اغتصب طفلة، حرّض ضدّ المهاجرين... ثمّ ترشّح لانتخابات الكنيسة!
أخبار-السويد
Aa
Foto Pär Fredin/TT
مجرم، لكن مخلص للكنيسة!
أن تكون مداناً بمخالفة سير وتترشّح لانتخابات الكنيسة هو أمر مقبول، لكن عندما تكون مداناً بارتكاب أعمال عنف، أو التحرّش والاغتصاب، أو بجرائم كراهية والتحريض ضدّ مجموعات عرقية، أو بمهاجمة الأقارب مثل الزوجة السابقة والأطفال، وتترشّح بعدها لانتخابات الكنيسة، يصبح الأمر مثيراً للجدل.
من بين المرشحين لانتخابات الكنيسة السويدية في مجالسها الثلاثة «للاطلاع على معلومات حول انتخابات الكنيسة من هنا، وللاطلاع على برامج الإنفاق المالي للكنيسة من هنا» هناك مدانون بجرائم سابقة متنوعة من حيث الشدّة والتصنيف الجرمي.
فعلى سبيل المثال هناك مرشّح مدانٌ مرتين بملاحقة زوجته السابقة بشكل غير شرعي، وتشكيل الذعر لها. حيث تمّ اكتشاف وضعه لهاتف آي-فون في سيارتها لتتبعها عبر تطبيقات التعقّب. وعند قيامه بالتعليق على الأمر قال بأنّها كانت فترة مأساوية في حياته وحياة عائلته، وبأنّه تخطاها ووضعها خلفه.
هدد بإحراق والدها
أحد المرشحين في لائحة (وسط السويد) أدين العام الماضي بالتهديد بإطلاق النار على زوجته السابقة، وبإحراق والدها حياً في منزله. من اللافت أنّ الزوج كان يعيش مع مطلقته في الشقة ذاتها وقت تهديده لها.
وقد كتب في رسالة إلكترونية بأنّه تلقّى جزاءه، وبأنّه سعيدٌ بقدرته على أن يحظى بفرصة أخرى. ثمّ أضاف بأنّه يتراجع عن ترشيح نفسه لأنّه «قد يشكّل عبئاً على الكنيسة».
مرشّح آخر في الخمسينيات من عمره وصف نفسه بأنّه «متشكك»، مدانٌ سابقاً بجرم استخدام العنف ضدّ زوجته وابنته البالغة من العمر 15 عاماً، تحدّث عن ندمه الشديد عمّا حصل، وأضاف بأنّه يريد أن يكون في الكنيسة للعب دور هام في المجتمع من خلال إيصال رسالة الحب التي تحملها الكنيسة.
معتدون جنسياً على الأطفال في الكنيسة!
من المرشحين شخص مدانٌ بالتحرّش الجنسي بسبب إهداءه امرأة شابّة لأدوات جنسيّة مع عبارة «أتمنّى لك عطلة ميلاد سعيدة». لكنّ الرجل قال بأنّ هذا وقتٌ مضى وقد تجاوزه.
لكنّ بعض المدانين كانت جرائمهم أكثر خطورة. ففي وسط السويد هناك مرشّح يبلغ السبعين من عمره، تمّت إدانته في 2010 بتهمة اغتصاب طفلة بظروف مشددة، والاعتداء الجنسي الجسيم على الطفلة. كانت الطفلة التي اعتدى عليها الرجل بالاغتصاب والتحرّش هي ابنة زوجته في حينه.
أنكر الرجل التهم، ويعتبر بأنّه قد سُجن ظلماً، وبأنّ الأدلّة لم تكن كافية لتجريمه: «لم يكن ينبغي أن أقضي في السجن كلّ هذه الأعوام بسبب تلك الجريمة المزعومة». العقوبة التي قضاها في السجن هي 4 أعوام وستّة أشهر.
يقول الرجل بأنّه لا يطمح ليكون ناشطاً سياسياً في الكنيسة، وأنّ السبب الوحيد لترشّحه هو نقص أعداد المرشحين. وقد أضاف: «أذهب للكنيسة، وأعيش حياة هادئة ووحيدة».
تنوّع الجرائم لا ينتهي
لائحة المرشحين لانتخابات الكنيسة مليئة بمدانين بجرائم متنوعة. لدينا على سبيل المثال شخصٌ أدين منذ ثلاثة أشهر بجريمة غسيل الأموال الخطير، وكذلك بعدّة جرائم محاسبيّة. علّق الرجل: «هذا لا يؤثر على حياتي الدينية». لكنّ الرجل أنكر الاتهامات وقال بأنّه ضحيّة الإيقاع به وخداعه.
كما أنّ هناك اثنان من المرشحين مدانان بالتحريض ضدّ مجموعات عرقية. أحد هذين الشخصين امرأة كتبت تعليقات على فيسبوك شبّهت فيها المهاجرين «بالقيء الملعون» وبأنّ السماح لهم بالدخول يشبه «استيراد القمل». دافعت المرأة عن نفسها بأنّها كتبت ذلك في لحظة انزعاج بعد التحرّش بها من قبل مهاجرين، وبأنّ المحكمة أدانتها لأنّها «محكمة فاسدة».
لكنّ المرأة «البريئة» ذاتها قد أدينت بتهمة أخرى الصيف الماضي، حيث سُجنت لثلاثة أشهر بسبب توجيهها مسدس إلى جارها وتهديدها بإطلاق النار عليه. وعند التعليق على التهمة، قالت المرأة مرّة أخرى بأنّ المحكمة «فاسدة» لأنّها تحيزت ضدها لصالح المهاجرين.
وعند سؤال المرأة عن سبب ترشحها في انتخابات الكنيسة، قالت بأنّها تريد استعادة الكنيسة من اليسار، وجعلها موطناً للمسيحية من جديد. وانتقدت تحوّل الكنيسة إلى «موطنٍ للمنتمين لمجتمع الميم عين والمتحولين ، وللجناح اليساري، والقضايا البيئية... لا أعتقد بأنّ على الكنيسة أن تشترك بهذه الأمور».
عيل صبره من «راكبي الجمال»!
المرشح الآخر المدان بالتحريض ضدّ المجموعات العرقية شخصٌ كتب في تعليق على فيسبوك: «أنا قد عيل صبري من راكبي الجمال الأشرار الذي يأتون إلى هنا ويعتقدون أنّ علينا الانصياع لأحكامهم... والآن نحن بانتظار انفجار الحرب الأهلية التي قاربت على الاندلاع».
عند سؤال الرجل عن الأمر، أعلن بأنّ الحكم بإدانته «مثير للسخرية»، لكنّه فخور به لكونه دلالة على أنّه رجل لا يبقى صامتاً عندما يجب أن يتحدّث. لكن عند النظر إلى حساب الرجل على فيسبوك، سيبدو لنا بأنّه «غير متزن عقلياً»، فقد نشر على حسابه مشاركة من حملة فيسبوكية تدعى «اخرجوا من الكنيسة» مع الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات الكنسيّة.
أو ربّما ليس شخصاً «غير متزن عقلياً» بقدر ما هو شخصٌ يمينيّ متطرّف مقيت. فعند سؤاله عمّا إذا كان يؤمن بالله، كانت إجابته البسيطة «لا بالتأكيد». وعند سؤاله عن سبب ترشحه قال: «للحفاظ على التقاليد السويدية. بمجرّد نطقك عبارة الحفاظ على السويد سويدّيّة تصبح شخصاً سيئاً. لكن لدينا تقاليدٌ جميلة نفخر بها تستحق الحفاظ عليها. السويد لم تكن إسلاميّة، ولن تكون».
علّقت الأسقف كارولين كروك على لائحة المدانين السابقين قائلة: إن كانت الإدانة تتعلّق بشيء حدث قبل عشرة أعوام، وقمتَ بعدها بمحاولة تنظيم حياتك وانضممت للكنيسة، فهذا يعني بأنّ الواجب ألّا يتمّ اضطهادك بسببها. لكن إن كانت الجريمة مستمرة، فالأمر غير لائق بالمرّة.