تعيش مجموعة من الحيوانات التي تمثل جزءاً لا يتجزأ من التراث الطبيعي للبلاد إما في الوديان والجبال أوالمروج السويدية. هذه الكائنات، بتفردها وتميزها، تعكس تاريخاً طويلاً وتقاليداً تربط الإنسان بالطبيعة المحيطة به. ولكن، مع مرور الوقت، أصبحت بعض هذه الأنواع تواجه خطر الانقراض، مما يحتم علينا التوقف والتفكير في أهمية الحفاظ على هذا التراث. في هذا المقال، سنأخذكم في جولة معرفية لاكتشاف هذه الفصائل المهددة، بدءاً من بط بليكينغه الرائع وحتى الأرانب الميلرود المميزة أي أشهر ست أنواع لحوم في المأدبة السويدية، وفقاً لموقع "tasteatlas".بط بليكينغهيُعد بط بليكينغه (Blekinge Duck) من الفصائل المهددة بالانقراض بشكل حرج، وينحدر من مقاطعة بليكينغه السويدية. يتميز هذا البط السويدي بريشه البني الرمادي المزين ببقع بيضاء ورقبة ناصعة البياض، مع الإشارة إلى وجود مشاهدات لبعض البط ذو اللون الأبيض الخالص. كما تظهر الأرجل والمناقير بلون أصفر برتقالي مائل للبرتقالي مع أطراف سوداء.وبتعداد لا يتجاوز الـ200 بطة من هذه الفصيلة، تُعتبر من أكثر أنواع الطيور التي تواجه خطر الانقراض على مستوى العالم. وتتميز بملاءمتها للأجواء الشمالية، حيث كان من العادات التقليدية أن يُحتفظ بها داخل الأحواش خلال الشتاء، ليتم إعادة إطلاقها مع بداية الصيف.ماعز لابتعتبر ماعز لاب (Lapp Goat) من الفصائل الموجودة تحت خطر الانقراض بشكل حرج. رغم صغر حجمها إلى المتوسط، واجهت هذه الماعز تحديات جمّة، حيث كان يُعتقد أنها انقرضت حتى تم اكتشافها مجدداً في عام 2001 بمنطقة فاتموماكي. وفي عام 2013، لم يكن هناك سوى 198 فرداً مُسجلاً من هذه الفصيلة.وتمتاز ماعز لاب برأسها العريض وأرجلها القصيرة مقارنة بالماعز التقليدي. أغلبها يأتي بلون أبيض نقي، ولكن هناك ألواناً أخرى مثل الأسود والرمادي والمرقط. هذه الماعز مُعتادة على البيئة الجبلية في مقاطعة فاستربوتن بالسويد، وغالباً ما يتم استغلالها لإنتاج الحليب.دجاجة بوهوسلان-دال السوداءتعد دجاجة بوهوسلان-دال السوداء (Bohuslän-Dals Svarthöna) من الفصائل النادرة. تمثل هذه الدجاجة فصيلة من الدجاج السويدي المحلي ذي اللون الأسود. يرجع تاريخها إلى القرن السابع عشر، حيث يُعتقد أن بحّارة من موزمبيق قاموا بجلبها إلى النرويج. وبحلول منتصف القرن التاسع عشر، أصبحت معروفة في منطقة بوهوسلان دالسلاند بالسويد، بعد أن تم مزجها مع فصائل الدجاج المحلية، مما أسفر عن ظهور فصيلة متميزة من الدجاج الأسود الصغير بجلد أسود كامل. عادةً ما يتم الاحتفاظ بتلك الدجاجات من أجل بيضها ذو اللون الكريمي.غنم روسلاجتُعد غنم روسلاج (Roslag Sheep) من الفصائل المهددة بالانقراض. يُعتقد أن أصول هذه الفصيلة من الأغنام السويدية تعود إلى راجارون بمنطقة روسلاجن. حالياً، لا يوجد منها إلا نحو 500 فرد على مستوى العالم. تُربى هذه الأغنام بشكل أساسي لاستخراج الصوف واللحم. تتميز بصوفها ذو اللون الأبيض النقي أو اللون العاجي، مع وجود بعض الأفراد ذات الألوان السوداء والمختلطة. تزن النعاج بشكل عام بين 35 و40 كيلوغراماً، بينما يمكن للكباش أن يتجاوز وزنها 50 كيلوغراماً.حمل هونلامبحمل هونلامب (Hånnlamb) يُشير إلى لحم الخروف، سواء كان كاملاً أو مُقطعاً، المُستخرج من فصيلة غوتيفور، والذي يُتم تربيته وذبحه في منطقة جوتلاند السويدية. المصطلح، الذي بالأصل يعني "الخروف ذو القرون" في اللهجة الجوتلاندية، يرتبط بفصيلة الخروف التي كادت تنقرض في أوائل القرن العشرين، ولكنها تم إنقاذها وأُطلق عليها فيما بعد اسم "غوتيفور" في عام 1973. الأغنام من فصيلة غوتي تنحدر من أصول عميقة، حيث اتكيفت مع ظروف المناخ والتربة الموجودة في جوتلاند. اللحم يُسوق ليس فقط في جوتلاند ولكن أيضاً في أماكن أخرى بالسويد، مع التأكيد على أن تكون تربية الأغنام في مراعي جوتلاند ذات جودة عالية.أرنب ميلرودتُعتبر أرانب ميلرود (Mellerud Rabbit) السويدية واحدة من أبرز أنواع اللحوم في السويد، رغم أنها تواجه خطر الانقراض. تأسست هذه الفصيلة من أرانب المزارع السويدية. ومع ذلك، خلال التسعينيات، تقلص عددها بشكل كبير حتى هددت بالزوال. لكن تم اكتشافها مجدداً في دالسلاند في عام 2001. وعلى الرغم من تصنيفها حالياً كفصيلة مهددة بالانقراض، فإنه كان هناك في عام 2013 مجموعاً يقدر بـ160 أرنب فقط من هذه الفصيلة. تمتاز هذه الأرانب بجسدها المتوسط وفراؤها الناعم، الذي يظهر إما باللون الأسود مع بقع بيضاء أو بالبياض التام، وعيونها الواسعة وآذانها المتوسطة الحجم. يتم تربيتها بشكل رئيسي للحصول على لحمها اللذيذ.في الختام، تمثل هذه الحيوانات جزءاً لا يتجزأ من التراث البيئي والثقافي للسويد. إن الحفاظ على هذه الفصائل ليس مسؤولية الحكومة فقط، ولكنه يحتاج إلى جهود مشتركة من المجتمع بأكمله. ففقدان هذه الكائنات يعني فقدان جزء من هويتنا وتراثنا. يجب علينا العمل سوياً لضمان بقائها وازدهارها للأجيال القادمة.