مجتمع

كيف تصف نفسك سويدي أم عربي؟ ولماذا؟

Aa

كيف تصف نفسك سويدي أم عربي؟ ولماذا؟

كيف تصف نفسك سويدي أم عربي؟ ولماذا؟

أنت سويدي أم عربي؟ هل يؤثّر وصفك على تمثيلك ومستقبلك؟

في الحقيقة، ومهما كانت إجابتك: عربي، أم سويدي، أم سويدي من أصل عربي، فلستَ وحيداً في شعورك بين من يعودون بأصولهم إلى العرب، أو بين عموم من يعودون إلى أصول مهاجرة. لكن ما تأثير هذا الأمر على حياتك؟ وما الذي يعنيه تعريفك لنفسك؟ وهل يمكن أن تقع ضحيّة التمثيل الزائف من السياسيين؟ قد تكون هناك بعض الإجابات لذلك تساعدنا فيها الباحثة كارولين أدولفسون التي تحدثت مع فريق “أكتر”.

مهاجرون أكثر

وفقاً لبيانات مكتب الإحصاء السويدي، فمن المتوقع أن يزداد عدد المؤهلين للتصويت في انتخابات البلديات والمقاطعات السويدية القادمة ليصل إلى 670 ألف شخص، أي بزيادة قدرها 130 ألف شخص عن الانتخابات الماضية في 2018. ومن المتوقع أن تكون هذه الزيادة بنسبة 54,9٪ للرجال، و45,1٪ للنساء.

لكن ما الذي سيعنيه في هذا السياق تعريف هؤلاء لأنفسهم بكونهم «سويديين» أم «أجانب في السويد»؟

Stig-Åke Jönsson / TT
قد يكون السبب في الالتصاق بالهوية القومية أو العرقية، بشكل مفرط على الأقل، ردّ فعل على التمييز أو عدم القبول في المجتمعات الجديدة

ما الذي يعنيه تعريفك لنفسك؟

تواصل فريق "أكتر" مع الباحثة في الهجرة الدولية والعلاقات العرقيّة «IMER» في جامعة مالمو: كارولين أدولفسون Caroline Adolfsson، لمحاولة فهم بعض الأمور عن الاعتزاز بالانتماء العرقي وتداعياته.

تبدأ كارولين حديثها بالتركيز على أنّ العلوم الاجتماعية تقدّم لنا فقط رؤى عن سلوك الأفراد. ومن خلال دراسة سلوك الأفراد يمكن استخلاص معايير لتسليط الضوء على الكيفيّة التي يمكن فيها للهويات الجماعية المشتركة أن تؤثّر على الأفراد.

تشير كارولين إلى أمر مثير للاهتمام ذكرته في مقالة علمية لها بعنوان: «أنا لستُ سويدياً سويدياً». فقد لاحظت بأنّ ما يسمّى بالهويات المنقولة «Hyphenated identities» والتي تعني بشكل مبسط الهوية العرقيّة أو القوميّة التي يحوزها الإنسان إضافة إلى الهوية الرسمية للبلد التي يملك جنسيتها، أقل شيوعاً بين القادمين من بلدان أوروبا الغربية، بالمقارنة مع الآخرين.

Drago Prvulovic / TT
هناك احتمال أن يكون الفخر الذي يشعر به المرشحون الجدد عموماً بانتمائهم القومي هو حقيقي.

هل التمييز ضدنا يدفعنا أكثر لهويتنا؟

قد يكون السبب في الالتصاق بالهوية القومية أو العرقية، بشكل مفرط على الأقل، ردّ فعل على التمييز أو عدم القبول في المجتمعات الجديدة. أي إذا ما أردنا استخدام كلمات علم النفس التطوري: ردّ فعل رئيسي دفاعي للنجاة.

بالرغم من ذلك، فهذا فقط واحد من التفسيرات، ويمكن أن يكون هناك تفسيرات أخرى كثيرة في الوقت ذاته. بالنسبة للباحثين أمثال كارولين، فمن المفهوم أنّ هؤلاء الأفراد في المجتمع الذين يواجهون التحيّز والعداء قد يكون ردّ فعلهم لمحاربة الأمر بالعثور على الاعتزاز في هويتهم العرقية. على سبيل المثال، يمكن للمرء أن يتساءل عما إذا كانت الهوية العرقية لشخص سويدي من أصل فنلندي ستكون ذات أهمية عند الترشح لمنصب.

تقول كارولين أيضاً بأنّ تعريف الهويات بين أعضاء المجتمع يختلف باختلافهم. لذلك، قد لا يكون هناك دائماً توافق جماعي حول سمات الهوية المختلفة. ففي الوقت الذي قد يرى فيه فرد ما نفسه بأنّه «شرق أوسطي»، فقد يراه شخص خارجي على أنه سويدي، والعكس صحيح. من المهم أيضاً ملاحظة أن سمات الهوية لا تنطبق فقط على ثنائي بسيط بين «سويدي» و «غير سويدي» وأن الأفراد يجب أن يشعروا بالحرية في تحديد الهوية بالطريقة التي يرونها مناسبة.

الباحثة كارولين أدولفسون: موقع جامعة مالمو

هل يستغلّ السياسيون هذا؟

إذا ما أغفلنا استغلال اليمين المتطرّف لازدياد عدد المهاجرين في السويد للترويج ضدّهم وإثارة النعرات العرقيّة والقوميّة، هل يمكن أن يقوم السياسيون الآخرون باستغلال هذا الازدياد عبر مرشحين عرب؟

تقابلت "أكتر" مع عدد من المرشحين للانتخابات القادمة الذين كانوا بمجموعهم ينحدرون من أصول عربية، وكان الرابط فيما بينهم أنّهم جميعاً فخورون بشكل أو بآخر بأصولهم ولغتهم العربية، وجميعهم يسعون لتمثيل الفئات المستضعفة في السويد من أجل إحداث تغيير حقيقي.

يجعلنا هذا نطرح سؤالاً هاماً: هل الشعور بالفخر القومي لدى المرشحين من أصول عربية/مهاجرة حقيقي؟

وفقاً للباحثة كارولين أدولفسون، وهي هنا تتحدّث بشكل عام وليس عن حالات محددة، فاحتمال أن يكون الفخر الذي يشعر به المرشحون الجدد عموماً بانتمائهم القومي هو حقيقي. تقول: «أظنّ بأنّ اعتزاز المرشحين الجدد بهويتهم العرقية التي اختاروها هو عنصر مفهوم في شخصيتهم. أفترض بأنّ هذا الاعتزاز لدى هؤلاء أصيل، ولهذا ينبغي الاحتفاء به».

تضيف كارولين بأنّ الذين يترشحون بالنيابة عن منطقة أو دولة فيها الكثير من الناس الذين يشاركونهم هويتهم العرقية قد يجدون في الأمر استراتيجية ذات امتياز لجذب الناخبين، لكنّه لا يقلل بالضرورة من أهميّة شعور هؤلاء المرشحين الفردي بانتمائهم «للعرب» أو لغيرهم.

Erik Nylander/TT
 وفقاً لأبحاث كارولين فالأمور في حالة تحوّل وليس بالضرورة أن تبقى على حالها

قد يكون المستقبل أفضل

تؤيد خبراتنا ما ذهبت إليه الباحثة كارولين أدولفسون بالقول بأنّه من الشائع في السويد أن يتخلى السويديون المولودون في السويد ولكنّهم من أصل مهاجر، عن وسم «سويديين»، وأن ينجذبوا نحو تصنيفات أخرى، وأن يصلوا حدّ الانجذاب إلى وسومات مثل «مهاجرين» بمعنى خارجيين أو حتّى مجتاحين.

لكن وفقاً لأبحاث كارولين، كما ذكرت هي بنفسها، فالأمور في حالة تحوّل وليس بالضرورة أن تبقى على حالها. ويمكننا أن ننقل أملها وأملنا بأن يكون هناك مساحة أوسع وأكبر يمكن للناس من خلالها اختيار الهويات التي تعكس مفاهيمهم الذاتية، والتي يتمّ قبولها من عامة الناس حولهم.

اقرأ أيضاً في “أكتر”:

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - مجتمع

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©