أخبار السويد

أوبسالا: «شريان حياة للشباب المتأثرين بالجريمة»

أوبسالا: «شريان حياة للشباب المتأثرين بالجريمة» image

عروة درويش

أخر تحديث

Aa

شباب جريمة

أوبسالا: «شريان حياة للشباب المتأثرين بالجريمة»

في أوبسالا، يقف مركز دعم اليافعين المتأثرين بالجريمة STÖDCENTRUM كمورد حيوي للشباب الذين تأثروا بالجريمة، سواء كضحايا أو شهود. فكرة المركز مبتكرة مع توفيرها مجموعة واسعة من الخدمات التي تهدف إلى مساعدة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و21 عامًا في التعامل مع التحديات العاطفية والعملية التي تنشأ عن مثل هذه التجارب. لهذا تواصلتُ مع لين مولين LINN MOLIN، منسقة المركز والأمينة فيه، للوقوف بشكل أعمق وحصري على هذه التجربة.

معالجة العواقب العاطفية للجريمة

يصبح العديد من الشباب ضحايا للجريمة، ويواجهون حوادث مثل السرقة أو الاعتداء أو الاغتصاب أو السرقة أو التهديدات. يمكن أن يكون التأثير العاطفي لهذه التجارب عميقًا. وكما تلاحظ لين مولين من مركز الدعم: «إنّ كونك ضحية لجريمة يمكن أن يثير العديد من الأفكار والمشاعر التي قد يكون من الصعب التعامل معها». 

تشمل ردود الفعل الشائعة الغضب والخوف والحزن والارتباك، مما يجعل الشاب غالبًا يكافح مع الأنشطة اليومية الأساسية مثل الأكل والنوم والتركيز. ومن المهم أن نذكر بأنّه سواء تم الإبلاغ عن الجريمة للشرطة أم لا، يقدم المركز دعمًا سريًا ومجانيًا، مما يضمن حصول كل من الشاب وأسرته على المساعدة التي يحتاجون إليها.

لمعالجة التحديات، يقدم مركز الدعم محادثات داعمة مع علماء واختصاصيين اجتماعيين من ذوي الخبرة. يساعد هؤلاء المحترفون الشباب على معالجة الحدث والتعامل مع المشاعر المعقدة التي تلي ذلك. وتوضّح لين: «من الشائع أن يشعر المرء بالغضب والخوف والحزن. ومن ثم قد يكون من الجيد أن يكون لديه شخص يتحدث إليه».

المساعدة العملية في التعامل مع النظام

بالإضافة إلى الدعم العاطفي، يقدم المركز مساعدة عملية، لمساعدة الشباب وأسرهم في التعامل مع الجوانب القانونية والبيروقراطية التي غالبًا ما تصاحب القضايا الجنائية. يشمل ذلك المساعدة في الاتصال بالشرطة والمدعين العامين وشركات التأمين، فضلاً عن الاستعداد للمثول المحتمل أمام المحكمة. يؤكد المركز أن هذه الخدمات سرية ومجانية، وأن الشباب يمكنهم البقاء مجهولين إذا اختاروا ذلك.

هناك تجارب مماثلة، لكنّ نجاح تجربة أوبسالا يستدعي التقدير

 قالت لين: «نحن نؤمن بحق الشباب في تلقي الدعم في اتصالهم بالشرطة والسلطات الأخرى، بغض النظر عما إذا كانوا هم أنفسهم مشتبه بهم أو ضحايا. في السويد، يُنظر إليك على أنك بريء حتى تتم إدانتك، ولا ينبغي لهؤلاء الشباب أن يخضعوا لعملية الشرطة بمفردهم».

الحساسية الثقافية ودعم الأسر المهاجرة

يولي مركز الدعم اهتمامًا خاصًا باحتياجات الشباب والأسر من خلفيات مهاجرة، والذين قد تكون لديهم تجارب ووجهات نظر مختلفة فيما يتعلق بإنفاذ القانون. يتم تدريب الموظفين في المركز على الحساسية الثقافية وهم يدركون أن العديد من الأفراد لديهم تجارب مختلفة مع السلطات.

تشير لين مولين إلى مدى اهتمامهم لحساسية الانتماءات الثقافية: «من مهمتنا إعلام الناس بعناية بحقوقهم والمجموعة الواسعة من الدعم الذي قد يحق لهم الحصول عليه. نحن نقدم دائمًا مترجمًا إذا لزم الأمر، كما نتمتع بإمكانية الوصول إلى المختصين samhällsvägledare المنتمين إلى ثقافات مختلفة في أوبسالا Uppsala الذين يمكنهم المساعدة في طمأنة الأسرة إذا لزم الأمر».

وتشرح مولين بأنّه بالنسبة للأهل والأوصياء الذين قد يجدون صعوبة في فهم النظام القانوني السويدي، يقدم المركز دعمًا إضافيًا. ويشمل ذلك المواد الإعلامية بلغات متعددة وخيار مقابلة مستشار يمكنه شرح العملية وتقديم الدعم العاطفي. التزام المركز بإشراك الأهل واضح: «لدينا مواد وكتيبات بلغات مختلفة ونقضي دائمًا الكثير من الوقت في مساعدة كل من شارك في فهم العملية».

مكافحة الوصمة وتعزيز إعادة التأهيل

إن أحد التحديات المهمة في العمل مع الأحداث الجانحين هو احتمالية الوصمة. ويدرك المركز هذه المخاطر تمام الإدراك ويسعى إلى مواجهتها من خلال التركيز على الفرد بدلاً من الجريمة. وتوضّح مولين: «نحن حريصون جدًا على أن نكون ثقلًا موازنًا لهذه الوصمة وأن نرى بدلاً من ذلك الشخص وراء الجريمة. ونعتقد أن هذا سيساعد الشباب على تجنب مسار إجرامي محتمل».

كما يشارك المركز في الوساطة، وهي العملية التي أظهرت نتائج واعدة في حل النزاعات ومنع الجرائم المستقبلية. في حين أن الأبحاث حول فعالية الوساطة محدودة، فقد وجدت دراسة، أشارت لها مولين، وأجراها الشرطي ستافان سيلين Staffan Sehlin في عام 2009 أن خطر العودة إلى الجريمة انخفض إلى النصف بعد الوساطة، وخاصة في الجرائم ضد الحياة والصحة والحرية والسلام. وتتوافق تجربة مركز الدعم مع هذه النتائج، ويتلقى ردود فعل إيجابية من المدارس تشير إلى أن الوساطة تساعد في نزع فتيل النزاعات وتحسين رفاهية الطلاب المعنيين.

التواصل من أجل المساعدة

بالنسبة لأولئك الذين يحتاجون إلى الدعم، يمكن الوصول إلى مركز دعم الأحداث الجانحين عبر الهاتف أو الرسائل القصيرة أو البريد الإلكتروني، ويمكن ترتيب الاجتماعات في مكتبهم في Kungsgatan 57 B. يكرس فريق المركز نفسه لضمان عدم اضطرار الشباب وأسرهم إلى التعامل مع عواقب الجريمة بمفردهم. وكما قال أحد أعضاء الفريق، «نحن هنا للمساعدة، سواء من خلال النهج الشامل للمركز، والذي يتضمن الدعم العاطفي والعملي، والحساسية الثقافية، والتركيز على الحد من الوصمة، يجعله موردًا لا يقدر بثمن للشباب في أوبسالا الذين يواجهون تحديات الجريمة. ومن خلال تقديم هذه الخدمات، يلعب مركز دعم الأحداث الجانحين دورًا حاسمًا في مساعدة الشباب على التعافي والمضي قدمًا في حياتهم».

إنّ هذا الجهد يجب تثمينه والعمل على دعمه بشتى الوسائل، وتعميم التجربة فيه في جميع مناطق السويد، فهو ممّا يمكن تصنيفه من أنواع الوقاية من الجريمة ومنع الأحداث من الانضمام إليها، وهو أجدى دون شك من العمل الأمني التالي لوقوع الجريمة، وأكثر تأسيساً لمجتمع صحي.

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©