أظهر استطلاع جديد أجرته مؤسسة SBAB أن نصف الآباء الذين لديهم أطفال دون سن 18 عاماً لا يعتقدون أن أبناءهم سيتمكنون من شراء مسكن قبل بلوغهم سن الثلاثين دون الحصول على مساعدة مالية. ورغم ارتفاع معدلات الادخار لصالح الأطفال، يظل العديد من الآباء متشائمين بشأن قدرتهم الفعلية على دعم أبنائهم مالياً. وفي الوقت ذاته، تشهد معدلات الولادة في السويد انخفاضاً قياسياً، وهو ما قد يترتب عليه آثار سلبية كبيرة على الاقتصاد الوطني مستقبلاً. وتشير النتائج إلى أن العائق الأكبر أمام إنجاب المزيد من الأطفال ليس الوضع المالي، بل ضيق الوقت. وفي استطلاع SBAB الخاص بالأسر التي لديها أطفال، أجاب 1000 والد ووالدة عن أسئلة تتعلق بطرق ادخارهم لأبنائهم ونظرتهم إلى فرص أطفالهم لدخول سوق الإسكان. وأظهرت النتائج أن 50 بالمئة من الأهالي لا يعتقدون أن أبناءهم سيتمكنون من شراء مسكن قبل سن الثلاثين بدون دعم مالي. وقالت ليندا هاسلفيك، الخبيرة الاقتصادية الخاصة بالأفراد والإسكان في SBAB: «نظرة الآباء لقدرة أبنائهم على شراء مسكن متشائمة للغاية. ونعلم في الوقت نفسه أن الحصول على شقة للإيجار، خصوصاً في المناطق الحضرية الكبرى، يُعد أمراً صعباً، مما قد يؤدي إلى بقاء الشباب في منزل ذويهم لفترة أطول وفقدان الحرية المرتبطة بامتلاك سكن خاص». وأشار أربعة من كل عشرة آباء إلى أنهم لا يستطيعون، أو غير متأكدين مما إذا كان بإمكانهم، دعم أبنائهم مالياً عند الحاجة لشراء مسكن. وأضافت هاسلفيك: «نعلم أن الإيجار غالباً ما يكون أعلى كلفة على المدى الطويل مقارنة بامتلاك المسكن. ومع ذلك، فإن ارتفاع أسعار العقارات في العديد من المناطق جعل من الصعب توفير الدفعة الأولى أو الحصول على قرض سكني. بعض الآباء لديهم القدرة على تقديم الدعم المالي، فيما لا يتمكن آخرون من ذلك. وبذلك، قد تنتقل الأوضاع الاقتصادية للأهالي إلى أبنائهم إذا استمر اعتماد الشباب الكبير على دعم ذويهم لشراء سكن». ارتفاع معدلات الادخار للأطفال بنسبة 8 بالمئة خلال عام أظهر الاستطلاع أن متوسط ادخار الأهالي لأبنائهم يبلغ نحو 737 كرونة شهرياً لكل طفل، بزيادة نسبتها 8 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، حين بلغ متوسط الادخار 679 كرونة. ويمثل الادخار الشهري بمقدار 737 كرونة نحو 310 آلاف كرونة قبل الضرائب بعد 18 عاماً، بافتراض عائد استثماري متوسط قدره 7 بالمئة سنوياً. وفي المقابل، أفاد واحد من كل عشرة آباء بأنه لا يدخر شيئاً، فيما يدخر نحو 15 بالمئة أقل من 200 كرونة شهرياً. وقالت هاسلفيك: «قد يكون ارتفاع الادخار نتيجة لانخفاض معدلات الفائدة على قروض السكن وزيادة الرواتب. وتأثير الفائدة المركبة يجعل من الادخار المنتظم، حتى بمبالغ صغيرة، فرقاً كبيراً مع مرور الوقت. فمن الأفضل ادخار القليل بشكل منتظم بدلاً من عدم الادخار مطلقاً». وأشار نحو ثلث الأهالي إلى أنهم لا يخصصون الادخار لغرض معين، بل يتركون لأبنائهم حرية التصرف بالمبالغ المدخرة عند بلوغهم سن الرشد أو عندما يصبحون ناضجين كفاية لإدارتها. أما بين من يدخرون لهدف محدد، فإن الغالبية - بنسبة 45 بالمئة - يدخرون لما يسمى «أموال الانتقال من المنزل»، فيما يدخر 40 بالمئة خصيصاً لمساعدة أبنائهم على شراء مسكن، وهي زيادة بنسبة أربع نقاط مئوية مقارنة بالعام الماضي. وأضافت هاسلفيك: «الانتقال من منزل العائلة إلى سكن مستقل يُعد مكلفاً. ويبدو أن الأهالي يدركون هذا جيداً، ولذلك يحرصون على تزويد أبنائهم بقاعدة مالية تساعدهم عند بدء حياتهم المستقلة». اقرأ أيضاً: الحكومة السويدية تسعى لتسهيل امتلاك شقة سكنية معدلات ولادة قياسية في الانخفاض - ضيق الوقت أكبر عائق أمام الإنجاب وبحسب هيئة الإحصاء السويدية SCB، سجل العام الماضي أدنى معدل ولادات على الإطلاق، حيث بلغ عدد الأطفال المولودين لكل امرأة 1.43 طفل، وهو أدنى مستوى تم تسجيله في السويد. وقد يؤدي انخفاض معدلات الولادة إلى آثار اقتصادية بعيدة المدى، لا سيما مع تضاؤل أعداد العاملين وزيادة عدد كبار السن الذين يحتاجون إلى الدعم. وأظهر استطلاع SBAB أن غالبية الأشخاص دون سن الأربعين لا يرغبون في إنجاب مزيد من الأطفال، ويرجع السبب الرئيسي إلى نقص الوقت. فقد أشار 31 بالمئة إلى رغبتهم في تخصيص الوقت لرعاية أطفالهم الحاليين، فيما أفاد 26 بالمئة بأنهم يجدون صعوبة في التوفيق بين متطلبات الحياة اليومية عند إنجاب المزيد من الأطفال. وقالت هاسلفيك: «مشكلة انخفاض معدلات الولادة معروفة وتعاني منها معظم دول الغرب. ورغم أن السويد تتمتع بنظام تأمين أبوي سخي نسبياً، خاصة في السنوات الأولى من حياة الطفل، إلا أن الأسباب الاقتصادية ليست العائق الرئيسي أمام زيادة الإنجاب بل ضيق الوقت. ومع ذلك، نعلم أن الوقت يعني المال. ورغم أحقية الوالدين في العمل بدوام جزئي بعد الإنجاب، إلا أن كثيرين يشعرون بأنهم لا يستطيعون تحمل الكلفة المترتبة على ذلك». حول الاستطلاع: أُجري الاستطلاع من قبل معهد كانتار عبر لوحة «سيفو» بطلب من SBAB في الفترة بين 20 و28 مارس. شارك فيه أكثر من 1000 شخص لديهم أطفال تحت سن 18 عاماً. أما الاستطلاع المرجعي الذي أُشير إليه، فقد أُجري بين 8 و12 أبريل 2024.