حذّرت وزيرة الدولة الألمانية لشؤون أوروبا، آنا لورمان، من أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون "حريصاً للغاية" بشأن فرض حد أقصى لسعر جميع واردات الغاز التي تدخل الكتلة. هذا وحظيت فكرة وضع سقف لسعر الغاز على مستوى الاتحاد الأوروبي زخماً في الأسابيع الأخيرة بعد أن حطّمت الأسعار أرقاماً قياسيّة جديدة في أغسطس / آب وارتفعت فواتير الكهرباء إلى مستويات عالية.وأبدت إيطاليا وبلجيكا واليونان والسويد وبولندا دعمها لهذه المبادرة، التي ما تزال في مراحلها الأولى. إلا أن ألمانيا، أكبر مستهلك للغاز وأقوى اقتصادات الاتحاد الأوروبي، لا تزال معارضة للفكرة، حيث تعتقد أن الإجراء يمكن أن يخيف المورّدين ويهدد أمن الإمدادات داخل الاتحاد.تشير لورمان إلى أن وضع سقف للسعر من الاتحاد الأوروبي بمنأى عن باقي دول العالم، فإن الغاز سيذهب إلى هذه الدول وسيعاني الاتحاد من نقص إمدادات الغاز. وتقول: "أعتقد أننا يجب أن نكون حذرين للغاية مع هذه الأنواع من سقف الأسعار وأن نفعل كل ما في وسعنا لتوزيع هيكل التوريد لدينا. سوف يساعد ذلك أيضاً في معالجة قضايا الأسعار".تقترح الوزيرة حلّاً بديلاً من خلال تعامل الاتحاد الأوروبي بشكل مباشر مع مورّدي الغاز الرئيسيين والتفاوض على أسعار أقل، قائلة: "سيكون من المهم أن نناقش مع موردي الغاز الفرديين، مثل النرويج، سبل خفض السعر لأن لديهم مصلحة كبيرة في الاتحاد الأوروبي والسوق الأوروبية"، وتتابع: "ولكن بشكل عام، لا يوجد بديل عن إيجاد طرق فعليّة لكيفية استخدام الطاقة بشكل أكثر كفاءة وكيف يمكننا بناء نظام طاقة مستدام يعتمد بشكل أساسي على المصادر المتجددة".من جهتها، قالت النرويج إنها "متشككة" بشأن تحديد سقف للسعر ولكنها منفتحة على إيجاد حلول. يذكر أن الفائض التجاري للبلاد وصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق بنحو 20 مليار يورو في أغسطس / آب، ويرجع ذلك في الغالب إلى ارتفاع أسعار الغاز. وتدرس المفوضيّة الأوروبية المخاطر المحتملة لهذا الإجراء، بما في ذلك تأثيره على الغاز الطبيعي المسال، ولم تقدّم بعد اقتراحاً رسمياً للوزراء لمناقشته.في الوقت الحالي، سوف يركّز الاتحاد الأوروبي على توفير الكهرباء خلال ساعات الذروة ووضع حد أقصى للإيرادات الفائضة التي تحققها محطات الطاقة غير الغازية وضرائب على فائض الأرباح التي تجنيها شركات الوقود الأحفوري. قالت لورمان: يمكننا استخدام هذه الفوائض وإعادتها للمستهلكين والماطنين، لا سيما المحتاجين، حتى نخفّض الأسعار بالنسبة لهم". أشارت الوزيرة إلى أن إجراءات الاتحاد الأوروبي هي نقطة انطلاق "جيدة جداً" ولكن ينبغي استكمالها بجهد إضافي على المستوى الوطني لتعزيز مصادر الطاقة المتجددة. تقول: "أنا مقتنعة تماماً أننا إذا تابعناهم، يمكننا أن نجتاز هذا الشتاء وأيضاً تهيئة الظروف لجعل اقتصاداتنا مستدامة بدون إمدادات الطاقة الروسية".يذكر أنه من المقرر أن يجتمع وزراء طاقة الاتحاد الأوروبي في 30 سبتمبر / أيلول لمناقشة إجراءات الطوارئ وإعطاء الضوء الأخضر لها.مقالات ذات صلة : في ظل أزمة الطاقة: طرق لتجفيف الغسيل بشكل مستدام بحسب الخبراءما هي الخطوات التي سوف تتبعها دول الاتحاد الأوروبي للتعامل مع أزمة الطاقة هذا الشتاء؟السويد أصبحت أكبر مصدّر للكهرباء في أوروبا وتفوّقت على فرنسا لهذا السبب