زاد الحديث في الآونة الأخيرة عن استخدام مقاطعة كالمار kalmar لتقنيات تنظيف مكلفة ولا داعي لها، وكذلك عدم وجود أدلة علمية تثبت فعالية هذه التقنيات. من أجل أن نستوضح الأمر في "أكتر" ونقف على بيّنة، تواصلتُ مع ريكارد سفارد RICKARD SWÄRD، مدير الوحدة الأساسية في المقاطعة لشؤون الطعام والخدمة المنزلية، وطلبتُ منه أن يوضح لنا ما يجري.
قبل أن نغوص في توضيحات المدير في المقاطعة، من المهم أن نعطيكم لمحة عمّا يجري. الأمر باختصار أنّ مقاطعة كالمار قررت استخدام المياه Z في تنظيف المستشفيات. والمياه Z هذه هي مياه تقوم آلة مخصصة، وضعتها المقاطعة في غرفة التنظيف في المستشفى، بتحويل المياه العادية إلى "مياه قلوية alkaliskt vatten".
وفقاً لما تناقلته عدد من وسائل الإعلام على لسان الخبراء، لا يوجد أيّ دليل علمي على أنّ هذه المياه قادرة على التنظيف أكثر من المياه العادية، وأنّها مجرّد "بدعة" مكلفة لا قيمة لها. وأنّ الاعتماد عليها للتنظيف وإزالة المنظفات هو "جنون" قد يؤدي إلى تفاقم مشاكل ليست بالحسبان.
والآن لننظر إلى ماقاله المدير ريكارد من المقاطعة لـ "أكتر" عن الموضوع.
المقاطعة قامت بتجاربها الخاصة
في وجه الأحاديث عن عدم وجود أدلّة علمية على أنّ المياه Z لها فاعلية في التنظيف أكثر من المياه العادية، طلبتُ من ريكارد أن يخبرنا عن دلائل المقاطعة التي جعلتهم يتوصلون لقرارهم. يقول ريكارد: "نحن لا نقوم باختبار الأسطح قبل التنظيف، بل نقوم بذلك بعد التنظيف. تُظهر طريقة اختبار ATP الكتلة الحيوية الإجمالية. تُظهر قيم RLU أنه على الأسطح ذاتها كانت القيم أقل من طريقة التنظيف التقليدية".
ويؤكد سفارد أنّهم قاموا بإجراء اختباراتهم عبر الآلات، وبالعين المجرّدة، وكانت النتائج دوماً لصالح المياه المقلونة: يقول: "تم إجراء القياسات لعدة أسابيع على نفس الأسطح. خلال فترة الاختبار، قمنا أيضاً باختباره يدوياً وباستخدام آلات التنظيف، ورأينا حتّى بصرياً نتيجة أفضل".
ليس هناك داعٍ للخوف
لكن ماذا عمّا قاله الخبراء؟ وماذا عن التخويف من حدوث مشاكل أكبر في حال الاستغناء عن المعقمات والمطهرات التقليدية. كان على ريكارد أن يجبنا على هذه الجزئية، وعمّا إذا كان هناك دراسات أكثر تُثبت رأيهم.
أجاب سفارد مؤكداً عدم وجود نيّة لاستبدال المطهرات والمعقمات بتقنية المياه الجديدة، وربّما الأهم عدم استخدامها على الأسطح القريبة من المرضى ومن عمليات العلاج. يقول: "لا يحل الماء Z محل المطهرات ولا يستخدم على الأسطح الحرجة القريبة من المريض عند تنظيف العدوى أو في بيئة العلاج. يتم استخدام هذه الطريقة على الأسطح غير الحرجة مثل الأرضيات والمفروشات حيث كانت طريقة التنظيف السابقة تعتمد بشكل أساسي على الألياف الدقيقة والماء. ولهذا السبب لم نرى أي خطر في استبدال مياه الصنبور بالمياه القلوية / المياه Z (التي تحمل أيضاً علامة البجعة)، حيث لم تكن نتيجة التنظيف معرضة لخطر التدهور أبداً".
وعلامة البجعة التي تحدّث عنها ريكارد هي العلامة المعتمدة في دول الشمال للإشارة إلى المنتجات المستدامة التي لا تضرّ بالبيئة.
ماذا بشأن التكاليف؟
لا يمكن المرور على هذا الموضوع دون التطرّق للتكاليف، فكيف يمكن مقارنة تكلفة إنتاج المياه Z مع مواد التنظيف التقليدية على المدى الطويل، وما هي المبررات التي تم تقديمها من قبل المقاطعة لاعتمادها على الرغم من ارتفاع تكاليف الإنتاج المبلغ عنها؟
كان ريكارد جاهزاً للرد، حيث قال: "التكاليف قابلة للمقارنة وتعتمد كلياً على مدى استخدام المنتج، حيث أنه يحتوي على العديد من خصائص المنظفات، ويمكن أن يحل محل العديد من المنتجات الكيميائية الموجودة اليوم".