تتزايد الشكاوى من رسوم الفحص الفني الثابتة التي تفرضها العديد من ورش السيارات في السويد، حيث تصل هذه الرسوم إلى آلاف الكرونات، بغض النظر عن طبيعة العطل أو الوقت المستغرق لتشخيصه. هذا الأمر أثار تساؤلات مالكي السيارات حول جدوى هذه الرسوم. رسوم مرتفعة دون إصلاح في العديد من الورش، يُطلب من العميل دفع رسوم ثابتة للفحص الفني فور إدخال السيارة إلى الورشة، حتى وإن كان العطل معروفاً مسبقاً من قِبل العميل. في بعض الحالات، قد تتجاوز الرسوم 2000 كرونة، مما يجعل الفاتورة مرتفعة قبل حتى بدء عملية الإصلاح. يقول هنريك إيدرمارك، رئيس قسم العمليات في اتحاد صناعة السيارات السويدي: "لإجراء إصلاح احترافي، يتعين على الورش في معظم الحالات إجراء فحص فني لتحديد أو تأكيد العطل". آراء معارضة داخل القطاع في ورشة "أوستربي بيل وماسكين" بجزيرة غوتلاند، يختلف الوضع، حيث يرفضون تطبيق رسوم ثابتة للفحص الفني.يقول يوناس لوفدال، أحد العاملين في الورشة: "لا نفرض رسوماً ثابتة، بل نحاسب العميل بناءً على الوقت الفعلي المستغرق. في بعض الحالات، قد يستغرق الفحص دقائق معدودة فقط، وبالتالي نحاسب العميل على تلك الدقائق فقط". ويضيف أن تطبيق رسوم ثابتة قد يؤدي إلى سوء تقدير الزمن اللازم للعمل، مما قد يؤثر على جدولة العملاء والعمليات داخل الورشة. تعقيد السيارات الحديثة يشير الخبراء إلى أن السيارات الحديثة أصبحت أكثر تعقيداً، مما يستدعي فحوصات دقيقة وشاملة حتى لو كان العطل يبدو بسيطاً.يوضح هنريك إيدرمارك: "بعض العملاء يقدمون تشخيصهم الخاص للعطل، ولكن الورش تحتاج إلى اتباع تعليمات الشركة المصنعة لإجراء الإصلاح بالشكل الصحيح". المستهلكون بين مطرقة الرسوم وسندان السوق بالرغم من التبريرات المقدمة، يظل مالكو السيارات، خاصة الذين يواجهون أعطالاً بسيطة، هم المتضررين الأكبر.يقول يوناس لوفدال: "قد يكون العطل مجرد مشكلة بسيطة كتعطل أحد الفيوزات، ويستغرق إصلاحه دقائق، ومع ذلك تُفرض رسوم الفحص الفني بالكامل". أما اتحاد صناعة السيارات السويدي، فيؤكد أن العملاء لديهم حرية اختيار الورش المناسبة حسب احتياجاتهم وميزانياتهم، مشيراً إلى أن السوق مفتوحة وتشهد منافسة. بينما تسعى بعض الورش إلى تحقيق أرباح من رسوم الفحص الفني، يرى آخرون ضرورة اعتماد نهج أكثر مرونة ومراعاة طبيعة العطل الفعلي. ومع استمرار الجدل، يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كانت هذه الرسوم تخدم مصلحة العميل أو تُثقل كاهله.