من المتوقع استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية في السويد، بالتزامن مع صدور أرقام التضخم الجديدة، وسط مؤشرات من خبراء اقتصاديين تفيد بأن أسوأ موجة ارتفاع ربما قد ولّت. وستصدر هيئة الإحصاء السويدية (SCB)، يوم الجمعة، بيانات التضخم الخاصة بشهر آذار/مارس. ويشير عدد من الخبراء الاقتصاديين الذين تحدثت إليهم وكالة الأنباء السويدية «TT» إلى أن هذه الأرقام تحظى بأهمية خاصة، في ظل المفاجآت الكبيرة التي سجلتها بيانات الأشهر الأولى من عام 2025. وقال توربيورن إيساكسون، كبير المحللين في بنك «نورديا»: «شهدنا مفاجآت كبيرة في بداية العام. وإذا واصلت أرقام التضخم مفاجأة السوق باتجاه الصعود، فقد يثير ذلك قلق البنك المركزي السويدي». ويتوقع بنك «نورديا» أن يبلغ معدل التضخم الأساسي (KPIF)، الذي يستثني تأثيرات أسعار الفائدة على الرهن العقاري، نحو 2.6% على أساس سنوي، وهو أقل من معدل الشهر السابق (2.9%)، لكنه أعلى من توقعات البنك المركزي البالغة 2.3%. التركيز على أسعار المواد الغذائية تتركز أنظار الأسر السويدية على أسعار المواد الغذائية، والتي لن تنشرها هيئة الإحصاء حتى الأسبوع المقبل. لكن وفقًا لتوقعات «نورديا»، فإن الأسعار مرشحة للاستمرار في الارتفاع بنسبة 0.7% مقارنة بالشهر السابق، و5.3% على أساس سنوي. وقال إيساكسون: «نتوقع استمرار الارتفاع في أسعار الغذاء. نسبة 0.7% تُعد زيادة ملموسة، و5.3% تُعد مرتفعة تاريخيًا، وإن كانت بعيدة عن ذروة الارتفاع التي بلغت نحو 20% قبل أعوام قليلة». اقرأ أيضاً: المعهد الاقتصادي السويدي: التضخم لا يزال قائماً.. والأسر تزداد تشاؤماً توقعات مماثلة من «سويدبنك» بدوره، يقدّر بنك «سويدبنك» أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بنسبة 0.75% في آذار/مارس، مشيرًا إلى أن الاتجاه الصعودي ما زال قائمًا، لكنه يعتقد أن أكبر قفزات الأسعار أصبحت من الماضي. وقال أندرياس فالستروم، رئيس قسم التوقعات في البنك: «من المرجح أن تواصل الأسعار الارتفاع قليلاً، لكن الزيادة الكبرى باتت خلفنا. وعلى المدى البعيد، لا نتوقع انخفاضًا، بل استقرارًا في الأسعار». يرى خبراء من «نورديا» و«سويدبنك» أن هناك بعض المؤشرات الإيجابية التي قد تساهم في تخفيف العبء عن المستهلكين، أبرزها أن ارتفاع الأسعار الحالي لا يشمل جميع المنتجات كما حدث في عام 2022، بل يقتصر على عدد محدود من السلع، مثل القهوة. ويضيف فالستروم: «تحسن سعر صرف الكرونة مقابل الدولار وتراجع الضغط على أسعار المواد الخام، إلى جانب بقاء أسعار الطاقة عند مستويات منخفضة، كلها عوامل إيجابية». اقرأ أيضاً: الأسر التي لديها أطفال تعاني من أزمة اقتصادية في السويد... واستطلاع يكشف حجم المعاناة مؤشرات التضخم من المتوقع أن تُعلن هيئة الإحصاء السويدية، يوم الجمعة، الأرقام الأولية لمؤشر الأسعار (KPI) عن شهر آذار/مارس، على أن تُنشر البيانات التفصيلية في الأسبوع التالي. ويتوقع كل من «نورديا» و«سويدبنك» أن يبلغ معدل تضخم مؤشر الأسعار العام (KPI) نحو 0.8% على أساس سنوي، فيما يُنتظر أن يصل معدل التضخم الأساسي (KPIF) إلى 2.6%، أي أعلى من هدف البنك المركزي السويدي البالغ 2.0%.