أثار رجل الأعمال والملياردير الأمريكي إيلون ماسك جدلاً واسعًا بعد نشره ادعاءً غير دقيق حول اللاجئين في السويد، حيث زعم أن «ما يقرب من 80% من اللاجئين يسافرون لقضاء العطلات في البلدان التي فروا منها». وجاء هذا الادعاء في منشور على منصة X، حيث شارك ماسك نتائج دراسة أجراها معهد Novus عام 2022 لصالح صحيفة Bulletin، والتي تناولت أنماط سفر المهاجرين المقيمين في السويد. تفسير خاطئ للبيانات وفقًا للدراسة، أقر 79% من المستطلعين بأنهم سبق لهم السفر إلى بلدانهم الأصلية في إجازات، وهو رقم تم استغلاله من قبل منتقدي سياسات الهجرة للقول إن اللاجئين الذين حصلوا على حماية في السويد يعودون إلى أوطانهم التي ادعوا أنهم فروا منها بسبب مخاطر أمنية. لكن تحليل البيانات يكشف أن هذا الادعاء غير دقيق، حيث أوضح معهد Novus أن الاستطلاع شمل جميع الأفراد المولودين خارج السويد، وليس اللاجئين فقط. كما أن 18% فقط من المشاركين في الدراسة دخلوا السويد كلاجئين، مما يعني أن النتيجة لا تعكس بشكل حصري أو دقيق سلوكيات اللاجئين. وأصدر Novus بيانًا في ديسمبر الماضي لتوضيح الأمر، جاء فيه: "يمكننا إجراء استطلاعات رأي تستهدف تحديدًا اللاجئين الجدد في السويد، ولكن هذه الدراسة لم تكن مخصصة لذلك، بل استهدفت جميع الأفراد المولودين خارج البلاد. ونريد توضيح هذا الأمر لتصحيح سوء الفهم الذي انتشر بخصوص النتائج". اهتمام دولي وتصحيح من BBC نالت هذه الدراسة اهتمامًا إعلاميًا دوليًا، حيث تناولتها BBC في برنامجها الإحصائي "More or Less: Behind the stats"، والذي تواصل مع Novus لاستيضاح البيانات وتوضيح الالتباسات حول النتائج. وبعد هذا الجدل، نشر معهد الأبحاث السويدي توضيحًا رسميًا لتصحيح الفهم الخاطئ. ورغم ذلك، استمر ماسك في الترويج لتفسير خاطئ للبيانات، مما أدى إلى تصاعد الجدل حول دقة تصريحاته. وعلق هالمر ستريد، مستشار الرأي العام في Novus، على الحادثة قائلاً: "من الجيد أن يكون هناك اهتمام دولي بالشأن السويدي، لكن من المحبط رؤية الدراسات تُستخدم في سياقات غير صحيحة ويتم تفسيرها بشكل خاطئ". حقق منشور إيلون ماسك على X تفاعلًا كبيرًا، حيث تم مشاهدته أكثر من 17 مليون مرة، مما أثار موجة من النقاشات حول كيفية استخدام البيانات الإحصائية في السجالات السياسية.