مجموعة من الأطفال ذوي الأصل المهاجر كانوا قادرين على تحقيق إنجاز عظيم والتفوّق على أفضل فرق المدارس السويدية، إنّهم فريق «مهندسو المستقبل Future Engineers» الذين حققوا الجائزة الأولى في مسابقة "ليغو ليغا"، والذين سيمثلون السويد فيها في الولايات المتحدة.مسابقة "ليغو ليغا" هي مسابقة عالمية للأطفال من 9 إلى 16 عام، ويصل عدد المشاركين فيها اليوم إلى 300 ألف متسابق من أكثر من 80 دولة. قواعد المسابقة تنص على تعزيز العمل الجماعي، حيث تتكون الفرق من 3 إلى 10 أعضاء مع مشرف للفريق.فريق "مهندسو المستقبل Future Engineers"كانت أوّل مشاركة للفريق عام 2017 عن طريق الطفل صفوح الطويل الذي كان يبلغ من العمر 9 أعوام، وحصل الفريق على المركز الثاني في حينه.لكن وبسبب عدّة عوامل أهمّها فقدان الحماس، قرر أكرم الطويل في 2018، والد صفوح أن يؤسس فريقاً جديداً ضمّ ولديه وأطفال آخرين، ليحقق المركز الثاني ويتفوّق على 18 فريق من مختلف مدارس السويد.حقق فريق "مهندسو المستقبل" المركز الأول في المسابقة العام الماضي بابتكار نظام لمساعدة المدن أعجب الحكام وأوصوا بتطبيقه عملياً على الفور. وتأهل لتمثيل السويد في التصفيات الإسكندنافية في النرويج، ورغم عدم تحقيقه لأيّ لقب فقد تأهل لتمثيل السويد في الولايات المتحدة. لكن لأسباب مالية وإدارية مرتبطة بجوازات السفر والفيزا لم يتمكن من السفر.وحققوا هذا العام أيضاً المركز الأول في المسابقة بابتكار مرتبط بروبوت متطوّر. أكرم المدير الناجحيقول أكرم بأنّه لم يكن يملك معرفة بالبرمجة ومتطلباتها التكنولوجية، لكنّه علّم نفسه بنفسه، واستفاد من خبراته في إدارة الأعمال لإدارة الفريق. سألتُ أكرم: كيف تمكنت من الحفاظ على تحفيز الأطفال للمنافسة، لكنّ الذي أجاب هو ليلى، وهي سويدية من الفريق التنظيمي للمسابقة، والتي انضمت إلى الحوار مع "أكتر": «التقيتُ للمرّة الأولى بأكرم في منزلي في لوند في 2017. هذا الفريق والعائلة ينافسون في المسابقة منذ ستّة أعوام. عندما يجد الأطفال منصّة تعبّر عنهم، ومشرفاً متفانياً مثل أكرم، نحصل على فريق المستقبل الهندسي. بالطبع سوف يصابون أحياناً بالملل، ولكنّهم قادرون على إعادة استجماع طاقتهم عند الحاجة ليتخطوا العقبات والصعاب، ويصبحوا فخورين بأنفسهم بما أنجزوه، ولهذا يتمكنون من استحضار الطاقة ذاتها عند الحاجة، خاصة أنّهم يستمتعون في هذه المسابقة... أتذكر الأطفال عندما كان الزي الرسمي أكبر من أجسادهم، ولهذا أعلم ما أتحدث عنه... هذه المسابقة هامّة لأنّها تعلّم الأطفال أنّ عليهم ألّا يستسلموا للصعاب».أضاف أكرم قائلاً: «لقد حاولت أن أوسّع أحلامهم بدفعهم للتفكير أكبر من المسابقة نفسها، كمثال كنت أخبرهم بأنّهم قادرون على إنجاز مشروع يبيعونه بمليون دولار، أو أنّهم سيصنعون اختراعاً يفيد البشرية جمعاء إذا ما طبقوا ما يتعلمونه في المدرسة... كان لهذا وقع جيّد عليهم وقد كافحوا بحق».الاندماجتحدثت آني، وهي عضوة أخرى في فريق التنظيم، عن القيم الأساسية للمسابقة. كان من بين هذه القيم: «الاندماج» أو لأكون دقيقاً: «التشميل inclusion». اتفقنا جميعاً (أنا وأكرم وآني وليلى) أنّ هكذا إنجازات هي ممّا يساعد على دفع المهاجرين للاندماج أكثر، ويشعرهم فخرهم بأنّهم جزء من المكان.لكن أضافت ليلى: «التكنولوجيا هي أمر عالمي، لا دخل له بالأماكن ولهذا أن يكون لدى الشخص معرفة تكنولوجيا تعني بأنّه قادر على إنشاء جسر بين جميع الحضارات».يدعم كلام ليلى أنّ أكرم يعلم عن المسابقة حتّى قبل مجيئه إلى السويد، وأنّه عندما وصل إلى السويد كان يبحث عنها حتّى قبل أن يعرف اسمها.صعوبات واجهت أكرميتحدث أكرم عن معاناته فيما يخص الدعاية للفريق، فكما يقول: «في البدء عانينا من مشكلة أنّ الكثير من وسائل الإعلام تغطي أخبار الحدث، ولكنّهم لا يتحدثون عن الفريق... فكان عليّ أن أبدأ الترويج للفريق بنفسي، فهم يستحقون ذلك... وأنوي أن أفعل ذلك أكثر وأستقطب المزيد من الأطفال، لهذا سأحاول فعل ذلك في المدارس والجوامع وكلّ مكان يمكن فيه الترويج للمسابقة».عند سؤالي لأكرم عن بعض المشاكل «الكبرى» الأخرى التي واجهته، تحدّث عن مشكلة «الفردية» مع الآباء. يقول: «المشكلة بالنسبة للأهل، ومنهم تتسرّب إلى الأطفال، هي عدم القدرة على التفكير بروح الفريق وأنّ الإنجازات ليست باسم أحد من الفريق، بل باسم الفريق بأكمله ما زرع بعض الخلافات والمشاكل والصراعات داخل الفريق... كان عليّ أن أهدأ الجميع وأحاول مراراً أن أعيدهم إلى روح الفريق الذي يشكّل جزءاً من قيم المسابقة الأساسية».كانت ليلى سعيدة بقدرة أكرم على حلّ هذه المشكلة، فبرأيها هذا ما يجعل الأطفال مؤهلين للواقع العملي حيث لا يمكن لشخص لوحده أن ينجز، بل هو بحاجة لتعاون الجميع.كيف يتحفّز الجميع؟وجهت سؤالي لليلى: «نحن منصّة يهمها قضايا المهاجرين ومصالحهم... كيف يمكن تحفيز المزيد من هذه الفئة للاشتراك في هكذا مسابقات؟». فأجابت: «الخطوة الأولى أن يعلموا بأنّ ليغو ليغا موجودة... الخطوة الثانية هي زرع الثقة لدى الناس بأنّ لديهم القدرة هم وعوائلهم على تحقيق شيء عبر مشاركتهم... لهذا أنا سعيدة بأكرم وفريقه لأنّهم يعطون نموذجاً يحتذى... الخطوة الثالثة هي فهم أنّ هيكل ليغو ليغا نجاح جداً لأنّه يعني بأنّك تنجح لأنّك الأفضل وليس لأنّ الآخرين فشلوا».أنهى أكرم حديثه بذكر مدى مساهمة الشاب المتفوق عبد الرحيم السيد سليمان (19 عام) الذي ساهم دخوله في تدريب الفريق بتحقيقه المركز الأول.أعضاء الفريق:جنى الطويل 7 أعواممازن الطويل 13 عامهمام السيد سليمان 13 عامصفوح الطويل 14 عامبشر السيد سليمان 14 عامعبد الحميد المغير 14 عاممدرّب الفريق:محمد أكرم الطويلمساعدو المدربعلا عبارةعبد الرحيم السيد سليمان