"أزمة محتملة": ماذا سيحدث في حال لم تنضم السويد إلى حلف الناتو قريباً؟
سياسةAa
Foto: TT-Tobias Billström
أصبحت فنلندا أحدث عضو في الناتو يوم الثلاثاء 4 أبريل/ نيسان 2023 بعد إيداع وثيقة انضمامها إلى معاهدة شمال الأطلسي مع الولايات المتحدة في مقر الناتو في بروكسل، تاركة وراءها السويد التي لم تنضم بَعد، حيث يحتاج الأعضاء الجدد إلى التصديق بالإجماع من قبل جميع أعضاء التحالف، ولا تزال السويد تواجه معارضةً من أنقرة وبودابست.
في موازاة ذلك أصبحت فنلندا العضو الحادي والثلاثين في التحالف العسكري بعد أن حصلت على آخر تصديقين مطلوبين من المجر وتركيا الأسبوع الماضي.
وفقاً للخبراء، يصبح التأخير مشكلةً حقيقية حسب المدة التي يستغرقها، حيث قال المحلل في معهد أبحاث الدفاع السويدي لوكالة AFP روبرت دالسجو Robert Dalsjö: "إذا كنا نتحدث عن شهور فهذا أمر محرج لكنه ليس مشكلة كبيرة".
أهمية وجود السويد في حلف الناتو
أشار الأستاذ المساعد لدراسات الحرب في جامعة الدفاع السويدية جاكوب ويستبرغ Jacob Westberg إلى أنه لا يمكن للدول غير الأعضاء المشاركة بشكل كامل في التخطيط الدفاعي لحلف الناتو.
لذا إذا استمرّ ذلك، فقد يتعقّد التخطيط الدفاعي للسويد والناتو في المنطقة، فالتأخير يعني أن الناتو لن يكون قادراً على الاعتماد على الأصول العسكرية السويدية، مثل أسطوله من الغواصات في بحر البلطيق وطائرات Jas Gripen المقاتلة.
على صعيد آخر أشار المحللون إلى الأهمية الجغرافية للسويد في حالة نشوب صراع في شمال أوروبا، حيث توصف جزيرة غوتلاند أحياناً بأنها "حاملة طائرات غير قابلة للغرق" في بحر البلطيق.
بالإضافة إلى ذلك قالت مديرة شمال أوروبا في مركز الأبحاث Atlantic Council آنا ويسلاندر Anna Wieslander إن خلاف انضمام السويد إلى حلف الناتو قد يكشف عن تصدّعات داخله، وسيبدو ضعيفاً إذا لم يضم السويد إليه، وقد تؤثر الانقسامات المستمرة في النهاية على كيفية دعم الناتو لأوكرانيا.
على صعيد آخر بما أن السويد غير عضو في حلف الناتو، فهي غير مشمولة بالضمانات الأمنية للمادة 5 من الناتو بشأن الدفاع الجماعي.
مشاكل عدم انضمام السويد إلى حلف الناتو
ذكر رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون Ulf Kristersson في خطاب ألقاه في أواخر مارس/ آذار 2023، إن بلاده أكثر أماناً مع فنلندا داخل الناتو، مشدداً على الضمانات الأمنية التي قدّمها أيضاً العديد من أعضاء الناتو، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا.
في المقابل أشار ويستبرغ إلى أن تقييم كريسترسون تعارض مع تقييم السياسة الأمنية الذي قدّمه البرلمان السويدي قبل التقدّم إلى الناتو، والذي سلط الضوء على المخاطر التي ستواجهها السويد إذا تقدّمت فنلندا فقط، وباعتبارها الدولة الوحيدة من دول الشمال خارج الناتو ستصبح السويد مصلحة استراتيجية عسكرية محددة لروسيا في حالة نشوب صراع.
إلى جانب ذلك ذكرَ أن التخطيط الدفاعي المشترك بين السويد وفنلندا الذي تطوّر منذ عام 2014 لن يكون قادراً على الاستمرار بنفس الطريقة، بما أنها عضواً في الناتو سيتعيّن عليها إعطاء الأولوية لالتزاماتها تجاه الحلف.
قدرة السويد على البقاء خارج الناتو
أشار ويستبرغ إلى أن السويد ليس لديها القدرات العسكرية التي كانت تمتلكها خلال الحرب الباردة، رغم أنها لديها حوالي 200 عام من الخبرة في البقاء خارج التحالفات العسكرية. ففي الخمسينيات من القرن الماضي، كان لدى السويد ميزانية دفاعية يبلغ مجموعها حوالي 4% من ناتجها المحلي الإجمالي، مما أدى إلى تثبيط هجوم محتمل من الاتحاد السوفيتي من خلال جعله مكلفاً للغاية.
الجدير بالذكر أنه بعد عقود أعيد تسليح البلاد مرة أخرى ولكن بدرجة أقل، ففي العام الماضي 2022، أعلنت السويد عن خطط لزيادة الإنفاق إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي في أقرب وقت ممكن.