أطلق عدد من أساتذة الجامعات في السويد تحذيرات بشأن التراجع الملحوظ في المهارات الأساسية لدى الطلاب الجامعيين، رغم التحاقهم بتخصصات تُعد من بين الأكثر تنافسية في البلاد. وأشاروا إلى وجود فجوات كبيرة في الإملاء، وضعف في المفردات، وصعوبة في التعبير الكتابي، ما يُعد مؤشراً مقلقاً على تراجع المستوى العام للمعرفة لدى الجيل الحالي من الطلاب. وقالت كارين بروكي، أستاذة علم النفس في جامعة أوبسالا، إن الملاحظات الميدانية خلال السنوات العشر الأخيرة تشير إلى «تغير واضح في قدرات الطلاب»، موضحة أن بعضهم يقدم إجابات مكتوبة يصعب تفسيرها، ما يضطرها في بعض الحالات إلى طلب تفسيرات شفهية لفهم مقصود الطالب. مطالبات بتعليم أكثر دقة ووضوحاً أوضحت بروكي أن طلاب برنامج علم النفس – الذي يُعد من أعلى البرامج من حيث متطلبات القبول – يبدون قلقاً متزايداً بشأن ما يجب دراسته للاستعداد للامتحانات، ويطلبون تعليمات دقيقة، مثل تحديد فصول بعينها من الكتب الدراسية، في مؤشر على صعوبة التعامل مع كميات كبيرة من المحتوى الأكاديمي. وفي جامعة لوند، أشار ماتس هولتمن، المحاضر في برنامج الهندسة المعمارية، إلى أن المنهج اضطر إلى استبدال كتب أكاديمية متقدمة بأخرى أبسط، كما تم إدخال دورات للكتابة الأكاديمية لتقوية مهارات الطلاب. وقال هولتمن: «الطلاب اليوم لا يعرفون معاني مفردات كانت شائعة في الماضي مثل 'البروليتاريا'. كما أن معرفتهم بالتاريخ الأوروبي، مثل العصور الوسطى أو عصر النهضة، لم تعد أمراً مسلماً به، وأشعر بأنني مضطر إلى شرح خلفيات تاريخية أساسية خلال المحاضرات». تغيّر في أسلوب التفكير وفي جامعة غوتنبرغ، لاحظ ماتس بيرشون، المحاضر في كلية الحقوق، تغيّراً في طريقة تعامل الطلاب مع المسائل القانونية، حيث يلاحظ ميلهم إلى التشكيك في صيغة الأسئلة بدلاً من محاولة حلها. وأوضح: «أحياناً يشعر الطالب أن هناك خطأ في السؤال لأنه لا يفهمه، رغم أن المطلوب هو أن يكون لديه معرفة كافية أولاً ليتمكن من التساؤل. هذا الأمر مقلق عندما نتحدث عن طلاب سيتولون مستقبلاً مواقع قيادية في المجتمع». ردود الطلاب: طرق التعلم تغيّرت من جانبهم، أشار بعض الطلاب إلى أن تغير أنماط التعلم يلعب دوراً في ذلك، حيث تعتمد الأجيال الجديدة بشكل متزايد على المواد السمعية والبصرية ومحتوى الفيديو، إلى جانب وسائل التواصل الاجتماعي والدردشة الجماعية، ما خفف من الاعتماد الحصري على القراءة التقليدية. وقالت نورة أكيلا، طالبة في كلية إعداد المعلمين: «لسنا مرتبطين بالمقررات الدراسية بنفس الشكل كما في السابق، لأننا نستخدم مصادر خارجية متنوعة». وأكدت بروكي وهولتمن وبيرشون أن غالبية الطلاب ما زالوا مجتهدين وطموحين، إلا أن التغيرات في نمط التحصيل المعرفي تطرح تساؤلات حول جودة التعليم ومخرجاته في المستقبل.