تم الكشف عن عملية احتيال كبرى تتعلق بوقود الديزل في أوروبا، وسط مخاوف من احتمال امتدادها إلى السويد. ويُوصَف وقود HVO100 بأنه ديزل متجدد بنسبة 100 بالمئة، ويُعد نسخة كيميائية مطابقة للديزل التقليدي، وفقاً لما أوضحته هيئة الطاقة السويدية، التي أشارت إلى أن «الـHVO هو أكثر المكونات الحيوية استخداماً في السويد، ويُباع ممزوجاً مع الديزل أو كمنتج نقي (HVO100)». ويمتاز هذا الوقود بأنه خالٍ من زيت النخيل، ويُستعاض عنه بمواد مثل POME، وهو منتج ثانوي ناتج عن إنتاج زيت النخيل، وقد حلّ في عدة حالات محل المادة الخام التي تم التخلي عنها تدريجياً. «احتيال مرجّح» لكن منظمة "Transport and Environment" كشفت أن كميات POME التي تُخلط في الوقود الحيوي الأوروبي تبلغ نحو مليوني طن، أي ما يقارب ضعف الكمية المتاحة عالمياً، ما دفعها لوصف هذا المكون المستخدم في «الديزل المتجدد» بأنه «احتيال مرجّح». وقال منسق الحملات في المنظمة، كيان ديلاني، في تصريح: «يبدو أن جزءاً كبيراً من الـPOME ليس سوى زيت نخيل مقنّع. وهذا يثير مخاوف جدية بشأن مدى خضرة هذا الوقود المتجدد أو الـHVO كما تدّعي شركات النفط». وأضاف: «يجب أن نُوقف الحوافز السياسية التي تتيح دخول مواد خام مشكوك فيها إلى أوروبا كوقود يُفترض أنه مستدام». مطالب بالتحقيق في السويد وفي تقرير حديث لقناة BBC البريطانية، أُعلن أن الحكومة البريطانية ستجري تحقيقاً بشأن ما إذا كان هذا الوقود الأخضر يحتوي فعلياً على زيت النخيل، وفي حال صحّ ذلك، إن كان يشكّل عملية احتيال. وفي السويد، تعالت الأصوات المطالبة باتخاذ إجراءات مماثلة. وقال بير أوستبورن، خبير الوقود في منظمة «السائقون البيئيون» (Gröna Mobilister)، في حديث لمجلة «Vi Bilägare»: «يجب على السلطات السويدية التحقيق في ما إذا كان هناك تلاعب في الإبلاغ عن المواد الخام، على غرار ما تقوم به السلطات البريطانية. ففي حال وُجد تلاعب في السويد، فإن وقودنا المتجدد والبنزين الحيوي ليسا مستدامين كما يُفترض». وأشار إلى أن الدافع وراء هذا التلاعب يكمن في الرغبة في إخفاء وجود زيت النخيل، إضافة إلى أن مادة الـPOME تُصنَّف على أنها أقل تأثيراً مناخياً. «مخاوف قائمة» وكان استخدام زيت النخيل في الوقود الحيوي قد بلغ ذروته في عام 2019 بأكثر من ثلاثة ملايين طن، قبل أن يتراجع بنسبة 80 في المئة بحلول نهاية عام 2023، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى قرار الاتحاد الأوروبي التخلص التدريجي من هذه المادة الخام. وحالياً، تشكّل البدائل المعتمدة على النفايات، مثل POME والزيت المستخدم في الطهي، نحو 40 في المئة من إجمالي الوقود الحيوي في الاتحاد الأوروبي. وقالت منظمة Transport and Environment: «هناك مخاوف من أن زيت النخيل يدخل أوروبا ببساطة تحت اسم آخر». وفي السويد، بلغت نسبة استخدام زيت الطهي المستخدم خمسة في المئة من إجمالي استهلاك الوقود خلال عام 2023، وفقاً لما أوردته مجلة Vi Bilägare.