أظهرت نتائج استطلاع حديث أجرته شركة Novus بين 27 فبراير و5 مارس أن ثقة الناخبين ارتفعت في الوزراء الذين تولوا إدارة الأزمات الأمنية والسياسية التي شهدتها البلاد مؤخرًا، بما في ذلك موجة العنف الأخيرة، وأسوأ حادث إطلاق نار في مدرسة سويدية، إلى جانب الأزمة الأمنية في أوروبا. رئيس الوزراء يتصدر قائمة الثقة تصدر رئيس الوزراء أولف كريسترسون قائمة الوزراء الأكثر حصولًا على الثقة بنسبة 40%، تلاه وزير العدل غونار سترومر بنسبة 33%، ثم وزير الدفاع بال جونسون بنسبة 29%، وفقًا للاستطلاع. وسجل وزير الدفاع أعلى نسبة زيادة مقارنة باستطلاع سبتمبر، حيث ارتفعت شعبيته بمقدار 9 نقاط مئوية، بينما ارتفعت ثقة الناخبين بوزير العدل بمقدار 5 نقاط مئوية. يقول توربيورن شوستروم، الرئيس التنفيذي لشركة Novus: "لم يتم حل أزمات مثل حرب أوكرانيا أو الجرائم العنيفة، لكن يبدو أن المواطنين يشعرون بأن الحكومة تعمل بجد وتسعى إلى إيجاد حلول لهذه المشكلات." برز رئيس الوزراء بشكل كبير في تعامله مع الأزمات المتتالية، فبعد حادث إطلاق النار الجماعي في أوربرو، ألقى خطابًا للأمة، عبّر فيه عن تضامنه مع الضحايا وأكد على ضرورة الوحدة الوطنية. كما ظهر بوضوح في المشهد السياسي الأوروبي عقب تغير السياسة الخارجية للولايات المتحدة تحت قيادة دونالد ترامب، حيث سعى إلى طمأنة المجتمع السويدي وحشد الدعم السياسي الداخلي والخارجي. أدى هذا الظهور المتزايد إلى ارتفاع ثقة الناخبين به بمقدار 6 نقاط مئوية، وهو نمط مماثل لما حدث مع رئيسي الوزراء السابقين ستيفان لوفين خلال جائحة كورونا، وماغدالينا أندرسون بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. يواجه كريسترسون تحديًا كبيرًا في ظل الوضع الأمني العالمي المتدهور، وقد يجد نفسه مضطرًا لاتخاذ قرارات صعبة رغم قلة المعلومات المتاحة، وهو الأمر الذي يمكن أن يعزز صورته كقائد وطني. ومع ذلك، اعتمد كريسترسون حتى الآن نهجًا حذرًا، وفضل تهدئة المخاوف بدلاً من اتخاذ مواقف حاسمة، على عكس قادة أوروبيين آخرين مثل المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الذي صرح بأن الولايات المتحدة لم تعد مهتمة بمصير أوروبا، أو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي دعا أوروبا إلى الاستعداد لمواجهة التحديات الأمنية دون الاعتماد على واشنطن. انخفاض شعبية وزيرة البيئة والمناخ على الجانب الآخر، سجلت وزيرة البيئة والمناخ رومينا بورموختاري أكبر زيادة في نسبة الناخبين الذين لا يثقون بها، حيث ارتفعت نسبة عدم الثقة بها بمقدار 14 نقطة مئوية منذ سبتمبر، لتصل إلى 53%، مما يجعلها الوزيرة الأقل ثقة في الحكومة، وفقًا لمقياس التوازن بين الثقة وعدم الثقة. ويفسر هذا التراجع بالنقد المستمر للسياسات البيئية للحكومة، والتي لم تفِ بتوقعات الناخبين، خاصة في ظل القرارات المثيرة للجدل المتعلقة بسياسات المناخ والطاقة. تراجع شعبية إيبا بوش بسبب أزمة الطاقة كما شهدت زعيمة حزب الديمقراطيين المسيحيين إيبا بوش ثاني أسوأ تراجع في الثقة بين الوزراء، وذلك نتيجة الإخفاق في الوفاء بوعودها الانتخابية المتعلقة بحل أزمة الطاقة وخفض أسعار الكهرباء. وقد أعادت أزمة ارتفاع أسعار الطاقة خلال الشتاء فتح النقاش حول تعهداتها السابقة، إلا أن بوش رفضت تحمل المسؤولية، وألقت باللوم على السياسات الألمانية في أزمة الطاقة الأوروبية. ومع ذلك، اضطرت مؤخرًا إلى التراجع عن وعودها السابقة ببناء محطات طاقة نووية جديدة خلال فترة الحكم الحالية، لكنها أكدت في مقابلة حديثة مع SVT أن الحكومة لا تزال تثق في التزامات حلف الناتو بشأن الدفاع عن السويد. تحليل الاستطلاع يكشف هذا الاستطلاع عن تغيرات كبيرة في ثقة الناخبين تجاه الوزراء بناءً على أدائهم في مواجهة الأزمات، حيث استفاد بعض الوزراء من مواقفهم الحازمة خلال الفترات الحرجة، بينما تراجعت شعبية آخرين بسبب عدم الوفاء بتعهداتهم أو سوء إدارة الملفات الرئيسية.