مجتمع

آدم يونس: دوامة العمل من أجل الإقامة والإقامة من أجل العمل!

Aa

آدم يونس: دوامة العمل من أجل الإقامة والإقامة من أجل العمل!

آدم يونس: دوامة العمل من أجل الإقامة والإقامة من أجل العمل!

آدم يونس: السويديون يعتبروننا وحوشاً حتّى نثبت العكس

خاص "أكتر" السويد بالعربي... كان "واحد مننا" هذه المرّة هو الشاب الثلاثيني آدم يونس، الذي يعيش مجبراً ضمن دوامة السعي للحصول على عمل من أجل إقناع مصلحة الهجرة السويدية بمنحه إقامة دائمة، ورفض أصحاب العمل تشغيله لكونه لا يملك إقامة دائمة. يتحدّث آدم عن قصته محاولاً فهم المنطق الذي أدّى به إلى هذه الحال.

للاطلاع على هدف السلسلة: «واحد مننا على "أكتر"»

آدم يونس ضيف  (واحد مننا)
خاص “أكتر”

من هو آدم؟

آدم يونس سوري سنّه ٣٠ عام، مقيم في السويد منذ عام ٢٠١٨. يعيش آدم اليوم في فيستروس وحيداً بعيداً عن عائلته.

وصل آدم في دراسته إلى السنة الثالثة في الأدب الإنكليزي في سورية، وعمل كمترجم متطوّع في اليونان، وكذلك مترجم متطوّع في السويد.

لم يختر آدم المجيء إلى السويد، فعندما خرج من تركيا إلى اليونان، تمّ إغلاق الحدود وكان أحد الذين انطبق عليهم برنامج «إعادة التوزيع»، حيث لا يختار الشخص البلد الذي يريد التوجّه إليه. لهذا انتهى المطاف بآدم – وبالكثير من رفاقه كما يقول – في السويد خلافاً لرغبتهم.

وبرنامج إعادة التوزيع هو قرار اتخذه الاتحاد الأوروبي في سبتمبر/أيلول ٢٠١٥، وهو من حيث المبدأ ملزم لدول الاتحاد الأوروبي بغض النظر عن أي خلافات فيما بينها.

وصل إلى السويد في عام ٢٠١٨ ما مجموعه 21502 طالب لجوء، معظمهم من سورية، وذلك في تدنٍ واضح في أعداد الواصلين من طالبي اللجوء بالمقارنة مع السنوات التي سبقتها.

ومن الجدير بالذكر أنّه في عام ٢٠١٨، تمّ منح ١٣٢,٨٩١ تصريح إقامة متنوع السبب في السويد، وذلك بالمقارنة مع ٩٥,١٦٣ تصريح إقامة في عام ٢٠٢١.

محاولة الدراسة والاندماج

وفقاً لآدم، فالمشاكل الأكبر التي واجهته أثناء دراسته في السويد مرتبطة بكون النظام السويدي مصمم بحيث يكون عليك الاعتماد بشكل تام على مجهودك الشخصي، فلا أحد ليرشدك، ولا أحد ليسهّل الصعوبات التي تواجهها فيما يخصّ القوانين أو أيّ شيء آخر.

يرى آدم بأنّ المشكلة أكبر من قرارات حكومية، فبحسب ما يرى: «لا يزال المجتمع السويدي غير متقبّل للأجانب». وكما قال آدم، ففي النقاشات التي تحدث بينه وبين أفراد عائلته الذين يسكنون الولايات المتحدة ونيوزلندا، فلا أحد هناك يعاني من مشاكل «استغراب» المهاجرين الذي شعر به آدم.

يشتكي كثيرون من التمييز والعنصرية خاصة في المناطق الضعيفة
Fredrik Sandberg - TT

عنصرية وتمييز!

يشعر آدم بأنّه قد تعرّض في السويد للعنصرية بسبب أصوله التي تعود إلى منطقة الشرق الأوسط، وكذلك للتمييز ضدّه كونه رجل.

يقول آدم بأنّه شهد كيفية تعامل السويديين مع «أمريكي زميل له في الكورس»، وكيف كانوا يساعدونه سواء داخل الكورس، أو خارجه من أجل إيجاد منزل أو عمل. قال آدم بأنّه شهد مثل ذلك ليس معه فقط، بل مع أصدقائه الذين كان يتطوّع معهم كمترجم.

من ناحية أخرى، يشعر آدم بأنّه قد تعرّض للتمييز في سوق العمل لأنّه رجل. تحدّث بحُرقة بأنّ تجربته مع السويديين جعلته يؤمن بأنّهم ينظرون إلى الرجل القادم من الشرق الأوسط بأنّه «مجرم مغتصب يشتهي العنف»، وأنّ على الإنسان الذي تلاحقه هذه النظرة النمطية تقع مسؤولية إثبات العكس.

يسرد آدم قصّة اختبرها أشعرته بهذا التمييز ضدّ الرجال العرب. يقول بأنّ «الكومون» طلب عمّالاً، وبأنّه تقدّم مع مجموعة من أصدقائه الذين يملكون مؤهلات تشبه مؤهلاته وتزيد عنها، ولكن وفقاً لآدم، تمّ توظيف نساء أقل تأهيلاً منهم.

يحاول آدم فهم المنطق الكامن وراء تصرفات السويديين بهذا الشكل التمييزي، فيقول: «هم ينظرون إلى المرأة العربية وكأنّها عايشة بسجن مع عائلتها أو زوجها، وأنّهم سيحررونها منه عندما يمنحونها عمل».

إن كنت صاحب عمل لن أوظفني!

لم يعتمد آدم على اللغة الإنكليزية فقط، بل أتمّ دراسة الكثير من المواد باللغة السويدية. ويقول بأنّه لم يتمّ «الأوت بيلدنغ» بسبب الجزء العملي «البراكتيك».

يرى آدم بأنّ الإقامة المؤقتة هي العائق الأساسي في عدم حصوله على عمل اليوم. يتفهّم آدم موقف أصحاب العمل الذين لا يرغبون بتوظيف من ليس لديهم إقامة دائمة، ويضع نفسه في مكان صاحب عمل قائلاً: «كيف لصاحب عمل أن يشغّل شخصاً إقامته تنتهي خلال عام لمدّة عامين أو بشكل دائم، وأن يتحمّل مسؤوليته القانونية – لا أحد في السويد يتحمّل مسؤولية أحد».

المشكلة الأخرى التي نوّه آدم إليها هي الشروط المفروضة على أصحاب العمل الذين يحقّ للموظفين تغيير إقامتهم إلى دائمة عند العمل لديهم، فكما قال: «ما ذنب العامل إن كانت الشركة التي يعمل لديها خاسرة أو تتلقى إعانة... لقد طلبوا من جاري أن يقدّم لهم ميزانية الشركة التي يعمل بها حتّى يوافقوا على تغيير إقامته!».

في الواقع، تشير الإحصاءات السويدية – وحتّى ما قبل موجات اللجوء الكبيرة – إلى أنّ المولودين خارج السويد هم أكثر عرضة للبطالة وللتوظيف بأعمال مؤقتة، بالمقارنة مع المولودين داخل السويد. وأنّ الأشخاص الذين تمّ منحهم حقّ اللجوء، حصلوا على وظائف أقل. 

يقول آدم بأنّ نسبة من لا يريدون إيجاد عمل لن تتجاوز ٣٠٪، أمّا البقية فيحاولون جاهدين ولا يمكنهم إيجاد عمل
Jessica Gow - TT

الحكومة ليست محقّة

يقول آدم ردّاً على أنّ الحكومة السويدية تلقي باللوم على الأشخاص في عدم إيجاد عمل، بأنّ هناك نسبة لن تتجاوز ٣٠٪ من اللاجئين ممّن لا يريدون العمل ويودون الاستمرار بالاعتماد على السوسيال، بينما البقيّة غير قادرين على إيجاد عمل.

يقول آدم: «قدّمت آلاف السيفيات/السير الذاتية، والكثير منها ورقية، وكنتُ أقضي وقتاً أتحدث فيه إلى المسؤولين عن التوظيف في العمل... لكن لم أتلقَ ولا حتّى ردّاً واحداً رغم كوني أتحدث الإنكليزية واليونانية ومايكفي من السويدية».

لا ينظر آدم لمستقبل اللاجئين في السويد – أو أوروبا عموماً – بشكل إيجابي. يرى آدم بأنّ الأوروبيين يبحثون عن شمّاعة ليعلقوا عليها فشلهم، وبأنّهم قرروا أن يكون اللاجئون هم هذه الشماعة. ويرى آدم بأنّ السياسيين والحكومة لن يكون بإمكانهم تغيير ذلك حتّى لو أحبوا، فالسياسيون يخشون على شعبيتهم من التأثّر في حال وقفوا إلى جانب اللاجئين.

يريد آدم توعية الناس بحقوقهم في السويد قائلاً ألا يكفيننا أننا لم نعد في البلدان التي هربنا منها!
Jessica Gow - TT

توعية الناس والمجتمع

يرفض آدم الوقوف متفرجاً، ويخطط للعمل على إنتاج فيديوهات وثائقية. يقول بأنّ هدفه من هذه الفيديوهات سيكون زيادة وعي الناس بحقوقهم في السويد. فهو يرى بأنّ كلمات مثل «ألا يكفينا أنّنا لم نعد في البلدان التي هربنا منها» مضللة وتمنع الناس من رؤية أنّ لهم الحق في المساواة.

آدم مستمرّ بالدراسة والبحث عن عمل، ويأمل أن يتمكّن من فكّ طلاسم الحياة الصعبة. يرى بأنّ الناس قد وصلوا إلى مرحلة من اليأس والإحباط لأنّ لا أحد يستمع إليهم، ولكنّه لن ييأس وسيستمر في البحث عن حياة أفضل.

هل مررت بتجربة شبيهة بآدم؟ هل تعتقد بأنّ آدم كان عليه القيام بشيء إضافي؟ شاركنا رأيك، فأنتَ في نهاية المطاف "واحد مننا".

اقرأ أيضاً في أكتر:

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - مجتمع

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©