كشف استطلاع جديد أن رغبة السويديين في الدفاع عن بلادهم تراجعت بشكل ملحوظ منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه، وسط مخاوف أمنية متزايدة وتحولات في السياسة الأمريكية تجاه أوروبا. كما أظهرت النتائج ارتفاع نسبة القبول بحل تفاوضي لإنهاء الحرب في أوكرانيا حتى لو لم تستعد كييف جميع أراضيها، وهو ما حذر منه محللون أمنيون باعتباره قد يشكل خطرًا استراتيجيًا. تحولات في السياسة الأمريكية وتأثيرها على الأمن الأوروبي منذ تولي ترامب الرئاسة، صدرت عنه تصريحات تصعيدية، إلى جانب إشارات متزايدة إلى تقارب إدارته مع موسكو، وهو ما أثار مخاوف داخل أوروبا بشأن التزام الولايات المتحدة بأمن القارة. وخلال مؤتمر ميونيخ الأمني، أكد نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس أن واشنطن لم تعد الحليف الموثوق الذي اعتمدت عليه أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفي هذا السياق، قال فانس: "الخطر الأكبر الذي يهدد أوروبا ليس روسيا، ولا الصين، ولا أي جهة خارجية، بل هو تراجع أوروبا عن بعض من أهم قيمها الأساسية، وهي القيم التي تتشاركها مع الولايات المتحدة". تراجع إرادة الدفاع عن السويد أجرت مؤسسة نوفوس استطلاعًا للرأي بين العشرين والخامس والعشرين من فبراير، حيث سُئل السويديون عما إذا كانوا مستعدين للمشاركة في الدفاع عن بلادهم عسكريًا، وحمل السلاح والمخاطرة بحياتهم في سبيل حماية السويد. أظهرت النتائج انخفاض نسبة المؤيدين من واحد وأربعين بالمئة في يناير إلى خمسة وثلاثين بالمئة في فبراير، بينما ارتفعت نسبة الرافضين من ثلاثة وأربعين بالمئة إلى ستة وأربعين بالمئة. وعند سؤال عدد من المارة في شوارع ستوكهولم عن استعدادهم للدفاع عن بلدهم، تفاوتت الإجابات. قالت مونا أود إنها رغم تقدمها في العمر، فإنها ستقوم بذلك عقليًا على الأقل. من جهتها، أكدت إيما بلبيرغ أنها ستدافع عن أسرتها قبل أي شيء آخر، بينما عبرت ميجا غوستافسون عن عدم ثقتها في قدرتها على القيام بذلك في حال استدعت الحاجة. ارتفاع نسبة القبول بتسوية تفاوضية للحرب في أوكرانيا أظهر الاستطلاع أيضًا تغيرًا في موقف السويديين تجاه الحرب في أوكرانيا، حيث ارتفعت نسبة الذين يقبلون بإنهاء الحرب من خلال تسوية تبقي أجزاء من أوكرانيا تحت السيطرة الروسية من خمسة عشر بالمئة في يناير إلى واحد وعشرين بالمئة في فبراير. لكن المحلل الأمني في معهد الأبحاث الدفاعية السويدي، يوهان نوربيرغ، حذر من أن أي اتفاق سلام لا يضمن أمن أوكرانيا قد يؤدي فقط إلى تأجيل الحرب لفترة مؤقتة، مشيرًا إلى أن موسكو قد تستغل أي هدنة لإعادة بناء قدراتها العسكرية قبل استئناف القتال. وقال نوربيرغ: "إذا تم التوصل إلى سلام لا يضمن أمن أوكرانيا، فسيكون الأمر أشبه بالضغط على زر التوقف المؤقت، لتعود المواجهة بعد فترة عندما تعيد روسيا بناء قدراتها العسكرية". اقرأ أيضاً: زيلينسكي شكراً للسويد على وقوفها إلى جانب أوكرانيا عند سؤال المشاركين عن الحل الأفضل لضمان أمن السويد، أشار البعض إلى ضرورة تعزيز الدفاعات العسكرية وزيادة التصنيع العسكري الأوروبي. وقال أحد المشاركين، تومي لارسون، إن أوروبا تمتلك خمسمئة وخمسين مليون نسمة واقتصادًا يفوق اقتصاد روسيا بعشرة أضعاف، مما يجعل من الضروري الاستثمار في تطوير الصناعة العسكرية. نتائج استطلاع نوفوس حول إرادة الدفاع وموقف السويديين من حرب أوكرانيا أظهرت نتائج الاستطلاع انخفاض نسبة الأشخاص المستعدين للمشاركة في الدفاع عن السويد إلى خمسة وثلاثين بالمئة في فبراير، مقارنة بواحد وأربعين بالمئة في يناير، فيما ارتفعت نسبة الرافضين من ثلاثة وأربعين بالمئة إلى ستة وأربعين بالمئة خلال الفترة نفسها. أما فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، فقد تراجع دعم استمرار القتال حتى انسحاب القوات الروسية من اثنين وسبعين بالمئة في يناير إلى ثمانية وستين بالمئة في فبراير. في المقابل، ارتفعت نسبة المؤيدين لحل تفاوضي يبقي بعض الأراضي تحت السيطرة الروسية من خمسة عشر بالمئة إلى واحد وعشرين بالمئة. أُجري الاستطلاع في الفترة من العشرين إلى الخامس والعشرين من فبراير، بمشاركة ألف ومُوَاكب شخص، بهدف قياس التحولات في مواقف السويديين بشأن قضايا الأمن والدفاع.