دعت رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في السويد، ماغدالينا أندرسون، إلى ضرورة أن تفرض بلادها وحلفاؤها في الاتحاد الأوروبي مطالب واضحة على الولايات المتحدة، تقتضي السماح للاتحاد بالمشاركة في أي مفاوضات سلام مقبلة بين أوكرانيا وروسيا. وأعربت أندرسون عن انتقادها الشديد للشروط الأمريكية المتعلقة بالحصول على موارد أوكرانيا المعدنية مقابل استمرار تقديم الدعم للبلاد. جاءت تصريحات أندرسون قبيل الاجتماع الطارئ المزمع عقده في باريس يوم الاثنين المقبل، حيث يلتقي كبار القادة الأوروبيين لمناقشة إعلان واشنطن بأن أوروبا “لن يُسمح لها بالجلوس إلى طاولة المفاوضات”. وقالت أندرسون: “ينبغي أن يكون الموقف السويدي واضحًا تمامًا. لا يمكن تقرير مستقبل أوكرانيا من دونها، إذ يجب أن تشارك مشاركة كاملة في أي مفاوضات سلام محتملة. وفي الوقت نفسه، لا يمكن تقرير أمن أوروبا من دون وجود الاتحاد الأوروبي على الطاولة”. مطالبة بموقف حازم وعن مدى وضوح الرسالة السويدية، لفتت أندرسون إلى أنّ رئيس الوزراء أولف كريسترشون صرّح بأنّ للولايات المتحدة الحرية في اختيار من تريده على طاولة المفاوضات، مضيفةً: “صحيح أنّ الولايات المتحدة هي من توجه الدعوات، لكن بوسع السويد أن تطرح مطالب واضحة تعكس ما نراه ضروريًا. وإذا كان رئيس الوزراء يرى أنه من البديهي أن تكون أوروبا ممثلة في المفاوضات، فيجب أن يتحوّل هذا إلى مطلب صريح من الجانب الأوروبي”. وعن إمكانية إقناع واشنطن بقبول الاتحاد الأوروبي طرفًا في المفاوضات، شدّدت أندرسون على أنّ: “أيّ خيار آخر سيكون أمرًا غير منطقي. يجب على الاتحاد الأوروبي أن يطرح هذا المطلب بوضوح”. “استفزازية للغاية” كما انتقدت أندرسون، باسم حزبها (الاشتراكي الديمقراطي)، اشتراط الإدارة الأمريكية الحصول على الموارد المعدنية الأوكرانية مقابل الاستمرار في مساعدة كييف، ووصفت ذلك بأنّه “استفزازي للغاية”، مضيفةً: “لا يجوز أن تقدم هديةً ثم تطلب مقابلها في وقت لاحق، خصوصًا عندما يكون البلد المتلقي للهبة تحت هجوم في حرب تنتهك القانون الدولي. هكذا لا يتصرف الأصدقاء مع بعضهم”. وعن احتمالية عرض السويد إرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا بعد انتهاء الحرب، قالت أندرسون: “أولًا يجب التوصل إلى سلام واتفاقية سلام مقبولة بالنسبة لأوكرانيا، وتضمن عدم تكرار العدوان الروسي على دول مجاورة مسالمة وديمقراطية. حينها يمكن بحث مشاركة السويد في أي عملية حفظ سلام، علمًا أنّ السويد شاركت في السابق في العديد من المهام المماثلة حول العالم”. من جهته، علّقت وزيرة الخارجية السويدي في بيان موجّه لوكالة الأنباء (TT) قائلًا: “كان موقف رئيس الوزراء، وموقفي أنا شخصيًا، ووزير الدفاع واضحًا للغاية. نتوقع أن يكون الاتحاد الأوروبي حاضرًا على طاولة المفاوضات إذا ما عُقدت. وقد أبلغتُ هذا المطلب مباشرةً إلى مبعوث الرئيس الأمريكي السابق ترامب لشؤون أوكرانيا”.