واشنطن – طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي بشراء طاقة أمريكية بقيمة 350 مليار دولار كشرط للحصول على إعفاء من الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن، رافضاً في الوقت نفسه عرض بروكسل المتمثل بإلغاء الرسوم على السيارات والسلع الصناعية وفق مبدأ "صفر مقابل صفر". وخلال مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض، أوضح ترامب أن اقتراح الاتحاد الأوروبي لا يكفي لتغيير موقف الولايات المتحدة، قائلاً: "لا، ليس كذلك. لدينا عجز تجاري مع الاتحاد الأوروبي بقيمة 350 مليار دولار، وسينتهي ذلك بسرعة". وأضاف الرئيس الأمريكي أن "إحدى الطرق السهلة والسريعة للتخلص من هذا العجز هي أن يلتزموا بشراء طاقتنا... يمكنهم الشراء، وسنتمكن من إلغاء العجز البالغ 350 مليار دولار في أسبوع واحد. عليهم أن يشتروا ويلتزموا بشراء كمية مماثلة من الطاقة". تصريحات ترامب جاءت رداً على ما أعلنته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في وقت سابق من اليوم، حين أكدت استعداد الاتحاد لإلغاء الرسوم الجمركية على السلع الصناعية الأمريكية، بما في ذلك السيارات، إذا أقدمت واشنطن على خطوة مماثلة. اقرأ أيضاً: رسالة من السويد إلى واشنطن: «لن نقف مكتوفي الأيدي» وكان ترامب قد فرض في وقت سابق رسوماً جمركية تصل إلى 20% على واردات الاتحاد الأوروبي، و10% على بعض الشركاء التجاريين الآخرين، مما أدى إلى موجة اضطرابات في الأسواق المالية العالمية، حيث سجلت الأسهم الأوروبية في يوم الاثنين أكبر انخفاض لها منذ بداية جائحة كوفيد-19. وفي سياق متصل، اعتبر ترامب أن العجز التجاري مع الاتحاد الأوروبي "يمثل الكثير"، مشبّهاً إياه بـ"بيان الربح والخسارة"، مضيفاً: "الكثير من الناس يقولون إن الفائض التجاري لا يعني شيئاً، لكنه في رأيي يعني الكثير". وجاءت هذه التصريحات خلال لقاء جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، حيث أعرب ترامب مجدداً عن استعداده للتوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي شريطة تقليص العجز التجاري من خلال شراء كميات أكبر من الطاقة الأمريكية. اقتراح سابق لشراء الغاز الأمريكي الجدير بالذكر أن فكرة شراء الطاقة الأمريكية ليست جديدة، فقد سبق لفون دير لايين أن اقترحت بعد إعادة انتخاب ترامب البدء بمفاوضات لزيادة واردات الغاز الطبيعي المسال الأمريكي إلى أوروبا. إلا أن صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية نقلت أن الولايات المتحدة لم تقدم حتى الآن توضيحات بشأن آلية تنفيذ هذا الاتفاق المحتمل. وفيما يتعلق بالسؤال حول ما إذا كانت الرسوم الأمريكية مجرد تكتيك تفاوضي أم إجراءات دائمة، أجاب ترامب: "يمكن أن تكون الرسوم دائمة، أو يمكن أن تكون جزءاً من المفاوضات، لأن هناك أموراً نحتاجها تتجاوز مسألة الرسوم فقط". وأكد قائلاً: "إذا تمكنا من الوصول إلى صفقة عادلة ومفيدة حقاً للولايات المتحدة، وليس صفقة مفيدة للآخرين، فهذا هو مبدأ ’أمريكا أولاً‘. نحن الآن نضع أمريكا أولاً". وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن الاتحاد الأوروبي قام فعلياً بتخفيض رسومه الجمركية على السيارات إلى 2.5% وربما إلى الصفر، لكنه شدد على أهمية تقليص المعايير التنظيمية التي تعرقل دخول المنتجات الأمريكية إلى السوق الأوروبية. ووصف ترامب تلك المعايير بـ"الحواجز غير النقدية"، مضيفاً: "إنهم يضعون معايير واختبارات معقدة فقط لسبب واحد: منعك من بيع منتجك في تلك الدول. ولن نسمح بحدوث ذلك". وفي نهاية المؤتمر، استحضر ترامب التاريخ الاقتصادي الأمريكي قائلاً: "أنتم تعلمون أن بلادنا كانت الأقوى بين عامي 1870 و1913. هل تعرفون السبب؟ لأن اقتصادنا كان يعتمد بالكامل على الرسوم الجمركية، ولم تكن لدينا ضريبة دخل. لكن في عام 1913، جاء أحد ’العباقرة‘ بفكرة فرض الضرائب على شعبنا بدلاً من تحميلها على الدول الأجنبية التي تستنزف اقتصادنا".