في ظل تزايد معدلات الفقر في المجتمع السويدي، افتتح الصليب الأحمر السويدي متجره الأول للملابس المجانية في منطقة سيفيد بمدينة مالمو. يوفر المتجر فرصة للعائلات المحتاجة للحصول على خمس قطع من الملابس في كل زيارة، مع إمكانية استثناءات للحالات الخاصة. وقد لقيت المبادرة استحساناً كبيراً من سكان المنطقة. الحاجة إلى الدعم المتزايد تقول «مونيكا هاردينغز»، متطوعة في الصليب الأحمر بالمنطقة، إن المعرفة المسبقة بالأسر المحتاجة تجعل من السهل تقديم المساعدة اللازمة لهم، موضحةً أن بعض الأشخاص يشعرون بالخجل من طلب المساعدة، ولكن العلاقة القائمة مع المجتمع المحلي تخفف هذا الحرج. أما «أينا غالاردو»، المسؤولة عن المنطقة في الصليب الأحمر، فقد أكدت أن المبادرة جاءت نتيجة لزيادة الاحتياج في ظل تراجع دور دولة الرفاهية. وتضيف: «نشهد اليوم فجوة كبيرة حيث يتزايد الفقر، بينما تنسحب الدولة تدريجياً من تقديم الدعم الكافي». العوامل الاقتصادية وتأثيرها وفقاً لإحصاءات مركز الإحصاء السويدي (SCB)، فإن ما يصل إلى 20% من السكان في السويد لا يستطيعون تغطية نفقات طارئة بقيمة 14 ألف كرون دون الاقتراض. كما أن 11% من السكان لا يمكنهم تحمل تكاليف إجازة أسبوعية سنوية. وتشير الإحصاءات إلى أن الفئات الأكثر تأثراً تشمل المهاجرين والأسر ذات العائل الوحيد، خاصة الأمهات العازبات. أثر التضخم والأزمات العالمية يرى «توماس هيلجسون»، رئيس قسم في مركز الإحصاء السويدي، أن الأوضاع الحالية هي نتيجة مباشرة للتضخم الذي أعقب جائحة كورونا، بالإضافة إلى الحرب في أوكرانيا التي أدت إلى ارتفاع كبير في الأسعار. ويشير إلى أن الدعم الاقتصادي الحالي لم يعد كافياً لتلبية احتياجات الأسر كما كان في السابق.