أيهما أفضل في السويد… الشراء أم الاستئجار؟

قبل البدء بتقييم إيجابيات وسلبيات الطريقتين، هنالك شيئاً يجب معرفته، وهو وجود نوعان رئيسيان من العقارات المؤجرة في السويد، النوع الأول وهو عقد إيجار "مباشر"، حيث يمكنك الاستئجار مباشرةً من المالك، وغالباً ما تخضع هذه العقارات لضوابط الإيجار ويمكنك الاستئجار لمدة طويلة، لكن عادةً ما تخصص هذه العقارات عبر نظام قائمة الانتظار، ما يعني احتمالية انتظارك لسنوات عديدة أو حتى عقود قبل أن تكون مؤهلاً للحصول عليها، أما النوع الثاني وهو التأجير "غير المباشر" يعني إما أن تستأجر من شخص لديه عقد إيجار مباشر، أو من شخص اشترى العقار، وأبرز اختلافات هذان النوعان هو مدة الإيجار، ففي الحالة الأولى يمكنك الاستئجار للمدة التي تريدها، أما الحالة الثانية فهي محدودة.

الأعمال الورقية

لا توجد قاعدة في السويد تمنع غير المواطنين أو المقيمين غير الدائمين من شراء العقارات، ولكن يعتبر حصول الوافد الجديد على رهن عقاري أمراً صعباً جداً.

ستحتاج إلى رقم ضمان اجتماعي سويدي أو رقم حماية اجتماعية وإثبات الاستقرار المالي، بالإضافة إلى فحص الائتمان، ما يعني حاجتك إلى سجل التوظيف والضرائب المدفوعة في السويد، ولكن من الممكن لبعض البنوك أن تكون أكثر تساهلاً من غيرها عندما يتعلق الأمر بالأشخاص ذوي العمل الحر أو الوافدين الجدد على سبيل المثال.

تتطلب بعض قوائم انتظار الإسكان رقم حماية اجتماعية، أما بالنسبة للتأجير غير المباشر فإن المطلب الرئيسي هو إثبات مسؤوليتك كمستأجر، من خلال إثبات استقرار الموارد المالية أو تقديم مراجع.

الموقع

السويد بلد واسع، ويعتمد الخيار الأفضل لك على المكان الذي تبحث فيه، حيث تميل المدن الكبيرة إلى المنافسة الشرسة فيما يخص الإيجارات، وشراء العقارات فيها مكلف للغاية، أما في بعض المناطق الريفية تكون فرص الإيجار محدودة ولكن بأسعار أقل بكثير.

عند تحديد الخيار المناسب لك، من الأفضل أن تلجأ إلى استخدام مواقع مثل Hemnet وBooli للاطلاع على أسعار العقارات، ومقارنتها بالإيجارات، والتي تجدها من خلال البلدية أو قائمة انتظار الإسكان، إضافة إلى مواقع الويب مثل Blocket وSamtrygg وQasa.

منزل أم شقة؟

سواء كنت ترغب في العيش ضمن منزل أو شقة، عادةً ما تتوافر خيارات لكل من الاستئجار أو الشراء، ويحتاج المشترون إلى معرفة أن شراء منزل منفصل يختلف تماماً عن شراء شقة في السويد.

إذا اشتريت شقة، فستكون دائماً جزءاً من جمعية الإسكان، ما يعني دفعك رسوماً لهذا الجمعية مقابل إدارتها للمبنى، وينطبق الأمر على بعض المنازل التي عادةً ما تكون منازل متراصّة.

شراء منزل ليس جزءاً من جمعية يعني أنك ستدفع جميع فواتيرك مباشرةً إلى مقدمي الخدمة وأنك مسؤول بالكامل عن المسكن، ما يعني إجراء دراسة قبل الشراء ومواكبة الصيانة عند انتقالك.

الكلفة

لشراء عقار في السويد، ستحتاج عادةً إلى وديعة 15% على الأقل، ويمكن معرفة المبلغ المتوقع أن تدفعه على عقار مملوك باستخدام بعض حاسبات الرهن العقاري وإضافة تقديرات الفواتير والرسوم.

تختلف الفواتير والرسوم بناءً على حجم العقار واستخدام وسائل الراحة، وتختلف الرسوم الشهرية بالنسبة لمالكي الجمعيات السكنية اعتماداً على الوضع المالي للجمعية والخدمات المتضمنة، وعادةً ما تكون رسوماً شهرية ثابتة تغطي الأساسيات مثل الماء والتدفئة بالإضافة إلى تكاليف الصيانة مثل السباكة، أما بالنسبة لمالكي المنازل المنفصلة، فتدفع جميع فواتيرهم بشكل فردي.

تعتبر عملية الشراء رخيصة بشكل مفاجئ، على الأقل بالنسبة لشقق الجمعيات السكنية، حيث لا تحصل عادةً على استطلاع ولا توجد رسوم إضافية سوى رسوم النقل والتي يدفعها إما المشتري أو البائع، وإذا أردت الحصول على قرض عقاري فإنك ستدفع رسوم تسجيل لمرة واحدة وعادةً ما تكون أقل من 2000 كرونة، أما عند شرائك منزلاً منفصلاً فستكون هنالك رسوماً إضافية مثل المسح.

عندما يتعلق الأمر بالإيجار، تخضع العقود المباشرة لضوابط تجعلها خياراً جذاباً إذا تمكنت من الحصول عليها، أما بالنسبة للإيجارات غير المباشرة فهي ليست أغلى بكثير من نظيراتها المباشرة، لكن غالباً ما تكون هنالك رسوماً إضافية 10-15% للعقار المفروش، وإذا كنت تريد استئجار شقة مملوكة لشخص، فلديه الحق في تحديد كلفة الإيجار بناءً على القيمة السوقية الحالية للعقار، أي من الممكن أن يكون أغلى بكثير من الاستئجار من شخص لديه عقد إيجار مباشر، كما يجب الحذر من حالات الاحتيال من أصحاب العقارات عديمي الضمير الذين يتقاضون رسوماً أكثر بكثير من المنطقي، بالرغم من اتخاذ السويد إجراءات صارمة في هذا الخصوص.

هل هذا استثمار؟

بالنظر إلى التاريخ، يعتبر شراء العقارات استثماراً جيداً في السويد، ولكن هذا يختلف اعتماداً على نوع العقار وموقعه، ولا توجد ضمانات على تحقيق الربح من خلال البيع، فمن الممكن أن لا تتاح لك فرصة جيدة للبيع في حال اضطرارك للرحيل عن السويد.

حتى في حالة تحقيق الربح، يتعين على البائعين دفع ضريبة أرباح رأس المال السويدية على 22% من أي أرباح عقارية، على الرغم من إمكانية تأجيل ذلك إلى أجل غير مسمى إذا استخدمت المال لشراء منزل جديد في السويد أو داخل الاتحاد الأوروبي.

مقارنةً بالعديد من البلدان، لم يصمم النظام السويدي لأصحاب العقارات لكسب المال، ولكن تشير العديد من الحالات إلى عكس ذلك، ومع ذلك، لا يعتبر الاستثمار في السويد آمناً.

تحويل المسكن إلى بيت

إذا أردت وضع طابعك الخاص على مكان سكنك، فغالباً ما ستكون مقيداً بما يمكنك فعله بالعقار بصفتك مستأجراً، وحتى لو كنت تملك المسكن، ستكون هنالك بعض القيود ومن الممكن أن تحتاج إلى تقديم طلب للحصول على إذن من مالك الجمعية السكنية للقيام ببعض المشاريع، مثل تركيب غسالة أو إضافة وإزالة الجدران.

تتميز الإيجارات غير المباشرة بقدرتك غالباً على اختيار سكن مفروش، وخصوصاً للفترات القصيرة، ما يجعلها مناسبة للأشخاص الذين يعيشون في السويد لفترة مؤقتة، ولكن من المحتمل أن يتقاضى مالك العقار ما يصل إلى 15% زيادة مقابل المسكن المفروش، لذا فكر فيما إذا كان الأمر يستحق شراء أثاثك الخاص.

الإصلاحات والتجديدات

يتيح لك امتلاك عقارك الخاص إجراء التعديلات التي تريدها عليه، لكنك في نفس الوقت مسؤول بشكل كامل عن القيام بالإصلاحات، أما بصفتك مستأجرا، فإن مالك العقار يصبح المسؤول عن الأعطال مثل تعطل أحد أجهزة المطبخ أو حدوث تسرب.

في حالة شرائك لشقة ضمن جمعية سكنية، ستكون ملزماً بدفع رسوم شهرية يذهب جزء منها إلى صيانة المبنى، وستكون مسؤول فقط عن إصلاح ما هو داخل جدرانك الأربعة، بينما ستهتم الجمعية بأشياء مثل السقف والنوافذ والأبواب والسباكة والكهرباء.

ما هي مدة بقائك؟

تعتبر الإجابة على هذا السؤال أحد أهم العوامل، فإذا كنت في البلد من أجل وظيفة مؤقتة أو للدراسة، فسيكون الاستثمار رهان كبير، نظراً للتكاليف المرتبطة بالأثاث والصيانة والبيع في النهاية.

من ناحية أخرى، إذا كنت مقيماً في مدينة فيها قوائم انتظار الإيجارات المباشرة طويلة، فمن المحتمل أنك ستحتاج إلى الانتقال كثيراً بين الإيجارات غير المباشرة بسبب القيود المفروضة على مدة الإيجار، ما يعني مواجهة التكاليف والضغوط المرتبطة بالانتقال، إضافةً إلى صعوبة الشعور بالاستقرار.

في الختام، لا توجد إجابة صحيحة، ستكون بحاجة إلى اتخاذ قرار مدروس بناءً على ميزانيتك وما هو متاح وخططك المستقبلية.