تُجمع كل من جهات البيع بالتجزئة والمورّدين على أن القهوة أصبحت "باهظة الثمن بشكل غير مسبوق"، لكنهم يختلفون حول المسؤول عن رفع الأسعار. وقال أندش تورين، مدير الاتصالات في شركة "لوفبري"، إن القهوة تشكّل جزءاً من الثقافة اليومية، مضيفاً أن ارتفاع الأسعار ليس مفاجئاً في ظل الظروف الحالية. وبحسب أولف مازور من منصة "مات بريس كولن"، فقد ارتفع سعر القهوة في المتاجر بنسبة 10 بالمئة خلال الشهرين الماضيين، ومن المتوقع حدوث زيادات إضافية خلال هذا الأسبوع. ويتفق كل من التجار والمورّدين على أن السبب الأساسي وراء الارتفاع يعود إلى أسعار المواد الخام، خصوصاً بعد أن أثّرت التغيرات المناخية بشكل كبير على محاصيل البُنّ في البرازيل، أكبر منتج للبنّ في العالم. وقال تورين: "انخفضت كميات البنّ بسبب ضعف المحصول، ما رفع سعر المواد الخام، وهذا بدوره انعكس على الأسعار في كل مراحل سلسلة الإنتاج. خلال النصف العام الماضي، ارتفع سعر القهوة الخام بنسبة 100 بالمئة". وأشار إلى أن "القهوة الخام تُشكّل 70 بالمئة من التكلفة الإجمالية لدينا". من جانبها، أكدت إيريكا بيرتيلسون، مديرة الاتصالات في شركة "أرفيد نوركويست"، أن "بين 70 و80 بالمئة من تكلفة الإنتاج مرتبطة بسعر القهوة الخام"، وذلك في رسالة بالبريد الإلكتروني لوكالة الأنباء السويدية TT. وأشارت بيرتيلسون ومورّدون آخرون إلى أن متاجر التجزئة هي التي قررت في النهاية رفع الأسعار للمستهلكين، في حين ألقت المتاجر باللوم على المورّدين. وكتب ماغنوس تورنبلوم، مدير الإعلام في شركة Axfood، في رسالة إلى وكالة TT: "سعر البيع في المتجر تحدده كل سلسلة أو متجر، لكن الزيادة في أسعار المستهلكين ناتجة بطبيعة الحال عن الزيادة في أسعار الموردين". اقرأ أيضاً: رفوف القهوة فارغة في المتاجر السويدية ارتفاعات مستمرة تتوقع جميع الأطراف التي تحدثت إليها وكالة TT، سواء من المورّدين أو التجار، أن تظل الأسعار عند هذا المستوى المرتفع لفترة قادمة، دون تقديم تقديرات زمنية واضحة. وقال تورين: "بشكل عام، لدينا مهلة زمنية تتراوح بين 3 إلى 4 أشهر بين شراء القهوة من بلد الإنتاج وبيعها في المتاجر". ولا يستبعد أي طرف أن تؤثر التوترات الحالية في السوق العالمية، لاسيما النزاعات التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على الأسعار أو تؤدي إلى تغييرات مفاجئة. رغم الارتفاع في الأسعار، يلفت بعض الموردين إلى أن القهوة لا تزال تُعدّ مشروباً منخفض التكلفة مقارنة بمنتجات أخرى. إذ يبلغ سعر الكوب الواحد ما بين 1 إلى 2 كرونة سويدية. وقال تورين: "رغم كل شيء، فإن السعر لكل كوب لا يزال منخفضاً".