أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) عن احتمال ضئيل لاصطدام كويكب بالأرض في 23 ديسمبر 2032. الكويكب، الذي يحمل اسم YR4، يتراوح عرضه بين 40 و100 متر، أي ما يعادل ارتفاع مبنى شاهق، وفقًا للخبراء. وتم اكتشاف هذا الكويكب في أواخر ديسمبر العام الماضي، وتشير الحسابات الحالية إلى أن نسبة اصطدامه بالأرض تبلغ 1.2%. ومع ذلك، يؤكد إريك ستيمبلز، عالم الفلك بجامعة أوبسالا، أن هذه النسبة ستتضاءل مع المزيد من عمليات الرصد والتتبع لمساره. يوضح ستيمبلز أن عدم اليقين في المسار المداري للكويكب يؤدي إلى توقعات أولية بوجود خطر الاصطدام. ومع ذلك، فإن المزيد من الأرصاد الفلكية ستسمح بتحديد مداره بشكل أكثر دقة، مما يؤدي إلى تقليل المخاطر المحتملة. "عندما نحصل على قياسات أكثر دقة لمساره، ستتضاءل هذه الشكوك، وبالتالي ستقل احتمالية اصطدامه بالأرض بشكل كبير"، يقول ستيمبلز. في حال اصطدام YR4 بالأرض، فإنه لن يكون كبيرًا بما يكفي لإحداث دمار واسع النطاق. "إذا اصطدم كويكب بهذا الحجم بالأرض، فمن المحتمل أن يسبب موجة صدمية قوية في الغلاف الجوي. وفي أسوأ السيناريوهات، قد تصل أجزاء صغيرة منه إلى سطح الأرض، مما يؤدي إلى تكوين حفرة"، يوضح ستيمبلز. أمثلة سابقة على اصطدامات الكويكبات لطالما كان اصطدام الأجسام الفضائية بالأرض حدثًا متكررًا على مدى التاريخ، ومن أبرز هذه الحوادث: 2013: انفجار نيزك فوق مدينة تشيليابينسك الروسية، بلغ حجمه بين 10-20 مترًا، وتسبب في تحطيم نوافذ آلاف المباني بسبب موجة الضغط القوية. 1908: حادثة تونغوسكا في سيبيريا، حيث انفجر كويكب في السماء، مما أدى إلى تدمير غابة شاسعة. لا سيناريوهات هوليوودية على الرغم من الصور الدرامية التي تقدمها أفلام الكوارث في هوليوود حول الكويكبات، يطمئن ستيمبلز إلى أن الواقع مختلف تمامًا: "لا أرى أي خطر كبير يشبه السيناريوهات السينمائية، حيث تهوي كرات نارية عملاقة من الفضاء. الكويكبات التي تسقط على الأرض لا تتصرف بهذا الشكل"، يؤكد الفلكي. وعلى الرغم من القلق الأولي، فإن العلماء يواصلون مراقبة الكويكب عن كثب، ومن المرجح أن تتلاشى المخاطر مع استمرار الرصد الفلكي.