أخبار السويد

أماني.. أحبطني سوق العمل السويدي قبل أن أنجح بمساعدة من زوجي

أماني.. أحبطني سوق العمل السويدي قبل أن أنجح بمساعدة من زوجي
 image

عروة درويش

أخر تحديث

Aa

أماني.. أحبطني سوق العمل السويدي قبل أن أنجح بمساعدة من زوجي

أماني دسوقي، فلسطينية-سورية الأصل، وصلت إلى السويد في لمّ شمل في 2016. عانت كثيراً لإيجاد عمل رغم مؤهلاتها وجهودها. حصلت في النهاية على العمل الذي ترغب به، لكنّها تدرك مدى صعوبة سوق العمل السويدية. لكنّ تجربة أماني في السويد تجربة إيجابية في العموم وتستحق تفاصيلها أن تُروى.

درست أدب إنكليزي ومحاسبة في سورية، ولديها خبرة في العمل مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لتسعة أعوام. وتسكن اليوم في كارلسكوغا بالقرب من أوربرو.

بذلت كلّ الجهود الممكنة

منذ وصول أماني إلى السويد وهي تعمل لإتقان اللغة وتعديل شهادة الأدب الإنكليزي بهدف الحصول على عمل وعدم الجلوس. لكنّها واجهت نسخة مختلفة عن حقيقة سوق العمل في السويد مقارنة بطموحاتها.

ساعدت الكومون منذ وصولها بالترجمة مع المهاجرين بسبب إتقانها اللغة الإنكليزية، واعتبرت الأمر كفرصة للتعرّف على سوق العمل. بسبب المساعدة التي قدمتها، وجد لها الكومون عملاً في (الاس.افي) بعقد مدته عام في 2018. لم يكن العمل هو ما تأمل أماني به، ولكنّها قبلت به بأيّ حال.

كانت تريد وظيفة تتناسب مع خبراتها العملية في سورية، ولهذا استمرّت بالتقديم على جميع الوظائف الممكنة، والخضوع لدورات تدريبية متنوعة.

تقول بأنّ المشكلة التي واجهتها قد شخصها لها أحد المدربين الذين خضعت لدوراتهم: الناس الذين يحصلون على عمل في السويد عبر تقديم سيرتهم الذاتية هم فقط 20٪ من المتقدمين، بينما يحصل 80٪ على الوظائف من خلال العلاقات.

قاربت اليأس

انتقلت بعد ذلك إلى كارلسكوغا وسجّلت في الجامعة واستمرّت بالدراسة والخضوع لدورات تدريبية والعمل كبراتيك، ولكن أرهقها تقديم السير الذاتية بحثاً عن عمل دون نتيجة، وجعلها تشعر بالإحباط كثيراً وبأنّها لم تعد تدرس لتزيد خبراتها، بل فقط لملء الوقت.

كانت قد وصلت إلى نوع من اليأس، خاصة عندما كانت تقرأ الدراسات التي تنشرها الصحف السويدية وينوّه إليها دكتورها في الجامعة، من أنّ أصحاب العمل يميلون لعدم قبول الأشخاص الذين تدلّ أسماؤهم على أنّهم من خلفيات أجنبية.

لكن فجأة انحلّت مشكلة أماني. تقول: «سبحان الله، في شهر 6 الماضي ودون أن أتوقع، اتصل فيني المسؤول في مكتب العمل وأخبرني عن فرصة كان قد مضى على تقديمي عليها وقت طويل. خضعت للاختبارات اللازمة، ووضعت الريفرنس الذي جمعته خلال وجودي في السويد وحصلت على العمل».

ربّما هناك عنصريون ولكن السويد ليست عنصرية!

لم تتعرّض أماني لأيّ نوع من العنصرية المباشرة، لا أثناء حياتها اليومية، ولا أثناء دراستها وعملها. تضيف: «أثناء العمل والبراكتيك كنتُ أتعامل معاملة مميزة لدرجة أنّهم في واحدة من فترات البراكتيك كانوا يحتفلون وكنت صائمة في رمضان، فانتظروا إلى ما بعد وقت الإفطار ليحضروا الكيك كي أحتفل معهم».

تجنبت أماني أن تعمم تجربتها فيما يخصّ العنصرية، تقول: «أحزن على وضع الناس الذين يتعرضون للعنصرية، ولكنّ تجربتي الشخصية لم تضعني في امتحانها».

لولا زوجي لما نجحت

لم ترد أماني أن تبخس زوجها حقّه في دعمها ودوره في قدرتها على احتمال الصعوبات والتطور: «جوزي كان داعم كبير لإلي دائماً. لما كنت عم ادرس الساسات كنت روح من مدينة لمدينة وياخد معي الطريق لحالو ساعة ونص بس هو كتير شجعني كفي ودايماً يدعمني. حتى بالفترة يلي درست فيها بالجامعة كمان الوضع مو سهل بغير مدينة ونحنا عيلة فيا تلت ولاد فدايماً كان يشجعني ويدعمني. حتى بشهادة السواقة هو يلي دربني وساعدني كتير لأخدها».

بالنسبة لي فتجربة أماني هي واحدة من التجارب المتوازنة التي استمعت إليها، فأماني عانت من الصعوبات ولم تعش في «الجنّة» عند وصولها إلى السويد، ولكنّها أيضاً لم تواجه «الجحيم»..

ختمت أماني حديثها بأنّها مرتاحة ومتأقلمة في السويد، وحصولها على عمل جعلها تشعر بالاستقرار. ما ينقصها اليوم لتكتمل سعادتها هو فقط لقاء أهلها الذين لا يزالون يسكنون في سورية. 


تنويه: المواد المنشورة في هذا القسم تنشرها هيئة تحرير منصة أكتر الإخبارية كما وردت إليها، دون تدخل منها - سوى بعض التصليحات اللغوية الضرورية- وهي لا تعبّر بالضرورة عن رأي المنصة أو سياستها التحريرية، ومسؤولية ما ورد فيها تعود على كاتبها.

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - أخبار السويد

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©