تعاني صناعة تحميص القهوة في السويد من أزمة خانقة نتيجة نقص حبوب القهوة وارتفاع أسعارها بشكل كبير، مما تسبب في زيادة التكاليف بشكل غير مسبوق. فقد ارتفعت تكاليف الإنتاج لدى محامص القهوة السويدية بمقدار يقارب الضعف خلال العام الماضي. ارتفاع أسعار حبوب الأرابيكا بنسبة 75% كان عام 2024 عامًا قاسيًا على قطاع القهوة، حيث شهدت أسعار حبوب الأرابيكا، التي تُعتبر الأساس لمعظم أنواع القهوة، ارتفاعًا بنسبة 75% في بورصة نيويورك للسلع، وفقًا لما أوردته صحيفة Dagens Industri. ويعود هذا الارتفاع إلى عدة عوامل أبرزها: الجفاف الشديد الذي أثر على الإنتاج العالمي. نقص الحاويات وارتفاع تكاليف الشحن الدولي. تدهور الربحية في القطاع أوضح أولف ليندفال، المدير التنفيذي لشركة Lindvalls Kaffe، أن الربحية تراجعت بشكل حاد بسبب عدم قدرة الشركات على تعويض التكاليف المرتفعة في الوقت المناسب. "الأمر لا يقتصر على المحامص فقط، بل يشمل جميع العاملين في القطاع، من تجار القهوة إلى المحامص"، يقول ليندفال للصحيفة. رغم ارتفاع أسعار القهوة بالنسبة للمستهلكين خلال العام الماضي، فإن الأسعار الحالية ما زالت أقل من مستوى يغطي تكاليف الإنتاج، حيث يقدّر الخبراء أن تكلفة كل عبوة قهوة يجب أن تصل إلى حوالي 100 كرونة لتعويض الخسائر. توقعات غامضة حول الإنتاج العالمي ينتظر العاملون في قطاع القهوة موسم الحصاد القادم في البرازيل خلال فصل الربيع، حيث تُعتبر البرازيل المنتج الرئيسي لحبوب الأرابيكا عالميًا. لكن التوقعات تشير إلى استمرار العجز العالمي في المعروض. ويعلق أندرس فريدريكسون، المدير التنفيذي لشركة Löfbergs: "التعامل مع المواد الخام مثل القهوة يعني مواجهة تقلبات كبيرة لا يمكن التنبؤ بها. القهوة هي منتج زراعي عالمي يتأثر بشكل مباشر بالظروف المناخية. موسم الحصاد القادم في أبريل ومايو سيكون الاختبار الحقيقي لوضع السوق." مع هذه التطورات، يبدو أن صناعة تحميص القهوة تواجه تحديات كبيرة، وقد تستمر الأزمة إذا لم تتحسن الظروف المناخية والإنتاجية في الدول الرئيسية المصدرة للقهوة.