مجتمع

ارجع لبلدك: مراهق يواجه كابوس الترحيل من السويد للعراق

Aa

 ارجع لبلدك: مراهق يواجه كابوس الترحيل من السويد للعراق

ارجع لبلدك: مراهق يواجه كابوس الترحيل من السويد للعراق

حتى وقت قريب كان أحمد (اسم مستعار) يعيش حياة مراهق طبيعية في السويد، حياةً تضج بالحركة، بحيث لا تكفيه ساعات اليوم لإنجاز الأنشطة التي يحبها، فهو يعمل أيام السبت ويلعب كرة قدم الصالات ويخوض مباريات الأحد كما أنه بدأ مؤخراً التدرّب ليصبح مُحكّماً لهذه الرياضة. لكن كل ذلك تغيّر بين يوم وليلة عندما استيقظ على واقعٍ جديد قلب حياته رأساً على عقب. 

كيف وصل أحمد إلى السويد؟ 

ولد أحمد عام 2006 في العراق، وجاء برفقة والدته إلى السويد حينما كان لا يزال في العاشرة من عمره. أمه سلام (اسم مستعار) دكتورة الجامعية بدأت عملها كباحثة في جامعة لوليو Luleå، وحصلت بناء على ذلك على إقامة عمل لمدة ثلاث سنوات. لكن ومع انتهاء مدة العقد لم يتم تجديده نتيجة انتشار فيروس كورونا. بعد ذلك تقدمت د. سلام بطلب إقامة قوبل بالرفض. بعد ذلك، بحسب ما قالته "لأكتر"، اختارت السير وفق اقتراح مصلحة الهجرة وقدمت طلباً للجوء. وكانت المفاجأة أن القرار قوبل أيضاً بالرفض لتواجه قراراً بالترحيل القسري إلى العراق، بعد أن أمضت هي وابنها ست سنوات في السويد.

ووفقاً للسيدة سلام، كان سبب رفض طلب اللجوء هو دخولها السويد مسافرة من العراق بصورة شرعية، وبالتالي لم تجد السلطات السويدية أن هناك ما يثبت أنها مهددة سياسياً أو أمنياً حتى تمنحها حق اللجوء. وعن هذا تقول السيدة سلام لـ "أكتر" بأنها وبوصفها دكتورة جامعية قادرة على الانتقال والعمل في بلدٍ أخرى، لكنها أرادت البقاء في السويد لتضمن لابنها المزيد من الاستقرار، حيث تضيف معلقة:  "لماذا لم يأخذوا قراراً حاسماً بأسرع وقت؟ لماذا انتظروا حتى تعلم ابني  واندمج في المجتمع ليقرروا ترحيله". 

Johan Nilsson/TT

الحياة بين العراق والسويد

مثل أي طفل آخر لم يكن أحمد معنياً بالتفكير كيف وصل إلى السويد، ولم يفكر أيضاً باحتمالية أن يواجه قراراً بالترحيل، فهو في السنوات الست التي قضاها في السويد - حاول كأي طفل آخر - الاندماج مع واقعه جديد، لكنه ومع مرور الوقت أحب حياته هنا وكوّن الكثير من الصداقات كما أنه بدأ دراسة الثانوية باختصاص التكنيك إلى جانب عمله في توزيع الإعلانات يومي السبت والأحد. يقول أحمد لـ"أكتر" بأنه يمتلك ذكريات قليلة عن العراق التي غادرها صغيراً، فهو  يحب الطعام العراقي، ويتذكر بعض أبناء عمومته من الأطفال الذي اعتاد اللعب معهم. لكن حبه للطعام هناك لا يكفي ليجعله يتقبل فكرة الذهاب قسراً إلى هناك. 

من ذكريات أحمد أيضاً عن العراق، أنّ المدرسين كانوا يضربون التلاميذ في بعض الأحيان، الأمر الذي قالت والدته بأنّه كان فارقاً في زيادة حبّه لمدرسته وللمعلمين فيها، ورفضه الانتقال منها حتّى عندما حاولت إقناعه بذلك.

Janerik Henriksson / TT

كوابيس قلق ومصير مجهول

لا تعبأ قوانين اللجوء، والدول والمؤسسات الرسمية بالأثر الذي قد تتركه قراراتها على مصير مراهق مثل أحمد أو مشاعره. فبمجرد معرفته باحتمالية الترحيل اهتز عالم الشاب الصغير، سرعان ما بدأ نومه يضطرب، كما أن مستواه الدراسي تراجع. وهذا ما دفع الأخصائيين النفسيين في مدرسته إلى تحويله إلى طبيب نفسي، حولّه بدوره إلى مركز رعاية الشباب ليخضع هناك لجلسات علاج دورية. 

لكن من جهته يقول أحمد أن هذه الجلسات لا تقدم له العون الذي يحتاجه. فكل ما يفكر فيه الآن أنه قد يعود إلى بلد مجهول بالنسبة له وغير آمن. فوفق كلام أحمد، هو متخوف من عدم إتقانه اللغة العربية، كما أنه حزينٌ بشدة لأنه سيترك دراسته وتدريباته المتعلقة بكرة القدم ولا يعلم إن كان سيستطيع في العراق إكمال الرياضة التي يحبها. 

أما د. سلام فتقول من جهتها بأنّها جاءت بابنها إلى السويد حالمة بأن تؤمّن له الحياة التي يستحقها، وهي الآن حزينة لأن عالمه الآن يتداعى ليواجه مصيراً مجهولاً، يدفعه لرحلة اندماج جديدة في مكانٍ آخر. 

وكما هي العادة، جمود القوانين يدفع ثمنها الأحياء…

اقرأ أيضاً في أكتر:

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - مجتمع

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©