يشهد سوق العمل في السويد أزمة متزايدة في نقص الكفاءات، حيث أظهرت دراسة حديثة أجرتها مجموعة "ManpowerGroup" أن 76% من أرباب العمل في السويد يواجهون صعوبة في العثور على المهارات التي يحتاجونها، وهو ما يمثل تضاعفًا مقارنة بعام 2015، حيث كانت النسبة 39%. أسباب وتحديات النقص في الكفاءات يُعزى هذا النقص الكبير إلى التغيرات السريعة التي طرأت على سوق العمل نتيجة التقدم التكنولوجي والرقمنة، مما خلق فجوة بين المتطلبات الحديثة ومستوى المهارات المتاحة. وصرّح "بير يوهانسون"، المدير التنفيذي لمجموعة "مان باور" في السويد، بأن "العديد من القطاعات، لا سيما قطاع تكنولوجيا المعلومات، تواجه نقصًا متزايدًا في الكفاءات، مما يصعب معالجته عبر التوظيف فقط". وفقًا للتقرير، يعاني جميع القطاعات في السويد من نقص في الكفاءات بنسبة لا تقل عن 60%. وتشمل القطاعات الأكثر تأثرًا: الصحة والرعاية الصحية بنسبة 84%. قطاع الطاقة والخدمات العامة بنسبة 83%. تكنولوجيا المعلومات بنسبة 83%. أما على مستوى الكفاءات، فقد أظهرت الدراسة أن المهارات الأكثر طلبًا تشمل: تكنولوجيا المعلومات (26%). الهندسة واللوجستيات (17%). التسويق والمبيعات (16%). استراتيجيات أرباب العمل لمواجهة النقص للتعامل مع هذه التحديات، اعتمد أرباب العمل استراتيجيات متعددة، تشمل: تقديم ساعات عمل مرنة بنسبة (20%). زيادة الرواتب بنسبة (19%). تعزيز برامج تطوير المهارات بنسبة (17%). البحث عن مجموعات جديدة من الكفاءات بنسبة (16%). المقارنة العالمية والسويدية أظهرت الدراسة أن النقص في الكفاءات بسوق العمل السويدي يعادل تقريبًا المتوسط العالمي البالغ 74%. ومع ذلك، يُلاحظ أن السويد تركز بشكل أقل على تطوير المهارات مقارنة بالدول الأخرى، حيث لا تزال هذه الاستراتيجية تحتل المرتبة الثالثة بعد تحسين ظروف العمل وزيادة الأجور. أكد "يوهانسون" أن على أرباب العمل السويديين تبني استراتيجيات متعددة لمواجهة هذه الأزمة، بما في ذلك تطوير الموظفين الحاليين وفتح الأبواب أمام مجموعات جديدة من المواهب. تُعد هذه الدراسة بمثابة جرس إنذار للحكومة والشركات في السويد لمعالجة الفجوة بين العرض والطلب في سوق العمل، في ظل التحولات الاقتصادية والتكنولوجية السريعة.