رياضة

أبطال فلسطين يتألقون في بطولة الشمال المفتوحة للكيمبو كاراتيه في السويد 2023

أبطال فلسطين يتألقون في بطولة الشمال المفتوحة للكيمبو كاراتيه في السويد 2023 
 image

نفن الحاج يوسف

أخر تحديث

Aa

أبطال فلسطين

بطولة الشمال المفتوحة للكيمبو كاراتيه في السويد 2023

في أجواء من التحدي والإثارة، تميزت البطولة الشمالية المفتوحة للكيمبو كاراتيه بتألق الفريق الفلسطيني، الذي تمكن من خطف الأضواء وتصدر المنافسات في إحدى أبرز البطولات التي شاركت فيها فرق من السويد والدنمارك وفنلندا، حيث توّج نادي كيمبو هلسنبوري بإحراز 16 ميدالية متنوعة وكأس أفضل مقاتل لعام 2023 في السويد.

كما وتم تسليط الضوء على عدة إنجازات فردية ملفتة خلال المباراة، حيث نالت بانه الشنطي لقب أفضل مقاتل في مملكة السويد لهذا العام.

وفي لقاء حصري خاص عبر منصتنا "أكتر" مع السيد الشنطي، والد الأبطال الفلسطينيين الذين انتزعوا الأضواء في بطولة الشمال المفتوحة للكيمبو في السويد.

"الكيمبو"، فن قتالي نشأ في الصين نتيجة تلاقح حصل بين الكونغ فو الصيني وفنون القتال الأوكيناوي، و قد جمع بين أساليب القتال الصينية و اليابانية القديمة منها والحديثة وجمع بين خمسة أنواع من فنون القتال المختلفة.

في مدينة سفيدالا بمقاطعة سكونه السويدية، يتجمّع عشاق وممارسي الكيمبو سنوياً للمشاركة في بطولة الشمال المفتوحة، التي تستضيفها البلدة وتشهد مشاركة نوادي ولاعبي الكيمبو من السويد، فنلندا، الدنمارك، وأحياناً من دول أخرى. وهذا العام، استقطبت البطولة مشاركين من إيرلندا والنرويج أيضاً.

التقنيات المستخدمة في بطولة الشمال المفتوحة للكيمبو 

يوضح السيد الشنطي لنا التقنيات المتنوعة المستخدمة في البطولة قائلاً: "المباريات تتضمن 'الفري فايت' (القتال الحر) و'بروتنينغ' (تثبيت بشكل آمن)، بالإضافة إلى عروض للدفاع عن النفس والكاتا، الذي يتم تقديمه استناداً إلى مهارة وعمر المتنافس".

ويُبرز هنا أيضاً "سيمي كونتاكت"، وهي مباراة يسعى فيها الأطفال تحت سن 14 لإحراز النقاط من خلال ضربات محددة ومحكمة، دون استخدام القوة، وفيها يُظهرون التقنيات بدقة مع التركيز على حركات التثبيت دون إحداث ضرر.

ومن جانب آخر، يوجد "فري كونتاكت" للبالغين، حيث يتم ارتداء وسائل حماية مختلفة، بما في ذلك حماية الأسنان والخوذ.

وهذه البطولة لا تقدم فقط فرصة للتنافس، بل هي منصة لتبادل الخبرات والتعلم، تشارك فيها دول اسكندنافية بشكل رئيسي، إلى جانب مشاركات متنوعة من دول أوروبية أخرى.

الأبطال الفائزين 

في ميدان التحدي والإصرار، يظهر نجوم الغد ليُعانقوا السماء بإنجازاتهم. هذا ما يُظهره الناشئون الفلسطينيون الذين أبهروا الحضور في بطولة الشمال المفتوحة للكيمبو في السويد.

بانه الشنطي، البالغة من العمر 13 عاماً، لم تحمل فقط الكأس كأفضل مقاتلة في مملكة السويد لعام 2023، بل أيضاً أُحيطت بالميداليات، حيث أحرزت ميدالية فضية وثلاث ميداليات برونزية، مُظهرةً براعة وشجاعة نادرة في سنها الصغيرة.

ولم يقف الإنجاز عند حدود بانه فقط، حيث أضاء كرم زيد سماء البطولة بميدالية ذهبية وأخرى فضية.

كما تألقت رامه الشنطي، التي تبلغ من العمر 11 عاماً، بروحها القتالية وحظيت بميدالية ذهبية، فضية، وبرونزية.

أما الصغيرة الينا الشنطي، فقد أثبتت في سن ال9 أعوام أن العزيمة لا علاقة لها بالعمر، حيث حققت ميدالية برونزية.

ما سبب اختيار رياضة الكيمبو؟

"لماذا الكيمبو؟" هذا السؤال قد يتبادر إلى الأذهان عند النظر إلى بنات السيد الشنطي الذين بدأوا رحلتهم في هذا الفن القتالي منذ سبعة أشهر فقط. ويشارك السيد الشنطي رأيه بصدق قائلاً: "الرغبة في تمكين أطفالي بمهارات الدفاع عن النفس كانت الدافع الأساسي وراء هذا الاختيار". 

وعلى الرغم من أنه قام بزيارة ثمانية أندية رياضية مختلفة، فإن نادي هلسنبوري برز بشكل فريد بفضل المدرب، روما محبوب، الذي لاحظ السيد الشنطي أن لديه أسلوباً خاصاً في التدريب، حيث تابع الشنطي قائلاً: "كان هناك شيء مميز في الطريقة التي يُعلّم بها المدرب، فهو لا يُقدم فقط لعبة قوية، بل يُسلط الضوء أيضاً على أهمية وتقوية مهارات الدفاع عن النفس بطريقة فعّالة وقوية".

نبذة عن المدرب المتميز

روما محبوب، المدرب ذو الأصول الأفغانية، له تاريخ غني ومعقد مع فنون القتال. وهو يعمل كمدرب منذ العام 2000 في مدينة أوبسالا وحائز على العديد من الميداليات في أنواع متعددة من فنون القتال. ولكن رؤيته وتقديره لهذا الفن لا تقتصر فقط على الجانب البدني، بل يمتد أيضاً كأداة للتحول والشفاء.

بالإضافة إلى ذلك، عمل روما مع الخدمات الاجتماعية "السوسيال"، حيث كان يساعد الأطفال والمراهقين الذين يواجهون تحديات متنوعة، منها المشاكل المتعلقة بالمخدرات والجريمة وكذلك القضايا الاجتماعية والنفسية. ثم في بدايات العام 2023، قرر نقل خبرته ومهاراته إلى مدينة هلسنبوري، حيث أسس نادي كيمبو هلسنبوري، وواصل فيه مسيرته التدريبية المتميزة.

تعزيز الفتيات

متابعة لحديث السيد الشنطي حول دوافع اختياره لهذا النوع من الرياضات، أوضح قائلاً: "فمنذ عودتنا إلى السويد قبل سنتين، بعد أن عشنا حياة مليئة بالنشاط في فلسطين، ابتدأت مغامرة البحث عن نشاط يغني أوقات فراغ بناتي بعد الدراسة ويكون بديلاً صحياً للشاشات. وأردت لبناتي أن يكن لهنّ القدرة على الدفاع عن أنفسهنّ، خاصة في اللحظات التي قد تجدن فيها أنفسهن وحدهن".

فكانت رياضة الكيمبو هي الخيار المثالي لبنات الشنطي، إذ تعتبر دولياً واحدة من أفضل الرياضات لتمكين الفتيات من الدفاع عن أنفسهن. وبعد شهر واحد فقط من التدريب، كانت الفتيات ينتظرن الدورات بشوق، وأصبحن يستمتعن بالمشاركة، حيث لاحظ الأب تحولاً في تفاعلهن، وكيف بدأن يعرضن الحركات والتثبيتات بإتقان وفهم عميق. حبهن للعبة، والنشاط الذي يمارسونها بعد الدراسة، لم يُسهم فقط في تطوير مهاراتهن في الدفاع عن النفس، ولكنه أيضاً عزز هدوئهن النفسي وتمكنهن من الأداء الأكاديمي الممتاز في المدارس.

الموازنة بين الدراسة والتدريب

يشير الأب إلى وجود توازن فعّال بين التزامات الدراسة وجلسات التدريب للفتيات، حيث يضمن أن الواجبات المدرسية تُنجز داخل المدرسة في أوقات فراغهم، بينما يُحدد التدريب لثلاثة أيام في الأسبوع فقط، بمعدل ساعة ونصف لكل جلسة. ولكن قد يتغير الروتين قليلاً خلال فترات البطولات، حيث يزداد وقت التدريب ليشمل تدريبات يومية تصل إلى ما بين 3 و 6 ساعات لمدة شهر، باستثناء عطلة نهاية الأسبوع، لضمان أن يكون الأطفال مستعدين وفي أفضل حالاتهم للمنافسة.

الخطط المستقبلية للبطلات

يظهر الأب التزاماً صارماً بتوجيه أطفاله نحو مستقبل زاهر، حيث يشير إلى أنهم سيواصلون تطوير مهاراتهم في الكيمبو مع الحفاظ على التركيز على التفوق الدراسي كأولوية. وعلى الرغم من التزامهم وحصولهم على ميداليات، فإن الأولوية لا تزال دائماً للتفوق الأكاديمي، وهو لن يتردد في تقليل ساعات التدريب إذا بدا أنها تؤثر سلباً على أدائهم المدرسي.

ويشير الشنطي أيضاً إلى التحضيرات المستمرة للبطولات المقبلة وتطوير ثقة الأطفال من خلال المشاركة في عروض القتال، حتى وإن كانت البدايات مرتبكة، يظل الاستمرار والتعلم من تلك التجارب هو الهدف الرئيسي.

الوضع الدراسي للأطفال

كما ينظر الأب بفخر إلى التفوق الدراسي لأطفاله، حيث يُظهرون تميزاً وذكاءاً واضحين في التحصيل الدراسي، سواء في فلسطين أو في السويد، حيث استطاع الأطفال التكيف بنجاح مع لغة وثقافة مجتمعهم الجديد، مُدمجين بسلاسة في المدرسة والمجتمع.

وفي ظل هذه الظروف المُشرفة، يعكس طموحهم في أن يصبحوا أطباء في المستقبل، وهو الأمر الذي توافق عليه عائلتهم التي لديها قرابة في هذا المجال.

وفي نهاية المقال، يُشار إلى أن العائلة الفلسطينية حققت إنجازات مذهلة في هذه البطولة، وهو ما يعكس التحفيز والتشجيع والتدريب الذي تقدمه العائلة لأبنائها في مجال الرياضة. وبهذا، تبقى قصة الشنطي مصدر إلهام، وتُظهر أن الرياضة لها دور لا يُقدر في توجيه الشباب وبناء جسور التواصل بين الثقافات المختلفة.

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©