في تحول فلكي مهم، يستعد العالم لاستقبال الانقلاب الشتوي لعام 2023، والذي يمثل نقطة تحول في الظروف المناخية والفلكية. من المعلوم أن ظاهرة الانقلاب الشتوي تعني وقتاً مظلماً هو الأحلك خلال العام؛ فعدد ساعات سطوع الشمس قليل للغاية، والشمس في أدنى مستوياتها في السماء التي تُرى من نصف الكرة الشمالي وشمال الدائرة القطبية الشمالية، إذ إن هناك ليال قطبية لا تشرق الشمس فيها على الإطلاق، كما في كيرونا التي لا تشرق فيها الشمس من 12 إلى 31 ديسمبر/ كانون الأول.وحسب التقويم الفلكي لهذا العام، سيحدث الانقلاب الشتوي في 22 من ديسمبر/ كانون الأول عند الساعة 4:27 صباحاً بتوقيت السويد، ليمثل بذلك أقصر يوم في السنة، وأطول ليلة يمر بها الناس. الانقلاب الشتوي على مر التاريخكان لهذا الحدث في الماضي مسميات وتفسيرات مختلفة، حيث كان يُعرف بـ "ستاربراك" "starbrak"، وكان الناس يعتقدون أن قوى خارقة تنشط خلال الليل الطويل.وفي عصور ما قبل المسيحية، كان للانقلاب الشتوي أهمية ثقافية كبيرة وكان الاحتفال بعيد الميلاد مرتبطاً في الأصل بالانقلاب الشتوي.وفي الإمبراطورية الرومانية، كان يحتفل بمهرجان الشتاء Saturnalia في وقت الانقلاب الشتوي، أما هنا في بلدان الشمال الأوروبي فكان لدينا طقوس القرابين Midvinterblot، والتي أصبحت تسمى فيما بعد Jólablot.كيف يؤثر الظلام على حالة الإنسان النفسية؟تترك فترة الظلام التي تسبق الانقلاب الشتوي، تأثيراتها على الحالة النفسية للأفراد، حيث يميل الناس إلى الشعور بالتعب والاكتئاب، ويُعزى ذلك إلى زيادة إنتاج هرمون الميلاتونين، الذي يُعرف بأنه "مساعد النوم" الطبيعي للإنسان، والذي يمكن أن يؤثر بدوره على الناقل العصبي السيروتونين، المسؤول عن تنظيم المشاعر والمزاج.أما الجانب الإيجابي، فإن الانقلاب الشتوي يعني أننا نتحرك نحو أوقات أكثر إشراقاً يوماً بعد يوم وأن الأيام تصبح أطول فأطول.