أشبه بالمعجزة.. تعرف على الكلبة التي أنقذت حياة صاحبتها من الموت

كثيرة هي قصص وفاء الكلاب لأصحابهم، واليوم سنروي لكم قصة مذهلة حدثت في السويد تجسد هذا الوفاء بأروع صوره، وتبرهن أن المعجزات لا تزال تلون حياتنا، وأن الكلاب الوفية لا تخذل أصحابها مهما كان.

ما الذي حدث في ذلك اليوم؟

في أحد أيام الربيع القارس، تعرضت امرأة تدعى "آن-كريستينا ستروم Anne-Christina Ström"، والتي تعيش في مزرعتها النائية الواقعة ببلدة هولمسفيدن Holmsveden في مقاطعة هالسينجلاند Hälsingland السويدية، لحادث سقوط مروع، أدى إلى إصابتها بجروح بالغة وجعلها عاجزة عن الحركة، ولكن ما حدث بعد ذلك أشبه بالمعجزة.

ففي السادس من مارس (آذار) 2023، كانت "آن" متجهة نحو كوخ الحطب الذي يبعد عن مزرعتها بحوالي 15 متراً. وبما أن المسافة كانت قصيرة، اكتفت "آن" بارتداء سترة فقط، تاركة قفازاتها وقبعتها خلفها، متجاهلة للحظة أن الطريق المؤدي إلى الكوخ والمغطى بالثلوج قد يكون مليئاً بالمخاطر.

وبالفعل، عندما خرجت "آن" من منزلها، لاحظت أن الطريق كان زلقاً، لكنها تابعت طريقها بشجاعة. ورغم أن رحلة الذهاب إلى كوخ الحطب مرت بسلام، إلا أن مسار العودة حمل لها مفاجأة غير متوقعة. فمن دون سابق إنذار، انزلقت قدماها وسقطت على الأرض مباشرةً، وشعرت "آن" وكأن عظام وركها قد تحطمت إلى أجزاء.

في تلك اللحظات، كانت "آن" وحيدة على الجليد البارد، دون هاتف في جيبها، وأقرب جار يبعد عنها مسافة كيلومترين. حاولت الصراخ علّ أحداً يسمعها، لكن دون جدوى…

معجزة من السماء

لكن "آن" لم تكن تعلم أن هناك معجزة حقيقية كانت بانتظارها. فقد شعرت "سايفا Saiva"، كلبة "آن" الوفية البالغة من العمر 11 عاماً، بأن هناك خطب ما بعد تأخر صاحبتها، وتحركت بعزم عبر المسافات الوعرة، متجهة نحو منزل الجارة حيث استقرت في الفناء بإصرار. الجارة، في البداية، لم تشعر بالقلق، لكنها سرعان ما لاحظت أن ثمة أمر ما عندما تأخرت آن عن المرور كالمعتاد. وبعد فشلها في الاتصال بـ"آن"، هرعت إلى المزرعة، لتجد آن-كريستينا ملقاة على الجليد وعاجزة عن الحركة.

وعلى الفور، استدعت الجارة سيارة الإسعاف. وعند وصولهم، تبين أن درجة حرارة جسم "آن" وصلت إلى أقل من 35 درجة، وأنها أُصيبت بكسر كامل في عظم الورك. لم تكن "آن" على علم بمدة بقائها في تلك الحالة على الجليد، لكن الأكيد هو أن شجاعة ووفاء سايفا كانا العامل الحاسم في إنقاذ حياتها.

فخر "آن" وامتننانها

الآن، وبعد عدة أشهر، أصبحت "آن" في حالة جيدة، رغم أنها لم تتعافى تماماً بعد. لكن "آن" تغمرها مشاعر الامتنان والتفاؤل، ففي حديثها مع صحيفة "Newsner" قالت: "المهم أنني ما زلت على قيد الحياة". كما وصفت كلبتها سايفا بعبارات تنم عن عميق العرفان بقولها: "إنها كلبة استثنائية، هي قلبي النابض".

أما سايفا فقد نالت تقديراً يليق ببطولتها؛ إذ تم تكريمها بلقب "أفضل أداء لكلب لعام 2023" من قبل (نادي بيت الكلب السويدي Svenska kennelklubben). وعبرت "آن" عن فخرها قائلة: "أشعر بفخر وسعادة بالغة تجاه كلبتي. لقد اتخذت قرارها بمفردها للذهاب وطلب المساعدة، وهذا يظهر ذكاءها وحدسها المذهل".

في النهاية، وعلى الرغم من الألم والتحديات، تقف "آن" اليوم شاكرة لكل نفس تتنفسه، مستمدة القوة من واقعة نجاتها الرائعة. أما كلبتها سايفا، فهي ليست فقط حيوانها الأليف، بل بطلتها التي أضاءت دربها في أحلك الأوقات. هذه القصة تظهر لنا مدى عمق العلاقة بين الإنسان وحيوانه الأليف، وتذكرنا بأن أحياناً، الأبطال يأتون في أشكال غير متوقعة.