تم بيع سيارة مرسيدس-بنز 300 SLR Uhlenhaut Coupé التي صُنعت عام 1955 في 5 مايو/ أيار 2022 في مزاد علني من قبل شركة Sotheby في شتوتجارت في ألمانيا حيث بيعت بمبلغ 142 مليون دولار (115 مليون جنيه إسترليني أي 135 مليون يورو). وبهذا، حصلت على لقب أغلى سيارة تم بيعها في العالم على الإطلاق بضعف الرقم القياسي السابق الذي بلغ 70 مليون دولار (52 مليون جنيه إسترليني أي 60 مليون يورو) والذي تم دفعه مقابل فيراري 250 جي تي أو (4153 جي تي) 1963، في عام 2018.هذا وحصلت على لقب أغلى سيارة تم بيعها في مزاد، حيث بيعت بمبلغ وصل إلى 48 مليون دولار (37 مليون جنيه إسترليني أي 41 مليون يورو)، ما يعادل ضعف الرقم القياسي السابق، والذي تم دفعه مقابل فيراري 250 جي تي أو1962، في عام 2018.ما سبب تميز هذه السيارة وبيعها بهذه المبالغ الطائلة؟ تم صنع اثنتين فقط من سيارات Uhlenhaut Coupés، حيث تُعد ندرتها الشديدة وتصميمها الفريد وتاريخها الغني، من العوامل التي وصلت بها إلى تسجيل هذه الأسعار القياسية. هذا وكان يتم تمويل سيارات السباق من مرسيدس-بنز من قبل النظام النازي قبل الحرب العالمية الثانية، والتي سيطرت على حلبات سباق السيارات طوال الثلاثينيات من القرن الماضي، حيث فازت بعدة جوائز كبرى، وتم إطلاق لقب السهام الفضية عليها. بعد الحرب، وفي عام 1954، عادت مرسيدس-بنز إلى ساحة سباقات السيارات واستأنفت من حيث توقفت، حيث فازت ببطولة العالم للفورمولا 1 في عامي 1954 و 1955، والتي حققها خوان مانويل فانجيو Juan Manuel Fangio من الأرجنتين بقيادته لأحدث إصدار لها آنذاك، الـ W196R.تم تصنيع SLR 300 المكشوفة والمُحدّثة من W196R، والتي حققت نجاحاً مماثلاً في بطولة العالم للألعاب الرياضية لعام 1955، و فازت بسباق ميل ماغليا Mille Miglia، اللقب الذي حصل عليه سترلينغ موس Stirling Moss من المملكة المتحدة بقيادته لها. ومع ذلك، وبعد شهر واحد، وأثناء قيادته اثنتين من SLR 300 في سباق الـ 24 ساعة، Le Mans، قام سائق المرسيدس بيير ليفيغ Pierre Levegh بالاصطدام بالسيارة التي كانت أمامه أثناء قيادته بسرعة عالية، ما أدى إلى اندفاع سيارة ليفيغ إلى الحشد، الأمر الذي نتج عنه حريق أدى إلى وفاة ليفيغ وخسارة 84 متفرجاً لحياتهم. قامت مرسيدس بإنهاء برنامج رياضة السيارات الخاص بها بعد هذا الحادث الكارثي، وبقيت على هذا الحال لمدة ثلاثين عام.انتقل فانجيو Fangio لقيادة الفيراري ليفوز بلقبه الرابع في الفورمولا 1 في عام 1956، كما فاز بلقبه الخامس أثناء قيادته مازيراتي في عام 1957، حيث أصبح بذلك أكبر بطل عالمي يحقق الفوز في الفورمولا 1 عن عمر يناهز 46 عاماً، وهو رقم قياسي يحمله حتى يومنا هذا. توفي فانجيو عام 1995 عن عمر يناهز 84 عاماً وظل محافظاً على الأرقام القياسية في سجله في معظم بطولات العالم للفورمولا1 حتى عام 2003 عندما حقق الألماني مايكل شوماخرMichael Schumacher بطولته السادسة. هذا ويتم مشاركة الرقم القياسي حالياً بين شوماخر والبريطاني لويس هاميلتون Lewis Hamilton ، مع سبعة انتصارات لكل منهما.قبل وقوع حادث سباق Le Mans، طلب كبير مهندسي رياضة السيارات في مرسيدس، رودولف أولينهاوت Rudolf Uhlenhaut، بوضع اثنين من هياكل الـ W196 التسعة جانباً لتعديلها واستخدامها في صنع سيارات السباق الهجينة 300SLR المكشوفة وسيارة الإنتاج 300SL، حيث تم الاعتراف بالسيارة الناتجة ذات الأبواب المُجنّحة والمحرك الأكبر الذي تصل سعته إلى 3.0 لتر، كنسخة قانونية لسيارة الطريق 300 SLR، إلا أنه تم إغلاق مشروع 300 SLR بعد انسحاب مرسيدس من رياضة السيارات، وهو القرار الذي تم اتخاذه قبل حادثة Le Mans، حيث توقف صنعها ولم يتبق منها سوى نموذجين أوليين في العالم.قام رودولف أولينهاوت بالمطالبة بواحدة من هذه النماذج التطويرية واستخدمها كسيارة للشركة، حيث كانت أسرع سيارة طريق في ذلك الوقت بسرعة قصوى بلغت حوالي الـ 180 ميلاً في الساعة (290 كم / ساعة). هذا وعززت الظروف الخاصة وراء إنشائها، إلى جانب أدائها القوي وتصميمها المميز، الأساطير التي تم تداولها عن سيارات Uhlenhaut Coupé الرياضية، إذ صرّح مؤرخ السيارات كارل لودفيجسن Karl Ludvigsen لشركة Hagerty: "إن سبب ارتفاع أسعار هذه السيارات هو ببساطة عدم بيعها مطلقاً"، كما أوضح أن السيارات "من تلك الفئة" لم يتم بيعها رسمياً من قبل مرسيدس-بنز. هذا ويُعتقد أنه يتم النظر في أوضاع المشترين المحتملين من قبل المسؤولين في شركة RM Sotheby للتأكد من استيفائهم للمعايير الصارمة التي تجعلهم مؤهلين لامتلاك Mercedes-Benz والتي تتمثل بكونهم أثرياء بما فيه الكفاية لشراء السيارة، والأهم من ذلك، استعدادهم لعرضها في المناسبات الخاصة.يمكن أن يؤدي بيع سيارات Uhlenhaut Coupé، والذي حطم الرقم القياسي الآن، إلى الدفع بقيمة السيارات النادرة الأخرى المرغوبة بشدة إلى مستويات عالية جديدة، إذ إنه يسلط الضوء على النمو السريع لسوق السيارات الكلاسيكية على مدى السنوات الأخيرة، مع عرض لنماذج تنافس الآن الأسعار المدفوعة للأعمال الفنية الشهيرة في القرن العشرين.هذا وقال ماركوس بريتشفيردت Marcus Breitschwerdt، رئيس تراث مرسيدس-بنز: إن" المشتري الخاص لسيارة 300 SLR Uhlenhaut Coupé وافق على أن تظل السيارة متاحة للعرض العام في المناسبات الخاصة"، في حين ما تزال سيارة Uhlenhaut Coupé الثانية مملوكة من قبل شركة Mercedes-Benz، حيث يتم عرضها في متحفها في شتوتغارت.هذا وسيتم إنشاء "صندوق Mercedes-Benz" عالمي، الذي ستذهب عائدات البيع من خلاله إلى توفير منحٍ دراسية للشباب الذين يدرسون العلوم البيئية وإزالة الكربون.