كشفت هيئة النقل السويدية عن توجه جديد لتحميل أصحاب العمل مسؤولية مراقبة سرعة السيارات الوظيفية التي يستخدمها موظفوهم، في خطوة تهدف إلى تعزيز السلامة المرورية وتقليل الحوادث. يأتي ذلك بعد تسجيل 210 حالات وفاة في حوادث الطرق خلال العام الماضي، وهو الرقم الأدنى منذ جائحة كورونا، إلا أن الهيئة تسعى لخفض هذا العدد إلى 130 بحلول عام 2030. تؤكد هيئة النقل أن الالتزام بالسرعة المحددة يلعب دوراً حاسماً في تقليل الحوادث المميتة. وتشير الإحصائيات إلى أن نصف السائقين في السويد يتجاوزون حدود السرعة المسموح بها. ومع توفر أنظمة تقنية حديثة مثل نظام ISA الذي يقرأ إشارات السرعة ويرسلها إلى أصحاب الشركات فإن ذلك سيمكن للشركات مراقبة سرعة سياراتها الوظيفية وضمان التزام السائقين بالقوانين. مسؤولية أصحاب العمل توضح هيئة النقل أن القانون يلزم أصحاب العمل باتخاذ التدابير اللازمة للحد من المخاطر المتعلقة بالسرعة في العمل. وتشدد على أن وجود سياسة مكتوبة ليس كافياً، بل يجب تبني نظام متابعة فعّال لضمان التزام الموظفين بالسرعات المقررة. وقالت ماريا كرافت، المديرة التنفيذية في هيئة النقل، إن "المسؤولية لا تقتصر على السائق فقط، بل تشمل أيضاً صاحب العمل الذي يجب أن يضمن بيئة عمل آمنة". تستخدم الشركات في مجال النقل الثقيل مثل الحافلات والشاحنات بالفعل أنظمة تقنية لمراقبة السرعة، وتدعو هيئة النقل إلى تطبيق هذه التقنيات على السيارات الوظيفية في القطاعات الأخرى. وأكدت الهيئة أنها تتعاقد فقط مع شركات النقل التي تلتزم بقوانين السرعة وتظهر سجلاً نظيفاً في هذا المجال. فوائد الالتزام بالسرعة تشير الإحصائيات إلى أن خفض متوسط السرعة بمقدار كيلومتر واحد في الساعة يمكن أن ينقذ 15 شخصاً سنوياً. وإذا التزم الجميع بحدود السرعة، فقد يؤدي ذلك إلى إنقاذ 50 شخصاً سنوياً. وأضافت ماريا كرافت: "الالتزام بالسرعة لا ينقذ الأرواح فقط، بل يقلل من الإصابات الخطيرة أيضاً. السرعة المفتاح الأساسي لتقليل الخسائر البشرية في حوادث الطرق". تعمل هيئة النقل على تحسين الطرق والبنية التحتية لزيادة السلامة، حيث تم بناء 80 ميلاً من الطرق الجديدة من نوع 2+1 وتثبيت أكثر من 1500 كاميرا مراقبة للسرعة. وأكدت الهيئة أن استبدال السيارات القديمة بأخرى جديدة وأكثر أماناً ساهم بشكل كبير في تحسين السلامة المرورية وتقليل الحوادث المميتة. ختاماً، دعت هيئة النقل السويدية أصحاب العمل إلى تعزيز السلامة المرورية من خلال الالتزام بقوانين السرعة وتبني أنظمة تقنية حديثة لمراقبة السائقين.