كشف تقرير حديث لاتحاد المستأجرين في السويد عن أن إعانة السكن لم تعد تلبي الاحتياجات الحالية، حيث بقيت معاييرها محددة عند مستويات التسعينيات، ما أدى إلى تقلص عدد المستفيدين منها بشكل ملحوظ. التقرير يحذر من أن هذه الإعانة قد تختفي تماماً خلال عقد من الزمن إذا لم تُتخذ إجراءات إصلاحية عاجلة. إعانة السكن في خطر وفقاً للتقرير، فإن إعانة السكن التي كانت تُعد من أهم الإصلاحات لدعم الأسر الفقيرة والمكتظة منذ إطلاقها في ثلاثينيات القرن الماضي، باتت الآن غير قادرة على مواكبة التغيرات الاقتصادية والاجتماعية. وأشار التقرير إلى أن: عدد الأسر المستفيدة من إعانة السكن انخفض من 340 ألف أسرة لديها أطفال و85 ألف أسرة شبابية عام 1998 إلى 140 ألف أسرة لديها أطفال و32 ألف أسرة شبابية فقط. نسبة المستفيدين من إعانة السكن تقلصت من 10% من السكان في عام 1998 إلى 3% فقط في الوقت الحالي. وإذا استمرت هذه الاتجاهات، فإن الإعانة ستُلغى تلقائياً بحلول عام 2035. منذ عام 1997، لم يتم تعديل الحدود القصوى للإيجارات التي تأخذها الإعانة بعين الاعتبار، بالرغم من تضاعف قيمة الإيجارات خلال تلك الفترة. على سبيل المثال، الإعانة حالياً تغطي ما يصل إلى 5300 كرون فقط لإيجار فرد أعزب، بينما كان من المفترض أن يصل هذا الحد إلى 11 ألف كرون لمواكبة التطورات. الإعانة تتحول إلى فخ ديون أوضح التقرير أيضاً أن نظام إعانة السكن الحالي يعاني من عيوب تجعله يتحول إلى فخ ديون للكثير من الأسر. ما بين 35-40% من المستفيدين يُطلب منهم إعادة الأموال كل عام، ويُصبح الوضع أكثر صعوبة للشباب حيث يضطر نصفهم لإعادة ما يصل إلى 80% من الإعانات المستلمة. وأشار التقرير إلى أن النظام الحالي للإعانة يعتمد على التقدير السنوي للدخل، مما يجعل الأسر ملزمة بإعادة أي مبالغ تم دفعها بشكل زائد إذا زادت دخولها لاحقاً في العام نفسه. يُضاف إلى ذلك أن مطالبات الإعادة تأتي غالباً بعد سنوات، وتتطلب السداد خلال 30 يوماً فقط، ما يدفع الكثيرين إلى مواجهة إجراءات قضائية لدى دائرة جباية الديون (Kronofogden). دعوة للإصلاح العاجل أكد اتحاد المستأجرين في تقريره على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لإصلاح نظام إعانة السكن وجعله يتماشى مع الظروف الاقتصادية الحالية. وقال مارتين هوففربيرغ، كبير الاقتصاديين في الاتحاد:«عندما تم إطلاق إعانة السكن، كانت تهدف إلى تقليل الفوارق الاقتصادية ودعم الأسر الضعيفة، ولكنها الآن فقدت دورها تقريباً، ما يُعرض الأسر الأشد احتياجاً للخطر. إذا لم تُتخذ قرارات سياسية حازمة لرفع مستوى الإعانة وجعلها مواكبة لتطور الإيجارات والدخول، فإننا سنفقد هذا الدعم الحيوي خلال السنوات المقبلة». عن التقريرتقرير «وضع المستأجرين» يصدره اتحاد المستأجرين في السويد بشكل دوري، ويهدف إلى تقديم صورة دقيقة عن التحديات التي تواجه سوق الإيجار والمستأجرين، بالإضافة إلى تقديم أدوات للجهات المعنية من أجل تحسين السياسات السكنية.