقارب فيروس كورونا الأكثر لطفًا، تفسيرًا لسبب اختلاف حالات الإصابة بفيروس كورونا كوفيد-19 باختلاف الأشخاص. هذا هو رأي الباحثين الذين وجدوا أدلة واضحة على أن الأشخاص الذين لم يتعرضوا لعدوى فيروس كورونا كوفيد-19، لا يزال بإمكانهم حمل الخلايا التائية المبرمجة بالفعل للاستجابة للفيروس الجديد. ويعتقد ماركوس بوجرت، من مركز الأمراض المعدية في معهد كارولينسكا، أن الدراسة الجديدة مثيرة للاهتمام، وأنها تستند إلى أسس صلبة جدا، خاصة وأن المؤلفين هم الذين نشروا أول مقال عن الخلايا التائية وعلاقتها بفيروس كورونا كوفيد-19، في مجلة Cell. واكتشف الباحثون من معهد La Jolla لعلم المناعة في الولايات المتحدة، في دراسة أجريت في وقت سابق من هذا العام، أن ما بين 20-50% من الأشخاص الذين لم يتعرضوا لفيروس كورونا ما زالوا يحملون الخلايا التائية التي يبدو أنها تتعرف عليها. وتسمى هذه الخلايا التائية بالذاكرة، وهي جزء من جهاز المناعة يختلف عن الأجسام المضادة لدينا، والتي تتعلم بدورها أيضًا التعرف على عوامل معدية معينة، حتى تتمكن أجسامنا من مهاجمتها في حال أصبنا بالعدوى مرة أخرى. وكانت النظرية أن هؤلاء الأشخاص قد أصيبوا سابقًا بفيروس كوفيد-19 لكن النسخة المخففة التي تتسبب بالإصابة بنزلات برد عادية، وأنهم ما زالوا يمتلكون أجسامًا مضادة بوسعها التفاعل أيضًا مع فيروس كوفيد-19. لكن الباحثين تأكدوا تمامًا من أن الأشخاص لم يتعرضوا لأي عدوى بفيروس كوفيد-19، واستخدموا عينات تعود لعامي 2015 و2018، عندما لم يكن المرض موجودًا بالأساس. ووجدوا أن الخلايا التائية هي تلك التي تفاعلت مع سلسلة فيروسات الرشح الخفيف، فضلًا عن فيروسي سارس وكوف-2. أي قد يكون ذلك الجزء من السكان قد أصيب سابقًا بهذا النوع من البرد، ويحمل جهازًا مناعيًا كاملاً يمنحهم حماية من المرض، أو يمنع ظهور أي أعراض على الإطلاق. لكن قبل أن نجزم بهذا، لا بد من إجراء المزيد من الدراسات على البشر والحيوانات، كما يقول ماركوس بوجرت. المصدر sverigesradio