يعاني أكثر من 200 ألف شخص في السويد من ما يُعرف بمتلازمة التكديس القهري، وهي حالة تسبب معاناة شديدة للمصابين بها، وتدفع كثيرين إلى العزلة أو حتى مواجهة خطر الإخلاء من منازلهم. ويطالب الاتحاد السويدي للوسواس القهري (OCD-förbundet) الآن بإدراج هذه المتلازمة ضمن قائمة الأمراض الشعبية في البلاد، وفق ما أفاد به راديو السويد. وقالت نائبة رئيس الاتحاد، غونيلا إيكهولم، في تصريحات للراديو: «التكديس القهري لم يعد أمراً مجهولاً اليوم، ومن الضروري تقديم المساعدة لمن يعانون منه». اضطراب الاكتناز أو التكديس القهري هو حالة نفسية تتمثل في صعوبة مستمرة في التخلص من الأشياء، حتى لو لم تكن ذات قيمة، ما يؤدي إلى تكدّسها بشكل يعيق الحياة اليومية. غالباً ما يرتبط هذا الاضطراب بالشعور بالقلق أو الخوف من فقدان شيء «قد يُحتاج إليه يوماً ما». استيفاء معايير المرض الشعبي بحسب المعايير المعتمدة في السويد، يجب أن يصيب المرض ما لا يقل عن 1٪ من السكان وأن يؤدي إلى عواقب خطيرة على الفرد والمجتمع حتى يُدرج كمرض شعبي. ويرى العامل الاجتماعي في فريق مكافحة التكديس التابع لبلدية ستوكهولم، يوهان أوغرن، أن هذه الشروط متوفرة بالفعل. وقال أوغرن في تصريحات للراديو: «إذا قارنا مع مرض السكري، الذي تحظى رعايته بتوجيهات واضحة في الرعاية الصحية، نجد أننا نحتاج إلى نهج مماثل تجاه التكديس القهري. نحن بحاجة إلى تحسين تعاملنا مع هذه الحالة، لأن أعداد المتأثرين كبيرة، والنتائج سلبية جداً على المجتمع والأفراد». وبحسب اتحاد الوسواس القهري، فإن متلازمة التكديس القهري تصيب ما بين 2 إلى 6 في المئة من السكان. وتظهر الأعراض غالباً في مرحلة الطفولة أو المراهقة، لكن يمكن أن تبدأ أيضاً في مراحل لاحقة من الحياة. وتُعد الحالة مزمنة، وغالباً ما تتفاقم مع مرور الوقت. وعلى الرغم من أن السبب الدقيق للمرض لا يزال غير واضح، فإن وجود تاريخ عائلي للإصابة يدعم فرضية العامل الوراثي. دعم محدود في ثلاث مدن فقط يعاني المصابون بالتكديس القهري من شعور عميق بالعار والمعاناة النفسية، وغالباً ما يؤثر ذلك على قدرتهم على العمل والحياة الاجتماعية. كما يواجه العديد منهم خطر العزلة أو الطرد من منازلهم. حالياً، لا يتوفر دعم خاص بهذه الفئة سوى في ثلاث مدن سويدية فقط: ستوكهولم، يوتيبوري، ومالمو. وأشار الاتحاد إلى أن المتلازمة كانت تُصنف سابقاً كنوع فرعي من الوسواس القهري، لكنها أصبحت اليوم تشكل تشخيصاً مستقلاً ضمن تصنيف «الوسواس القهري والاضطرابات ذات الصلة» في الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية DSM-5.