أطلق مسيرتك المهنية في السويد: 4 نصائح للباحثين عن عمل

هل تريد الانطلاق بمسيرتك المهنية في السويد؟ هل تواجه تشتتاً في بحثك عن عمل في السويد؟ إليك هذه النصائح الأربعة التي ستفيدك بالتأكيد، وقد تكون هي الفارق في حياتك المهنية الحالية والمستقبلية:

أولاً: اعرف من أين تبدأ

قد يكون عدم حصولك على جنسيّة السويد أو أحد بلدان الاتحاد الأوروبي معيقاً أحياناً، خاصة وأنّ حاملي هذه الجنسيات يمكنهم المضي للعمل في السويد دون الحصول على إذن بالعمل. أمّا من لا يحمل هذه الجنسية فعليه الحصول على إذن للعمل. 

وإن كنت تريد المغامرة والمجيء دون الحصول على إذن، أو كنت موجوداً في السويد بالفعل دون إذن عمل، فيمكنك التقديم على إذن عمل بعد أن تفهم القوانين التي تنطبق عليك. يمكنك الحصول على معلومات تفصيلية عن وضعك من خلال موقع وكالة الهجرة السويدية Migrationsverket. وكذلك من خدمة التوظيف العامة السويدية Arbetsförmedlingen المتوفر باللغة العربية.

من الأفضل أن يكون لديك عرض عمل، فتصبح الأمور أكثر سهولة، وأقرب للروتينية. في عام 2018 فحصت وكالة الهجرة السويدية 51430 عمل، وتمّت الموافقة على 80% منها.

تبقى المشكلة في القواعد التي تمّ تطبيقها في عام 2015 والتي تحكم تمديد إذن العمل، وهو الذي بات أمراً مرهقاً لكون أيّ خطأ إداري صغير يمكن أن يؤدي لرفض الطلب، ما يترك العمّال الأجانب في حالة دائمة من التوتر والفزع.

ثانياً: ادرس السويدية:

رغم أنّ الأمر قد يبدو بديهياً، لكنّ الكثيرين من الباحثين عن عمل يخطؤون ويعتقدون بأنّ إتقانهم للإنكليزية سيكفيهم لإيجاد عمل في السويد.

قد يكون هناك أعمال يكفي فيها الإنكليزية، يمكنك إيجاد بعضها هنا. لكن لنكن واقعيين، فحتى في الشركات التي يجب على الموظفين التحدث فيها بالإنكليزية، سيميل أرباب العمل لتوظيف من يملك حدّاً أدنى من القدرة على التحدث بالسويدية على الأقل.

تنصح منظمة ÖppnaDörren، وهي مبادرة لمساعدة القادمين الجدد إلى السويد بإنشاء شبكة في السويد، الجميع بتعلّم السويدية لكونك ستخسر اجتماعياً دونها، خاصّة أنّ الكثيرين من أرباب العمل يمنحون اللغة السويدية قيمة أكبر ممّا هي عليه في سياق أداء العمل.

عندما تقدّم سيرتك الذاتية احرص على اختيار أحد اثنين: إمّا أبقها باللغة الإنكليزية إن لم تكن متأكداً من ترجمتها بشكل دقيق، فالترجمة السيئة التي لا تعتمد الطريقة التي يتحدث فيها المحليون ستسيئ لسيرتك الذاتية، وإمّا ترجمها واحتفظ برسالة تحفيز تتلاءم مع بنية السير الذاتية في السويد، مثل وضع صورة رأسية في أعلى السيرة الذاتية.

ثالثاً: تجنّب سوء الفهم الثقافي

أحياناً الأشياء ذاتها تكون مقبولة وغير مقبولة في السويد. صدقني هذه الجملة لا تحمل أيّ تناقض. مثال: من الطبيعي أن يأتي الموظفون إلى عملهم وهم يرتدون الجينز والتي-شيرت، لكنّ الأمر لن يعطي انطباعاً حسناً عنك إن ارتديت ذلك في مقابلة العمل الأولى. بذات الوقت، لن تعطي بدلة عمل رسمية بالكامل – ما لم يكن للعمل قانون لباس – صورة أفضل عنك من لباس أنيق بسيط (بنطال وقميص للذكور، وفستان غير مبهرج أو بنطال وقميص للإناث).

السويديون عموماً منظمون ودقيقون، لذلك تأكّد من إحضار كامل ما يتطلبه العمل معك، والأهم أن تأتي في الوقت المحدد. واحذر من القدوم أبكر من اللازم إلى مقابلة العمل، فقدومك في وقت أبكر من موعدك بكثير سيعتبر من الوقاحة ولن يتم التسامح معه. الوقت المثالي أن تكون في مكان المقابلة قبل 10 دقائق من الموعد.

رابعاً: حافظ على رأسك منخفضاً

حتّى بعد حصولك على الوظيفة، تذكّر أنّ الإسكندنافيين عموماً لديهم الكثير من الاختلافات الثقافية عن الأجانب. مثال: لدى السويديين أمراً يسمّى «قوانين اليانتِه»، وهو أمر يعتبره الكثيرون من الأجانب الطموحين بأنّه لعنة عليهم، فهو يفرض عليهم قيود غير مرغوبة تلاحقهم كلّ مرّة يحاولون البروز بأن تأتي وتردعهم وكأنّها تقول: «لا تعتقد بأنّك مميّز».

لكن في الوقت ذاته، سيصدم القادمون من أماكن العمل الشاقة بمدى الاسترخاء التي تبدو عليها أماكن العمل السويدية. أماكن العمل السويدية بما تحويه من ميزات قد تكون حلماً لمن يتمكن من التأقلم، سواء بما يخص سياسات الإجازات الخاصة بالأهل، أو بالتسلسل الهرمي غير الصلب.

من الأمثلة التي قد تذهلك أيضاً، هي أنّ لا أحد سيرى في بقاءك في المكتب بعد انتهاء وقت العمل نوعاً من التفاني، بل وقد يوبخك مديرك على هذا العمل. إن أردت العمل في السويد بارتياح، فكن كالجميع بكل بساطة.