في زمن بات فيه خيار «اشترِ الآن وادفع لاحقاً» القاعدة السائدة في عمليات التسوق الإلكتروني، وجدت الشابة نورا لوففين، البالغة من العمر 22 عاماً من كافلينغه، نفسها غارقة في دوامة الفواتير، حتى شعرت وكأنها أصبحت أسيرة لهذا النمط من الاستهلاك المعتمد على الشراء بالتقسيط بحسب تقرير للتلفزيون السويدي SVT. ومع بداية العام، قطعت نورا على نفسها وعداً صارماً: وضع حد لهذا «الإدمان المالي» والعودة إلى نمط إنفاق متزن، رغم كل التحديات. تقول نورا: «من يعتقد أن التخلص من هذه العادة أمر سهل، فهو ببساطة لم يعِشها. التحدي الحقيقي يبدأ عندما تدرك أنك لا تملك السيطرة على إنفاقك، وهذا ما أردت تغييره». ورغم أنها لم تصل إلى مرحلة المطالبة القانونية من قبل مصلحة تحصيل الديون «كرونوفوغدن»، فقد كادت أن تقع في الفخ. ولكن بفضل عملها الجزئي إلى جانب دراستها، والدفعة الموسعة من قرض الطلبة (CSN) التي حصلت عليها في يناير، تمكّنت من تسديد آخر فواتيرها. كلارنا ترد: نراعي مسؤوليتنا وتعليقاً على الانتقادات الموجهة إلى نموذجها التجاري، أكدت شركة «كلارنا» أنها تتحمّل مسؤوليتها كواحدة من بوابات التسوق الرئيسية التي يتعامل من خلالها الشباب مع سوق الائتمان لأول مرة. وقال المتحدث باسم الشركة، جويل هيدين: «نقرض فقط من لديهم قدرة جيدة على السداد، والإحصائيات تُظهر أن الشباب يسددون ديونهم بنفس معدل الفئات الأكبر سناً». وأضاف أن 99 من أصل 100 فاتورة تُسدد قبل أن تصل إلى تحصيل الديون، مشيراً إلى أن عدد أوامر الدفع انخفض بنسبة 35% في العامين الأخيرين، رغم ارتفاع عدد عمليات الشراء. اقرأ أيضاً: غضب ضد كلارنا: تعوّض الزبائن دون إذن المتاجر! ديون الشباب في تصاعد بحسب مصلحة تحصيل الديون، بلغ عدد السويديين الذين لديهم ملاحظات دفع نحو 437 ألف شخص بنهاية 2024، بإجمالي ديون قدره 140 مليار كرونة. ومن بينهم، تراكمت ديون بقيمة ملياري كرونة على الأشخاص دون سن الـ25، في زيادة مستمرة منذ سنوات. وأشار المدير العام لـ«كرونوفوغدن»، فريدريك روزنغرين، في وقت سابق، إلى أن العروض مثل «اشترِ الآن وادفع لاحقاً» تسهم في تفاقم المشكلة بين الشباب. رغم ذلك، تؤكد «كلارنا» أن حصتها في هذه القضايا لا تتجاوز 1% من إجمالي الملفات لدى مصلحة تحصيل الديون. «تعلّمت من أزمتي» ورغم مرورها بفترة ضاغطة، لم تتوقف نورا عن الاستثمار في حياتها اليومية. فقد أجرت بعض التحديثات في منزلها، شملت المطبخ والحمام، كما أنشأت بيتاً زراعياً مؤقتاً. لكنها وجدت نفسها غير قادرة على إعادة تقييم قيمة منزلها، وبالتالي لم تتمكن من توسيع القرض العقاري. تقول نورا: «كنت أخطط لمساعدة ابنتي الصغرى في شراء شقة للدراسة في مدينة أخرى، لكني الآن غير متأكدة من قدرتي على المضي قدماً». ومع ذلك، فهي مصممة على المضي قدماً: «أنا أعمل وأملك بيتاً، وهذا امتياز. التحديات لن تتوقف، لكن عليّ أن أكون أكثر حذراً في المستقبل». وتختم قائلة: «الدرس الأهم هو أن تكون لديك خطة، واحتياطي مالي، لأن السوق قد يتغير في أي لحظة».