كشف تقرير استقصائي بثه برنامج «Uppdrag granskning» السويدي، عن استخدام مدارس في السويد كمنصات لتجنيد الأطفال من قبل أفراد مرتبطين بالجريمة المنظمة، حيث أقر طلاب سابقون وممثلون عن الطواقم التعليمية بأن هذه الظاهرة آخذة في الاتساع، وسط غياب خطط فعالة لمواجهتها. الطالب الثانوي «حسن» (اسم مستعار) تحدث للبرنامج قائلاً: «لقد سبق أن استدرجت طلاباً لأداء مهام معينة، مثل تنفيذ عمليات تفجير، وتم ذلك داخل المدارس. هذه أمور تحدث، بل تحدث في كل أنحاء السويد». وأوضح «حسن» أنه يبحث عادة عن نوعية معينة من الطلاب لتجنيدهم، مضيفاً: «عندما ألاحظ وجود طالب في بداية المرحلة الثانوية، وأسمع أنه عديم التفكير في العواقب – من نوعية ما يُعرف بـ“مهرج الفصل” – فهذا يجذبني لتجنيده». ظاهرة تجنيد الطلاب من قبل طلاب أكبر سناً، أو ممن لهم صلات بالعصابات، لم تعد استثناء، إذ أكدت الطواقم التعليمية للبرنامج أن هناك محاولات حثيثة لاستقطاب الأطفال داخل المدرسة نفسها. وقال مسؤول عن الأمن المدرسي: «الأطفال يقومون بتجنيد أطفال آخرين. هذا الأمر حدث ويحدث داخل المدارس». في السياق ذاته، روى الشاب «يوسف» (اسم مستعار)، البالغ من العمر 19 عاماً، كيف استغل طلاب المدارس لتنفيذ مهام لصالحه، بما في ذلك بيع المخدرات أثناء اليوم الدراسي. وأضاف: «أشتري لهم سترات فاخرة أو عطور باهظة الثمن، وأعطيهم المال عند الحاجة، وأبني معهم علاقة شخصية». وأشار إلى أنه يستهدف الأطفال الذين يعانون من ظروف اجتماعية صعبة أو يعيشون حالة من العزلة. وقال: «إذا عرفت أن هناك فتى يواجه صعوبات دراسية وقد لا ينجح في المدرسة، أخبره ببساطة: إذا لم ترد الذهاب إلى المدرسة، قم بهذا العمل بدلاً من ذلك». من جانبه، اعترف كاج ماجوري، مدير مدرسة Trångsundsskolan في بلدية هودينغه، بأنه لا توجد حتى الآن خطة واضحة للتعامل مع هذه الظاهرة، وقال: «إذا قام طالب أكبر سناً بتكليف طالب أصغر بعمل ما، فأنا لا أملك خطة جيدة حالياً لإيقاف ذلك». أما الشاب «أوغي»، الذي أنهى دراسته الثانوية مؤخراً ويخضع حالياً لتدريب كقائد شبابي، فدعا المعلمين إلى التفاعل الاجتماعي خارج الفصول الدراسية لرصد علامات الإهمال أو الاستقطاب. وقال: «إذا بقي المعلمون خلف مكاتبهم، فستفوتهم إشارات واضحة على الاستغلال، وقد يشعر الأطفال بأن لا أحد يراهم».