مقالات الرأي

"إذا ما عاجبك ارجع ع بلدك".. عبارة تقف في وجه التغيير

Aa

"إذا ما عاجبك ارجع ع بلدك".. عبارة تقف في وجه التغيير

Foto Ludvig Thunman/TT

كثيراً ما تطالعنا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات متكررة ، تأتي رداً على أخبار حول أشخاص ينتقدون أمور أو جوانب معينة في حياتهم في السويد، كأن ينتقدوا قرارات جديدة تتعلق بوجودهم القانوني، أو يشتكوا من سلوكيات مؤسسات معينة "كالسوسيال" مثلاً أو "وكالة الهجرة السويدية". أمام شكاويهم وانتقاداتهم تلك تنبري فئة من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي للرد عليهم ومهاجمتهم وتذكيرهم بأنهم قادمون من بلدان لم تقدم لهم سابقاً الحد الأدنى من مقومات العيش الكريم، وبالتالي، فهم لا يحق لهم الشكوى أو انتقاد بلد كالسويد. وتنطوي معظم تلك التعليقات تحت مقولة: "إذا مو عاجبك إرجع ع بلدك" التي تقال ضمن التعليقات بألف طريقة ضمنية أو علنية. 

تنطوي العبارة السابقة على كثير من المعاني والأبعاد التي ينبغي الوقوف عندها. فمن جهة هي تعكس شعوراً مُبطناً بالدونية، كما لو أن المرء لا يمتلك الحق بتمني الأفضل، ويجب عليه أن يرضى بما يقدم له في السويد أو أي بلد من بلدان المهجر دون نقاشٍ أو اعتراض على اعتبار أنه ينال أفضل ما يستحقه. أو أنه إذا عاش مسحوقاً أو محروماً من حقوقه في وطنه الأم فلا بد من أن يظل كذلك في أي مكان على وجه الأرض.

من جانب آخر، خطورة تلك العبارة يكمن في كونها تخرّب محاولات الاندماج والتأقلم والانتماء في المكان الجديد، لأنها تصر على تذكير المرء بأن وجوده في السويد مؤقت أو غير حقيقي بدرجة كافية. كما لو أن وجوده هنا محكوم بأن "يقعد متل الشاطر" دون أن يشاغب ويثير المتاعب حينما يعبر عما يعجبه أو لا يعجبه.

وأيضاً، يتجاهل هذا النوع من التعليقات حقيقة أن التغيير الإيجابي في أي مجتمع يحصل حينما يعبر الناس عما لا يعجبهم ويحاولون الضغط على جهات صنع القرار لتغييره، فإن كان الناس سيحملون أمتعتهم ويغادرون بلد المهجر الذي اختاروه مكاناً للعيش في كل مرة يحدث ما لا يعجبهم لن يكون إحداث التغيير والتطور أمراً ممكناً. فالحقيقة أن العكس هو ما يجب أن يحصل؛ يجب تشجيع الناس على الدفاع عن حقوقهم بدلاً من اسكاتهم، وتشجيعهم على التعبير عن رأيهم والسعي دائماً لمحاولة تحسين أوضاعهم، ويجب تشجيعهم لإعطاء فرصة لاختبار المكان الجديد بدلاً من التفكير في العودة عند كل مطب أو مشكلة جديدة.   

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - مقالات الرأي

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©