الثلاثاء، حوالى الساعة الخامسة مساءً، تلقت الشرطة السويدية بلاغاً عن إطلاق نار داخل صالون حلاقة قرب ساحة «فاكسالا تورغ» في وسط أوبسالا. في لحظات، تحول المكان إلى مشهد من الفوضى: شهود عيان تحدثوا عن حالة هلع، المارة ركضوا هاربين أو احتموا بمداخل المباني، والشرطة أغلقت المكان بسرعة. داخل الصالون، عُثر على ثلاثة قتلى تتراوح أعمارهم بين 15 و20 عاماً. كان اثنان منهم يجلسان على كراسي الحلاقة، يرتديان أغطية الرأس الخاصة، ما أكّد أنهما كانا زبونين لحظة وقوع الجريمة. المعلومات الأولية أشارت إلى أن القاتل كان ملثماً، يرتدي ملابس داكنة، أطلق النار مباشرة على رأسي الضحيتين – في ما وصفته الشرطة بأنه «إعدام ميداني بدم بارد». الضحية الأصغر: أيهم أحمد أحد الضحايا كان أيهم أحمد، مراهق في الخامسة عشرة من عمره من منطقة آرستا في أوبسالا. كان أيهم قد خضع لامتحان في مدرسته ذلك اليوم، قبّل رأس والدته قبل الخروج قائلاً لها: «أحبك». بعد الامتحان، قرر الذهاب لقص شعره، ثم العودة مباشرة إلى المنزل. لكنه لم يعد. أيهم، الذي وصفه والده أيمن أحمد بأنه «طيب القلب، مليء بالحياة، ومجتهد»، كان قد بدأ أول وظيفة له قبل أيام فقط في مطعم ماكدونالدز. «كان يريد فعل كل شيء، كان لديه أحلام كبيرة. هذه خسارة للمجتمع»، قال الأب وهو بالكاد يتمالك دموعه. حين أغلقت الشرطة موقع الجريمة، كان أيمن أحمد واقفاً هناك، قلقاً لأن هاتف ابنه مغلق ولا يمكن الوصول إليه. لم يتخيل أبداً أن أيهم قد قُتل. «ظننت أنه ربما كان شاهداً… لم يخطر لي للحظة أنه من الضحايا»، أضاف. فرضيات وتحقيقات مستمرة بعد ساعتين من انطلاق العملية الأمنية، أعلنت الشرطة أنها ألقت القبض على مشتبه به يبلغ من العمر 16 عاماً، كان قد فرّ قبل أسبوعين من مركز رعاية للشباب (HVB). وحتى الآن، لم تؤكد الشرطة رسمياً وجود صلة مباشرة بين الجريمة والصراعات بين العصابات، رغم أن مصادر نقلتها قناة SVT تحدثت عن أن أحد الضحايا كان قد ورد اسمه في تحقيق سابق بشأن محاولة اعتداء على أحد أقرباء زعيم العصابة إسماعيل عبده. لكن مراسلة SVT المتخصصة في شؤون الجريمة، صوفيا يوهانس، شددت على أن «الدافع قد يكون مختلفاً تماماً» في هذه القضية. من جهته، قال المتحدث باسم الشرطة، أندش أوكيرلوند: «لا يمكننا في هذه المرحلة تأكيد وجود صلة مباشرة بين الجريمة وأي صراع بين العصابات، لكننا نحقق بجدية في هذه الفرضية». اقرأ أيضاً: القبض على مراهق يُشتبه بتورطه في جريمة القتل الثلاثية بأوبسالا «كان طفلاً جيداً» في مسجد أوبسالا، اجتمع أفراد العائلة والأصدقاء في ليلة حزينة لتأبين أيهم. والده أكد: «ابني لم يكن مرتبطاً بالجريمة المنظمة. لم يشرب حتى كأس بيرة واحدة، ولم يخالف القوانين يوماً». وأضاف: «أنا ووالدته راضيان عنه تماماً. لم يؤذِ أحداً لا قولاً ولا فعلاً. نحن واثقان أن الله سيستقبل روحاً طيبة». أصدقاؤه تحدثوا عنه كشخص وفيّ ومليء بالطاقة، يحب كرة القدم وكمال الأجسام، ويحلم يوماً بأن يؤسس مشروعه الخاص، ويوماً آخر بأن يصبح بطل UFC. كانوا ينتظرون رسائله المعتادة، مكالماته، اقتراحه للخروج بنزهة أو لقاء عفوي. لكن الرصاص أنهى تلك الأحلام… قبل حتى أن يبدأ أيهم ورديته الثانية في عمله الجديد.