أخبار العالم
"إل نينو يقترب" السنة الأكثر حرارةً عبر التاريخ
لجين الحفار
أخر تحديث
Aa
Foto Johan Nilsson/TT
أطلقت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحذيراً جديداً بشأن تصاعد خطر الاحتباس الحراري، حيث يتنبأ العالم بمواجهة درجات حرارة قياسية لم يشهدها التاريخ خلال السنوات الخمس القادمة من 2023 إلى عام 2027.
ووفقاً للدراسة العلمية التي أعدها الاتحاد الأممي، فإن ارتفاعاً متوقعاً بنسبة 1.5 درجة مئوية خلال تلك الفترة سيكون له تأثيرات وخيمة، وستُدخل العالم في "منطقة غير مألوفة" حيث يتوجب عليه مواجهة تحديات جديدة ومجهولة.
وتتوقع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن يتجاوز المتوسط السنوي لدرجات الحرارة العالمية مستويات ما قبل العصر الصناعي بمقدار 1.5 درجة مئوية على الأقل خلال الفترة من 2023 إلى 2027، بنسبة احتمال تصل إلى 66٪. كما يُتوقع بنسبة 98٪ أن تكون سنة واحدة على الأقل من هذه الفترة "الأكثر حرارةً عبر التاريخ".
وفي ضوء ذلك، ينبه الأمين العام للمنظمة إلى أن العالم سيتجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية على نحو مؤقت، ولكن بوتيرة متسارعة. هذا الارتفاع المتوقع لدرجات الحرارة العالمية سيؤدي إلى آثار كبيرة على الصحة والأمن الغذائي وإدارة المياه والبيئة.
وفي سياق متصل، من المتوقع أن يشهد العام الحالي ظاهرة "إل نينو" التي غابت عنه لثلاث سنوات، وستُسهم في تخفيف تأثير الاحترار العالمي من خلال تبريد المياه في المحيط الهادئ الاستوائي قرب سواحل أمريكا الجنوبية الشرقية.

الظاهرتان "لا نينا" و "إل نينو"
تتسبب ظاهرة "لا نينا" في تبريد مياه السواحل الآسيوية والأسترالية بفضل حركة المياه الباردة غرباً، مما يؤدي إلى ارتفاع كميات المياه الباردة من العمق نحو السطح. تساهم هذه الظاهرة في التخفيف من آثار الاحترار العالمي وتسبب هطول أمطار غزيرة في الأجزاء الغربية للمحيط الهادئ.
على الجانب الآخر، ظاهرة "إل نينو" تسبب تغيير اتجاه الرياح وتسخين المياه الاستوائية قرب سواحل آسيا وأستراليا، ما يتسبب في جفاف شديد في مناطق غرب المحيط الهادئ وزيادة هطول الأمطار في مناطق مثل جنوب أميركا اللاتينية وجنوب الولايات المتحدة والقرن الإفريقي وآسيا الوسطى.
وتشير المراقبة الحالية لحرارة المياه قرب السواحل الأسترالية، إلى احتمالية بدء نشاط "إل نينو" في الأشهر القادمة بنسبة 90٪، ومن المتوقع أن يزيد هذا النشاط من تأثير الاحترار العالمي ويرفع درجة الحرارة العالمية بمقدار 0.2 درجة مئوية.
من المهم العمل على تفادي تجاوز درجات الحرارة العالمية الحدود المحددة في اتفاقية باريس للمناخ، حيث يمكن أن يتسبب تجاوزها في آثار كارثية على البيئة والحياة على كوكب الأرض.