رغم العمل والدعم المالي، تجد الأم السويدية كارولين هيردين نفسها عاجزة عن تغطية احتياجاتها الأساسية بعد تأمين طعام أطفالها الثلاثة، في ظل ارتفاع الأسعار وثبات الأجور بحسب تقرير لصحيفة افتونبلاديت. وفي ميدان "مينت توريت" في ستوكهولم، جلست كارولين تتناول طبقاً بسيطاً من العصيدة، وسط برد قارس، ضمن مظاهرة نظمتها جمعية "الآباء المنفردون" احتجاجاً على قرار الحكومة إلغاء الدعم المؤقت للإسكان، المقرر إنهاؤه في يونيو المقبل. وقالت كارولين إنها تكتفي غالباً بوجبة واحدة يومياً، مشيرة إلى أن ميزانيتها الغذائية بالكاد تكفي لتغطية احتياجات أطفالها. وأضافت: "أعمل كمساعدة إدارية في شركة، وأتقاضى قرابة 16 ألف كرونة بعد الضريبة، ومع الدعم تبقى لي نحو 400 كرونة شهرياً فقط بعد دفع الإيجار والفواتير". وأكدت أن أطفالها، الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عاماً، على دراية بالضائقة المالية التي تمر بها العائلة، ولا يمكنهم الاستمتاع بأنشطة خارجية أو حتى شراء الحلوى الأسبوعية، فيما سيقضون عطلة الصيف في المنزل بسبب عدم القدرة على تحمّل نفقات السفر أو الترفيه. من جهتها، انتقدت كريستينا أولسون، الأمينة العامة لجمعية "الآباء المنفردون"، قرار إلغاء الدعم المؤقت قائلة: "لا يمكن تقليص الدعم في هذا التوقيت. لدينا نظام مبني على افتراض وجود دخلين في الأسرة، بينما كثير من الآباء المنفردين لا يستطيعون حتى تأمين الطعام". وأضافت أن النتيجة المباشرة لوقف الدعم ستكون زيادة الديون واللجوء إلى شراء الحاجيات الأساسية عبر أقساط، مما يؤدي إلى ارتفاع عدد القضايا لدى مصلحة الجباية وزيادة عدد الأطفال الذين يتم طردهم من منازلهم. أما أنيا فورس (48 عاماً)، وهي أم لطفلة رضيعة، فقد عبرت عن استيائها من الوضع الاقتصادي رغم امتلاكها وظيفة ثابتة وعائد متوسط. وأوضحت أنها اضطرت لإلغاء اشتراكاتها الإعلامية، وتجنب التنقل بالحافلات بسبب ارتفاع التكاليف، قائلة: "تذكرة الحافلة 80 كرونة، ولا أستطيع تحمّلها بانتظام". بدورها، دعت كارولين إلى رفع قيمة دعم السكن بدل إلغائه، موضحة أن زيادة بسيطة قد تساعدها على اصطحاب أطفالها في رحلات صيفية بسيطة أو زيارة الأقارب. وفيما بررت الحكومة القرار بأن الاقتصاد قد تعافى، عبر ميكائيل دامبرغ، المتحدث باسم السياسة المالية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، عن استيائه من قرار الحكومة، قائلاً: "اختارت الحكومة تقليص دعم أفقر العائلات في مقابل تخفيض الضرائب للأثرياء. هذا القرار غير مفهوم". في المقابل، قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية والتأمين، آنا تينيه، إن الدعم المؤقت جاء استجابة لظروف استثنائية خلال الجائحة، وقد تم تمديده مراراً. وأضافت في بيان مكتوب: "تتابع الحكومة تطورات الاقتصاد ومستعدة للتدخل مجدداً إذا اقتضى الأمر".