في ضوء تراجع معدلات التضخم بشكل ملحوظ وأكثر مما كان متوقعاً، يستمر ارتفاع أسعار الأغذية في السويد، حيث أفادت هيئة الإحصاء السويدية (SCB) بأن أسعار الطعام والمشروبات شهدت زيادة بنسبة 0.2% في نوفمبر/تشرين الثاني مقارنة بالشهر السابق.ويشير يورغن كينيمار Jörgen Kennemar، الاقتصادي في "سويد بنك Swedbank"، إلى أن الأسعار لا تزال عند مستويات مرتفعة. كما أظهر تحليل SCB لأسعار الأغذية في نوفمبر/تشرين الثاني ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار الفواكه والخضروات، حيث شهدت زيادات متباينة وفقاً لمؤشر أسعار المستهلك (CPI).أثر العوامل الموسمية على أسعار الحمضياتأوضح كارل مورتنسون Carl Mårtensson، خبير الإحصاء السعري بالهيئة، أن أكبر زيادة سُجلت في أسعار الفواكه، بنسبة 2.2%، مشيراً إلى تأثير العوامل الموسمية. فقد انخفضت أسعار الحمضيات، بينما ارتفعت أسعار الأصناف الأخرى.زيادة أسعار الأطعمة الرئيسية مع اقتراب عيد الميلادفي ضوء ذلك، سجلت أسعار مجموعة من السلع الغذائية مثل القرنبيط، العنب، الخيار، الشمام والتوت الطازج ارتفاعات كبيرة. ومع اقتراب عيد الميلاد، زادت أسعار ثماني من أحد عشر مجموعة منتجات درستها الهيئة في نوفمبر/تشرين الثاني.توقعات بتحسن الأوضاع الاقتصادية في السويد للعام المقبلعلى الرغم من هذه الزيادات، ترى ألكسندرا ستروبيري Alexandra Stråberg، كبيرة الاقتصاديين في شركات التأمين Länsförsäkringar، بصيص أمل قائلة: «ليس من الجيد زيادة أسعار الطعام مع اقتراب الكريسماس، لكن يجب النظر إلى التأثير الكلي على الميزانية. الأرقام التي وردتنا اليوم كانت إيجابية على المدى الطويل، ويمكن للمستهلكين والبنك المركزي أن يتنفسوا الصعداء».وأضافت ستروبيري أنها تتوقع انخفاض أسعار الأغذية في العام المقبل، مؤكدة على أن هناك عدة عوامل تؤثر على الأسعار، وأن تراجع التضخم سيكون له تأثير إيجابي على أسعار الأغذية.تأثير قوة الكرونة السويدية على أسعار الأغذية المستوردةمن جانب آخر، يؤثر ضعف الكرونة السويدية بشكل مباشر على أسعار الأغذية، نظراً لاعتماد السويد بشكل كبير على الواردات الغذائية. وعلى الرغم من تقوية الكرونة مؤخراً مقابل الدولار واليورو، لم تظهر بعد آثار هذا التحسن على أسعار الأغذية في الميزانية العائلية، حسبما يشير يورغن كينيمار من بنك Swedbank، مؤكدًا قائلاً: «ما زال من المبكر رؤية تأثيرات تحسن الكرونة، لكن في حالة استمرار تقوية العملة، سنشهد على الأرجح المزيد من علامات التحسن في أسعار الأغذية في المستقبل، وربما نلاحظ هذا التأثير في ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني».بشكل عام، شهدت الأسعار العامة للسلع ارتفاعاً منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022 في جميع المجموعات باستثناء الزيوت والدهون والحليب والجبن والبيض، بالإضافة إلى القهوة والشاي والكاكاو. وفي المجمل، زادت أسعار الأغذية والمشروبات الخالية من الكحول بنسبة 6.2% منذ نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي.في ظل هذا السياق، يبقى المستهلكون السويديون في ترقب للتطورات الاقتصادية القادمة، خاصة مع اقتراب موسم الأعياد والتأثير المحتمل للعوامل الاقتصادية المتغيرة على ميزانياتهم.